– واحدة من المبررات العجيبة لتمديد بقاء السيسي في الحكم لسنة 2034 من خلال التعديلات الدستورية، هي إن الراجل عنده إنجازات ولازم يكملها، ومافيش بديل يحل مكانه.
– هنتكلم في البوست ده عن جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية (تولى المنصب 8 سنين بس) وقائد جيشها في حرب الاستقلال ورئيس المؤتمر اللي كتب الدستور، ازاي كان بيتعامل مع مسؤولياته اللي خدها، ومع مدة فترات الرئاسة تحديدا.
*****
مين هو جورج واشنطن ؟؟
– جورج واشنطن اتولد سنة 1732 في ولاية فيرجينيا، وكان صاحب أراضي زراعية ورثها من والده.
– سنة 1775 كان قائد جيش التحرير الأمريكي اللي حارب بريطانيا للحصول على الاستقلال في حرب رهيبة استمرت 8 سنين.
– في البداية كان بيخسر معارك أكتر من اللي بيفوز بيها، وكان حالة جيشه سيء جدا من حيث التدريب والتجهيزات، ماكنش معاهم طعام ولا ذخيرة ولا امدادات، لدرجة إن جنوده كانوا بيروحوا يحاربو وهما حافيين في الشتا، براعة واشنطن كانت الحفاظ على الجيش لفترة طويلة، لحد ما بقا عنده امكانيات وتدريب أكبر.
– بعد الاستقلال، قدم استقالته من الجيش ورجع يشتغل في أرضه ويهتم بيها، لمدة 4 سنين، قبل ما يتم استدعاءه لحل بعض المشاكل بين الولايات، منها مشاكل حدودية وتقسيم تكلفة الحرب.
– كان ليه عدة أدوار مهمة، أولهم توحيد الولايات وإقرار النظام الفيدرالي، وفضل يسعى بقوة لحد ما نجح وعمل مؤتمر دستوري فيلادلفيا سنة 1787، انتهى بإقرار دستور الولايات المتحدة اللي بدأ تطبيقه من السنة التالية، ولسه مستمر لحد النهارده، ومن وقتها اعتبر واشنطون من الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية.
– تبني عدة سياسات مالية لسداد ديون كانت متراكمة على الولايات، ووقع على مشروع قانون لإنشاء عاصمة للبلاد، واختاروا يسموها باسمه تكريما له، بعدها الهيئة الانتخابية اختارت واشنطن بالإجماع عشان يتولى رئاسة الولايات المتحدة، وأدى أول قسم دستوري في تاريخ أمريكا في أبريل 1789.
– لما تولى الرئاسة، كانت الولايات المتحدة 11 ولاية بس، وفيها 4 مليون شخص، ومكنش فيه رؤية معينة لطريقة الحكم، مع الوقت خد قرارات إنشاء المؤسسات الكبيرة، وعمل البنك الوطني وعين أول قاضي في المحكمة العليا، وكون الحكومة الرئاسية.
– بعد مرور فترة الرئاسة اللي مدتها 4 سنين، كان عايز يتقاعد ويرجع يعيش في مزرعته، لكن تم اختياره بالإجماع لمدة رئاسية تانية. قبل ما تخلص المدة دي كان حسم أمره ورفض الترشح لمدة تالتة، وقال إن مدتين رئاسيتين كافيين جدا، رغم إن ماكنش حد معارض رئاسته.
– في عهده بدأت بعض الخلافات السياسية (بسبب تركيز السلطة في ايد حكومة مركزية، أو توزيعها على حكومات الولايات) اللي اتطورت بعد كدا وبقت تظهر في صورة أحزاب سياسية تداولت الحكم بعد كدا، ورغم خوفه من ده لكنه سمح بيه، لدرجه إنه زعماء الأحزاب دي كانوا من مساعديه.
– بعد انتهاء مدته التانية في 1797، رجع وعاش في مزرعته لحد ما مات، بينما كان نائبه السابق ومؤسس الحزب الفدرالي جون آدمز بيقوم بمهامه كرئيس منتخب استمر لحد 1801، وسلم السلطة لرئيس منتخب جديد من الحزب الجمهوري الديموقراطي (توماس جفرسون) كان هو الآخر وزير خارجية جورج واشنطون، وواحد من اللي صاغوا إعلان الاستقلال الأمريكي.
*****
– من ساعة ما واشنطن ساب السلطة، اعتبر ده تقليد بيلتزم بيه الرؤساء اللي جم بعده لكنه مكانش نص قانوني أو دستوري، وفضل مستمر لحد فرانكلين روزفلت، الرئيس رقم 33 لأمريكا، واللي تولى في فترة الكساد العظيم وفي عهده حصلت الحرب العالمية التانية.
– روزفلت فضل في الحكم لمدة 12 سنة، من خلال فوزه بـ 4 فترات رئاسية متوالية. قبل انتخابه للفترة التالتة استخدم الحيل عشان يترشح، وكان بيستند لنجاحه الكبير في مواجهة الكساد وعدد من الملفات الكبيرة، ويحذر الناس من خطورة تغييره في وقت العالم بيقترب من حرب عالمية، ورغم اعتراض نوابه وترشحهم ضده في الانتخابات دي الا إنه فاز عليهم.
– في الانتخابات اللي بعدها قدر يتغلب على منافسه لما روج لانتخابه بنفس الأسلوب، وقال إن خصمه ماعندوش خبرة في السياسة الخارجية، ورغم مرضه، وحديث منافسه الدايم عن خطورة إسناد المنصب ليه في حالته الصحية، فاز بنسبة 53%، لكنه مالحقش يكملهم ومات في بداية الفترة الرابعة.
– اللي حصل ده خوف أعضاء الكونجرس من تكرار محاولة استمرار رئيس في السلطة، وده رغم انها كانت انتخابات نزيهة واختيار الشعب، وفورا بعد وفاته بسنتين تم اقتراح تحديد مدد لرئاسة بمرتين كحد أقصى، وتمت الموافقة على التعديل في 1951.
*****
– في كل المراحل اللي كان بيخطيها وشنطون كان فيه تمسك حقيقي من الناس بوجوده، وفي المقابل هو كان عنده رغبة في تسليم الممهة لشخص تاني بطريقة سلمية ويرجع هو لمزرعته وحياته.
– الدستور الأمريكي اتعدل أكتر من مرة، ماكنش فيها ولا مرة لصالح شخص معين، لكن كانت كل التعديلات لمزيد من الضمانات، والتأكيد على حقوق وحريات الشعب.
– رغم إن الرئيس الوحيد اللي فاز بأكتر من مدتين رئاسيتين كان ناجح جدا، اقتصاديا وعسكريا، لكن كان الخوف من تكرار استمرار شخص في السلطة لمدة طويلة كان سبب في تعديل الدستور سريعا بعد ما مات عشان يقفلو الباب ده نهائيا.
– الكلام ده كله مش عشان مثاليات، ولا كانت أمريكا وقت جورج واشنطن أمة من المتعلمين والمثقفين، لكن ده دور سياسيين عندهم مسؤولية وعرفوا ان ده الأحسن لبلدهم، وبالفعل التجربة أثبتت ان قرنين من الديمقراطية الأمريكية كان ليها دور رئيسي في ازدهارها ووصولها لوضعها الحالي .. مش الكلام العجيب بتاع اصل الشعب مش جاهز واحنا لازم نبقى أغنيا زي الغرب الأول قبل ما نعمل ديمقراطية!
– الدول دي اتعلمت بالتجربة ان ده الأفضل للبلد، وهوا اللي بيحمي من الفساد اللي أكتر حاجة تسهله هيا طول البقاء في السلطة للرئيس وبالتالي لدواير المنتفعين وشبكات المصالح اللي بتتراكم حواليه.
*****
ومصر بقى..؟
– في مصر الرئيس الحالي شعبه بيعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة جزء رئيسي منها اختياراته الاقتصادية، ومنقدرش نقول ان عنده انجاز سياسي أو عسكري تاريخي بل كل ده محل خلاف كبير، وكمان قطاع ضخم من المصريين واحنا منهم شايفينه سلم أرض مصرية لدولة تانية زي تيران وصنافير، غير انه مش بيسمح بأي معارضة تتشكل أو تواجهه بالعكس ده بيحبس اللي اترشحوا قدامه في الانتخابات عشان يستمر في المنصب بالقوة.
– حسني مبارك وقبله السادات وعبدالناصر عملوا حاجات نتفق او نختلف عليها، لكن الجريمة الأساسية بالنسبالنا هي “تيتيم البلد” إنه يفضل يحكم لحد مايموت ويفضي البلد من أي عقول أو بدايل سياسية قادرة تشيل الحكم، وإنه يقفل المجال على أي إنسان شريف محترم قادر يقدم للمواطنين شيء حقيقي وحتى لو مقدمش فهيتشال من منصبه بالانتخابات.
– مش من حق حد إنه يحكم مدى الحياة ويهدر فرص أجيال كتير في الحكم على مصير بلدها ومحاولة تحسينه، ده بلدنا واحنا اللي هنعيش فيها وأي حد بيحكم مصيره في النهاية يمشي سواء بالانتخابات أو العزل أو الموت، من حقنا إننا نقرر نتحكم إزاي لأننا كمصريين أصحاب المصلحة واحنا اللي بندفع ضرايب واحنا اللي بندفع من فلوسنا تمن الاجراءات الاقتصادية اللي بتتاخد واحنا اللي بندفع من حرياتنا ناس محترمة بتتسجن عشان رافضة الوضع الحالي اللي مش لازم يستمر.
– للسبب ده احنا مكملين في دعوتنا لرفض التعديلات الدستورية المقترحة بكل الوسايل، شاركوا بتوقيعاتكم على اللينك الموجود عالصفحة وفي أول كومنت، اضغطوا على نوابكم زي ما عملتوا في تيران وصنافير عشان يرفضوا، شاركو بفديوهاتكم أو حتى صورة بورقة لرفض التعديلات، من حقنا نعيش في تجارب تانية يمكن وضع البلد يتغير، مش هنعيش مخطوفين لآخر عمرنا عشان حد ينفذ رغبته في الحكم الأبدي.
*****