– يوم الأربع انعقدت أولى جلسات “الحوار المجتمعي” بناء على دعوة من البرلمان لمناقشة التعديلات الدستورية ضمن قائمة شملت 720 شخصية هتحضر جلسات الحوار.
– النهاردة هنتكلم عن اللي حصل بالجلسات حتى الآن، وإدارة السلطة لعملية التعديلات الدستورية، ومقارنة ده بالحوار المجتمعي في الدول التانية.
*****
إيه اللي حصل في الجلسات حتى الآن؟
– في الجلسة الأولى حضر ممثلي الأزهر زي د.عبدالمنعم فؤاد، وممثلي الكنيسة زي الأنبا بولا، والطرفين أيدوا التعديلات.
– كمان حضر إعلاميين أحمد موسى، نشأت الديهي، حمدي رزق، محمد الباز، عبدالرحيم علي، عادل حمودة.
– وحضر رؤساء الجامعات، اللي بيعينهم رئيس الجمهورية بعد ما اتلغت الانتخابات بالجامعات.
– موقع مدى مصر نشر قايمة بالأسماء الي اتعرفت من الشخصيات العامة المدعوة، واللي كان فيها حضور بارز كمان لرموز بنظام مبارك، زي فتحي سرور، وآمال عثمان، وقيادات بمجلس الشورى القديم – اللي هيرجع خلاص – ده غير إن دكتور مصطفى الفقي هيكون واحد من اللجنة اللي بتحضر كل الجلسات.
– بالوضع ده مفهوم طبعاً ان القعدة كانت منافسة في التأييد، لقينا اللي بيطالب مثلاً بدستور جديد عشان يتم تلافي كل خطايا دستور 2014 ( والهدف مواد الحقوق والحريات وباقي المواد المعطلة فعلياً من الدستور)، واللي طالب بإلغاء تخصيص نسب من الموازنة لميزانية التعليم والصحة والبحث العلمي، ده غير أكتر من شخص طالبوا بفتح مدد الرئاسة لعدد لانهائي!
– مفيش أي حد من المعارضة تمت دعوته، بما فيها 11 حزب شكلوا “اتحاد الدفاع عن الدستور”، ولا تمت دعوة أي شخصية عامة معارضة بما فيهم اللي لسه موجودين بجهات رسمية زي المجلس القومي لحقوق الإنسان.
– الحوار الرائع ده جلساته مش مذاعة على الهواء بقناة مجلس النواب، ولا حتى مسموح فيها بتصوير الفيديو أصلا، كل المتاح صور ونقل للصحفيين عن بعض اللي بيدور.
– مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، دعا لفتح فترات الترشح لفترات تالتة ورابعة وخامسة، مادام الرئيس بيحقق انجازات .. وواضح طبعا ان توجهات مكرم، اللي عينه رئيس الجمهورية برضه، هيا سبب تجاهله رسائل الأحزاب له تطالب بتطبيق الدستور باتاحة فرص متساوية للدعاية في الإعلام الحكومي اللي بأموال كل المصريين
– الحركة المدنية الديمقراطية أصدرت امبارح بيان بتجدد رفضها للتعديلات الدستورية، وبتتكلم عن تمثيلية الحوار الحالية، وبتؤكد إنهم لم يتم توجيه أي دعوة لأحزابها .
– عشان كل ده بنوصفه انه “تمثيلية” لأنه مش حوار حقيقي بين مؤيدين ومعارضين، و”بائسة” لأنه مفيش اهتمام أصلاً يخلو الشكل حلو، كان ممكن يدعو مثلا 600 مؤيد و100 معارض، كان ممكن يذيعو الجلسات، كان ممكن أي ديكور، لكن واضح ان مش فارق معاهم.
*****
إيه هو الحوار المجتمعي؟
– المفروض إنه الحوار المجتمعي في أدبيات السياسة هو أداة ديمقراطية لاستطلاع الرأي والتشاور في المجتمع بفئاته المختلفة في موضوع عشان يعبر عن توافقها ووصولها لحلول وسط للتعايش بينها، وطبعا لازم يسمح بمساحة أكبر لوجهات النظر المختلفة، وبتبقى دايماً مرتبطة بلحظات مهمة زي إعداد الدساتير والمراحل الانتقالية، لأنه في الوضع الطبيعي المفروض عندنا مؤسسات مستقرة ومنتخبة بنزاهة زي البرلمان والنقابات بالاضافة للأحزاب والجمعيات بيحصل مابينهم حوار مستمر.
– الحوار المجتمعي ده مثلاً ساهم في تونس في بناء خريطة الطريق لإنهاء الانقسام السياسي في 2015 والبدء في العملية الديمقراطية، وساهم فيه كل الأحزاب المختلفة، وشهد دور كبير جدا لاتحاد الشغل “العمال” التونسي، وده أدى لصياغة دستور توافقي وبدأ العملية الديمقراطية في تونس لحد دلوقتي وحصل أطراف الحوار كلها على جائزة نوبل للسلام.
– في بولندا مثلا سنة 1989 حصلت عملية حوار تاريخية اتسمت ب “المائدة المستديرة” تم بين النظام الشيوعي وقتها والمعارضة، ووصلو لاتفاقات ملزمة خاصة بالدستور وتداول السلطة خلال شهرين وقع عليها كل الأطراف، وبدأ التحول الديمقراطي الهاديء في بولندا بناء على نتايج الحوار ده والتزام جميع الأطراف بيه.
*****
– الأجواء الحالية اللي بيتم فيها عمل التعديلات الدستورية بتتزامن مع استمرار القبض على المعارضين آخرهم د محمد محيي الي اتكلمنا عنه، وشباب حزب الدستور، و المهندس يحي حسين عبدالهادي، وشباب حزب الكرامة والعيش والحرية، غيرهم كتير من الشخصيات اللي بتحب بلدها وبتمارس العمل السياسي بمنتهى السلمية.
– قلنا وبنكرر إنه التعديلات الحالية خطر كبير على مستقبل البلد، بمواد فترات الرئاسة، وتعديلات مواد القضاء لفرض سلطة الرئيس، وغيرها.
– من حقنا نعيش في تداول سلمي للسلطة بدون مخاطر أو خوف، أو خطف حد لكرسي الحكم لحد ميموت، وبنجدد دعوتنا لكل المصريين برفض التعديلات الحالية، واننا نقرا عنها ونفهم خطورتها ونكلم كل اللي حوالينا ازاي دي بتاخد كل حقوقنا المشروعة.
*****