من يومين تم الإعلان إن الجانب الليبي قبض على أحد أهم وأشهر الإرهابيين المطلوبين أمنياً ظابط الصاعقة السابق هشام عشماوي، المتهم بالمسؤلية عن أكبر الحوادث الارهابية في مصر.
– قصة هشام عشماوي بتتقاطع فيها خيوط كتيرة لسه المفروض تبان كلها من التحقيقات بعد استلامه من ليبيا، ونقدر نعتبر سقوطه ضربة كبيرة جداً لقدرات التنظيمات الإرهابية، وكنز معلومات أمنية مهمة.

******

قصة هشام عشماوي

– هشام تخرج من الكلية الحربية في مصر سنة 2000، في البداية كان في سلاح المشاة قبل حصوله على دورة عسكرية في أمريكا ويوصل لرتبة رائد في سلاح الصاعقة.
– كان ضابط معروف بالتزامه الديني ومعظم خدمته في الجيش كانت في سيناء. وفي 2010 بدأت علامات التشدد الديني تظهر على هشام اللي بحسب روايات زمايله اتخانق مع إمام المسجد في الكتيبة لأنه أخطأ في قراءة القرأن ، ودا كان مبرر واضح أنه يتم لاحقا إحالتة للأعمال الإدارية في الجيش .
– في 2011 وهو تاريخ فصله من الخدمة نشط هشام داخل الجيش وكان بيوزع كتب اسلامية لجهاديين وتم ضبطه بيجتمع مع العساكر عن فريضة الجهاد وانه مفيش طاعة لأي قائد غير الله ورسوله، لاحقا في 2012 حكمت محكمة عسكرية بفصله نهائيا من الخدمة.
– بعدها اشتغل هشام عشماوي في التصدير والاستيراد واستغل منزل كان تحت بيتهم في الدعوة للأفكار التكفيرية وبعدها رصدت الأجهزة الأمنية في بداية 2013 سفر هشام لسوريا للانضمام لجبهة النصرة اللي كانت ساعتها تابعة لتنظيم القاعدة.
– بعدها رجع لمصر وبقا مسؤول عمليات تنظيم بيت المقدس في الدلتا ودي الفترة اللي شهدت زيادة الهجمات خارج سيناء، زي محاولة تفجير موكب وزير الداخلية في مدينة نصر سبتمبر 2013، وتفجير مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013، وبعدها مبنى المخابرات الحربية في الإسماعيلية ومعسكر قوات الأمن المركزي في ديسمبر 2013، ومديرية أمن القاهرة في يناير 2014، واغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد في يناير 2014، واغتيال المقدم محمد مبروك في نوفمبر 2013، بالإضافة لاستهدافات تانية لكماين جهات امنية.

– لكن بعد مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش، حافظ عشماوي على انتماؤه لتنظيم القاعدة فانشق وعمل تنظيم مستقل اسمه المرابطون في يوليو 2014 وهو تنظيم ولائه للقاعدة، ونشاطه في الصحراء الغربية على الحدود مع ليبيا، وقام بعمليات إرهابية كبيرة زي الهجوم الإرهابي على كمين الفرافرة في 2014، وهجوم الواحات 2017، وتميز التنظيم ان فيه أعضاء ليبيين زي ما ظهر بعد القبض على أحدهم اللي هوا عبدالرحيم المسماري.

******

ايه اللي مفروض يحصل مع هشام عشماوي ؟
– بالتأكيد محاكمته مفيهاش جدال خاصة أنه صادر ضده حكمين بالإعدام، لكن قبل المحاكمة في خطوات الأجهزة الأمنية والمجتمع كله لازم يستفيد منها.
– قصة هشام عشماوي والتحول من ضابط صاعقة في الجيش إلى إرهابي مش القصة الوحيدة لتحول ضباط إلي إرهابيين، تنظيم بيت المقدس وقت تولي عشماوي مسؤولياته فيه ضم على الأقل3 ضباط، انين شرطة رامي الملاح، ووليد بدر، وضابط جيش صاعقة برضه هوا عماد عبدالحميد.
وصدر قبل كده كذا تقرير عن ظباط وجنود بينضمو لتنظيمات ارهابية أو بيساعدوهم بمعلومات، و بالتالي دراسة الدوافع اللي خلت ناس في المؤسسات الأمنية اللي مفروض انهم خضعوا قبلها لكل الاختبارات والتحريات الأمنية يحصللهم التحول ده، وازاي تم تجنيدهم، و وطريقتهم في استهداف عناصر تانية، وطبيعة تكوينهم العقائدي والنفسي اللي يدفع أشخاص بالشكل ده من مهمة الدفاع عن الوطن للتحول لارهابيين.
– كمان سؤال في غاية الأهمية هو انه تاريخ وسبب فصل هشام العشماوي يخلينا نطرح سؤال عن متابعة ورقابة الأجهزة المخابراتية والامنية عندنا على ظابط سابق مفصول بسبب أفكاره التكفيرية والارهابية “مش السياسية”، وميحصلش تتبع له وهوا بيبدأ نشاطه في 2012، ويسافر سوريا 2013، وبعدين يقدر يدخل مصر تاني؟! هل حصل تحقيق حول النقطة دي؟
– اللي حصل يفكرنا تاني بأهمية الرفض القاطع لوصم أي فئة بأنها مصدر للارهاب، كل أشكال الانحرافات الفردية ممكن تحصل في أي فئة حتى الظباط زي ما شفنا، وبالتالي لازم الرفض التام لخطاب بعض الاعلاميين اللي اتكلموا عن بدو سيناء وطعنوا في وطنيتهم أو اتهموهم انهم مصدر للإرهاب!!

*******

البحث العلمي وقصة هشام

– دراسة التحولات اللي حصلت للشخص ده هو وباقي الظباط اللي عملو ده وتحليلها ده مهمة الباحثين والمتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية زي ما هي مهمة الأجهزة الأمنية، دراسة التحول معناها أنك تعرف هشام عشماوي واللي زيه وصلوا إزاي للمرحلة دي، وايه اللي ممكن نعملة علشان نوقف الناس عن الانضمام لداعش أو لتنظيم القاعدة وتبني الارهاب والعنف.
– كل الدول المتقدمة فيها معاهد ومراكز دراسات بتبقى جزء من صناعة القرار، لأنها بتدرس الواقع وبتحلله بطريقة أكاديمية والحكومات بتوفر المناخ الاكاديمي الحر للباحثين ومبتحاصرش المراكز ده ولا تمويلها ولا بتعاقب الباحثين على أي شيء بيكتبوه، بل بالعكس بيتم مناقشتها في البرلمانات والمقار الحكومية.
– مصر فيها باحثين وأكاديمين ومتخصصين في علوم السياسة والاجتماع لكن المناخ العام من الحصار الامني ليهم ولحرية البحث والرأي والتعبير والاهمال لعملهم مخلينا في حالة سيئة، الباحث الصحفي اسماعيل الاسكندراني هو أول باحث مصري في 2012 اشتغل على ملف سيناء وتحليل البيئة السكانية هناك وتحليل التنظيمات الارهابية وهو اول واحد اتكلم عن هشام العشماوي وخطورته وحذر منه، لكن اسماعيل بدل مايتم مناقشته والاستفادة من عمله الجاد تم حبسه لمدة قربت على 3 سنين احتياطي بالمخالفة لكل القوانين والمواثيق ونصوص الدستور، وبعدها أخبار متناقضة محدش عارف يؤكد وضعه القانوني النهائي حول الحكم عليه ب 10 سنين!
– نتمنى اللي حصل يكون بداية لتحسن الأوضاع الأمنية، ونهاية معاناة أهل سيناء، اللي عانوا بسبب الإرهاب اللي قتل كتير منهم، ومننساش أبداً أهلنا شهداء مذبحة مسجد الروضة، وأيضاً عانوا بسبب بعض الأحداث اللي صاحب العمليات الأمنية زي تدهور الخدمات زي الكهرباء والمياه وغيرها، أو زي بعض حالات اساءة المعاملة أو الاستهداف العشوائي أو الافراط باستخدام القوة، من أشهرها مثلا القتل الخطأ لنجل الشيخ حسن خلف اللي بعدها الجيش عزاه رسمياً والرئيس السيسي قابله .. نتمنى فعلاً يكون القبض على عشماوي بداية صفحة جديدة أفضل.

*********




مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *