– يوم 3 مايو هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، وده اليوم اللي خصصته ليها منظمة اليونيسكو، وتدعو وثيقة اليوم ده لوجود وسائل اعلام مستقلة وحرة قائمة على التعددية، باعتبار ان ده لاغنى عنه لتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان.
– الحدث السنوي ده كان هو المناسبة اللي تم في احتفاليتها العالمية تكريم المصور الصحفي المصري محمود ابو زيد “شوكان” بجائزة اليونسكو لحرية الصحافة، ومقدرش يروح طبعاً لأنه مسجون من أكتر من 4 سنوات من غير ما يصدر ضده أي حكم قضائي، فقط لأنه قام بدوره المهني كمصور في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، واللي مكتفتش بده السلطات في مصر لكن وزارة الخارجية هاجمت مؤسسة اليونيسكو باعتبار انها بتدي الجائزة لشخص متهم بالارهاب !!
وده يخلينا نحط ملخص بسيط عن واقع الصحافة في مصر والعالم شايفنا ازاي في المناسبة دي.
*****
– “أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم” الجملة ده هي عنوان تقرير مصر السنوي الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود واللي بتتكلم فيه عن أوضاع الصحفيين على مستوى العالم، واللي كان ترتيب مصر في مؤشرها للعام الثاني على التوالي رقم 161 من أصل 180 دولة.
– الفصل الخاص عن مصر بيقول ان مجرد ممارستها اصبحت صعبة، ومستحيل مع الأوضاع ده انه المواطن يحصل على تغطية معلوماتية وخبرية “مستقلة” تتمتع بالنزاهة والمهنية، واللي طبعاً أحد أبرز الأوضاع ده وجود موقع المنظمة نفسها في قايمة أكتر من 400 موقع محجوب في مصر!
– الأخبار عن سوء أوضاع الصحافة والمعلومات في مصر بقت شيء مكرر، من آخرها اللي حصل مع جريدة وموقع المصري اليوم اللي كتب مانشيت عن الانتخابات الرئاسية فما كان الا ان تم استدعاء رئيس تحريرها مع مجموعة من الصحفيين بتهمة نشر أخبار كاذبة، وبرضه اللي حصل مع موقع مصر العربية ” المحجوب” انه يتم القبض على رئيس تحريره ا عادل صبري وحبسه.
– في السنة الأخيرة اللي بيغطيها التقرير تم اقتحام نقابة الصحفيين والقبض على 2 صحفيين معتصمين بداخلها (عمرو بدر ومحمود السقا) لأول مرة في تاريخها من 75 سنة، وبعدها تم تلفيق قضية لنقيب الصحفيين يحي قلاش و عضوين من مجلس النقابة خالد البلشي وجمال عبدالرحيم وتم حبسهم والحكم عليهم مع ايقاف التنفيذ، بالاضافة لحبس العديد من الصحفيين الاخرين مثل معتز ودنان وحسام السويفي باجمالي أكتر من 30 صحفي سجين حالياً.
– لم يتم اصدار قانون لحرية تداول المعلومات زي ما اشترط الدستور، تم تشريع مجلس اعلى للصحافة ومجلس اعلى للاعلام بيحاسبوا الصحف على مانشيتاتها وتغطياتها بل وبعضهم طالب بمحاسبة بعض كتاب الرأي على مقالاتهم، بالاضافة لصدور عدد ضخم من قرارات حظر النشر.
*****
– قلنا قبل كده إن الصحافة مفيدة لكل المجتمع مش قضية فئوية للصحفيين، مثلاً لولا الصحافة مكناش سمعنا عن المبيدات المسرطنة في عهد الوزير يوسف والي، وأقيل الوزير بسببها واتحاكم مساعديه، ولا كنا عرفنا عن قضايا فساد بملف الخصخصة، ولا حتى كنا عرفنا عن مصنع اللحوم الشهير اللي بينتج لانشون مسرطن، وده عمل فرق بكل بيت.
– يعني حرية الصحافة تخص كل مواطن ومواطنة، من أكبر قضية بالدولة لأصغر تفاصيل في البيت، والصحافة مش بس قادرة إنها تقفل مصنع فاسد، ولا تلاحق مسؤولين منحرفين، لكن كمان ممكن تشيل مسؤولين ورؤساء دول زي ما حصل بفضيحة ووتر جيت بأمريكا وتم عزل الرئيس نيكسون.
– ده غير ان دي فعلا “سمعة مصر” اللي طول الوقت بيقولو خايفين عليها والمعارضة بتشوهها، أي تشويه أكبر من اللي حصل، كام مستثمر كان بيفكر ييجي وهيغير رأيه بسبب الصورة دي؟
*****
– الصورة المرفقة من تقرير منظمة مراسلون بلاحدود، وتم وضع مصر ضمن اللون الأسود في المؤشر،وتم وصف أوضاع حرية الصحافة فيها بأنها الأسوأ عالمياً Very Serious Situation وحددت في الخريطة باللون الأسود.
*****