– أول امبارح النيابة العامة أصدرت بيان عن واقعة قتل عويس الراوي في الأقصر على يد أحد رجال الشرطة فجر 30 سبتمبر الماضي.
– بيان النيابة اللي جه بعد أسبوع كان مفاجيء بإنه أظهر رواية مصدرها الأمن الوطني بتقول عويس تم قتله لأنه كان معاه سلاح!
– النهاردة هنطرح سوا أسئلة منطقية جدا من واقع نص البيان نفسه.
*****
١- أسئلة عن الاتهامات الموجهة لعويس
– أول حاجة غريبة هيا أنه النيابة بتقول إنها “أذنت بضبط المتوفَّى وآخرين من ذويه لاستجوابهم فيما نُسب إليهم من جرائم إرهابية”
– هل إذن النيابة ده تم إبرازه للأسرة أول ما قوة الضبط دخلت البيت حسب القانون؟ البيان مذكرش ده والشهود بينفوا ذلك.
– ليه البيان مقالش إيه بالظبط الجرائم الإرهابية المتهم بيها عويس؟ وهل النيابة حققت في “تحريات الأمن الوطني” دي حسب القانون وشافت أدلة تم تقديمها على ذلك، ولا اعتمدت التحريات وخلاص؟
– عويس موظف في مسشفى الأقصر الدولي، ودي المستشفى اللي بيروحها السياح، ازاي التحريات الأمنية سايباه بمكان حساس زي ده لو فعلا متورط بجرائم إرهابية؟!
– رواية الأهالي وشهود العيان بتقول أنه عويس لم يكن مطلوب، والدليل ان القوة مقبضتش عليه أصلا، دول سألوا عن ابن عمه ولما ملقوهوش قبضوا على أخوه الصغير، وعويس خرج ورا القوة بيقولهم يسيبوا أخوه، وحصلت مشادة انتهت باطلاق النار عليه، ورواية تانية ان عويس اتقتل لأنه رد صفعة للضابط بعد صفعة لأبوه.
نقطة حاسمة هنا هيا فين مكان جثمان عويس وأثر الدماء فين؟ البيان مش بيقول أي معلومة هل الواقعة حصلت داخل البيت حسب رواية الأمن الوطني ولا خارجه حسب رواية الأهالي؟
٢- أسئلة عن السلاح الناري
البيان بيقول “أُخطرت «النيابة العامة» بوفاته بعد محاولته مقاومة قوة الشرطة .. وذلك بسلاح ناري آلي ضُبِط جوارَ جثمانه”
– ليه الصيغة مبنية للمجهول؟ مين اللي “أخطر” النيابة بالقصة دي؟ مفيش معلومة لكن نفهم من السياق إن دي رواية جهاز الأمن الوطني.
– لو كان عويس معاه سلاح فعلاً ليه محدش قال من الأول ده؟ ليه الموضوع اتأخر أسبوع كامل؟ ولا حتى شفنا مصدر مجهول من الداخلية للإعلام زي ما بيحصل بالحالات الشبيهة.
– لو عويس استخدم سلاح فعلا ليه مفيش أي حد سمع صوت ضرب النار ده؟ طيب هل النيابة رفعت بصمات السلاح ده؟ هل لقت فوارغ رصاص جنبه؟ هل لقو على ايد عويس أثر البارود بتاع اطلاق النار؟
– فين فوارغ الأربع رصاصات اللي الأهالي سمعتهم وظهر صوتهم في فيديو متداول أظهر قوة الشرطة قدام بيت عويس؟ هل هما رصاص ميري ولا لأ؟ وازاي واحد يتم قتله من مسافة قريبة بعد إطلاق أربع رصاصات بدون ما يرفع السلاح اللي مفروض انه معاه يدافع عن نفسه؟
– بيان النيابة مقالش ولا كلمة عن الصفة التشريحية لجثمان عويس، ولا حتى قال انه مات برصاصة في الرأس ولا لا، وهل الرصاصة أطلقها ظابط ولا مجند ولا إيه اللي حصل ولو كرواية من قوة الضبط.
٣- أسئلة عن أقوال أسرة عويس الغائبة
– بيان النيابة بعد ما حكى بالتفاصيل رواية الداخلية قال باختصار إنه تم استجواب ضابط المأمورية وأبوعويس وأخوه، “فتبينت من ذلك اختلاف أقوال ثلاثتهم حول ملابسات واقعة الوفاة، لذا آثرت «النيابة العامة» عدمَ الإفصاح في بيانها عن مؤدَّى أقوالهم حفظًا لسلامة التحقيقات”
– ليه البيان زي ما نقل رواية الأمن الوطني، منقلش رواية أسرة عويس؟! كان ممكن البيان يقول بنحقق وخلاص لضمان الحياد، لكن بالشكل ده النيابة انحازت لذكر رواية واحدة بعينها.
– ليه البيان بيقول تم استجواب تلاتة بس؟ الواقعة فيها شهود كتير، زي المجندين في واقعة الظبط، وباقي الجيران في المنطقة، وغيرهم.
– كمان تم الاكتفاء بذكر ان والد عويس نفى الاعتداء عليه بدون نقل ولا كلمة تانية قالها أبوه.. ده شيء غريب لأنه أبوه ظهر في فيديو بيبكي على ابنه وبيدعي على قاتليه .. اللي حصل ده فتح باب شائعات وتوقعات بالمنطقة، اللي يقول ابوه اتضغط عليه، واللي يقول أبوه اتضرب قلم فعلا بس بيقول محصلش عشان كرامة الصعيدي تأبى الاعتراف بده، واللي يقول لا متضربش التفصيلة دي فعلا غلط لكن عويس زعق في الظابط عشان قبض على أخوه.
– بيان النيابة مقالش لحد دلوقتي محدش يعرف مين الضابط أو رتبته أو جهة عمله؟ وهل تم توجيه أي تهمة ليه ولا لا؟
– ليه أصلا البيان كله عبارة عن نقل أقوال بدون ما النيابة تقول تحقيقاتها وصلت لإيه بعد أسبوع كامل كانت فترة كافية لحاجات كتير.
– بيان النيابة بيصب لصالح بعض الروايات المنتشرة غير المؤكدة أنه الضابط اللي قتل عويس هو ضابط أمن وطني مش ظابط مباحث عادي، وعشان كدة مش حينفع يتم التعامل معاه بنفس الشكل الإيجابي اللي عملته الداخلية مع قتل إسلام الأسترالي اللي رسميا كدبت فيه رواية الداخلية ووجهت الاتهام لظابط و4 أمناء.
*****
– النيابة العامة في أي حتة في العالم هي سلطة تحقيق مستقلة، بمعنى أنه مطلوب منها التأكد من رواية الطرفين مش مش الانحياز لأي طرف منهم.
– الواقعة كلها مينفعش نشوفها بعيد عن السياق العام، اللي فيه بعد التعديلات الدستورية الرئيس بقى رسميا هو اللي بيختار كل القيادات القضائية بما فيهم النائب العام، يعني رسميا السلطة التنفيذية متغولة على السلطة القضائية، وكمان سياق عام فيه غياب لأي طرف مستقل غير حكومي ممكن يقدم للناس رواية موثوقة للأحداث. مفيش صحافة حرة تقدر تروح تسمع الشهود أو تقابل والد عويس وشفنا اللي حصل مع الصحفية بسمة مصطفى.
– لما نتكلم وندافع عن حق عويس إحنا بندافع عن حقنا كلنا.. حق كل مواطن مصري انه ميبقاش مستباح ودمه رخيص قدام رجال السلطة اللي مفروض يطبقوا القانون مش ينتهكوه طول الوقت، زي ما شفنا قتل إسلام الاسترالي في المنيب وغيره كتير من انتهاكات محدش بيتحاسب فيها.
– رغم إنه للأسف مش متوقع بعد إبراز رواية الداخلية إنه يحصل تراجع عنها، لكن مازالنا نتمنى من النيابة العامة أنه يكون عندها تقدير لحجم وخطورة النوع ده من القضايا اللي بيهز أي ثقة ممكنة في مؤسسات الدولة، وبيزود إحساس الناس بفقدان العدالة وإنه مفيش قانون ممكن يحميهم، وهوا ده الخطر الحقيقي على أي دولة في العالم.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *