– اللي قدامنا في الصورة هوا عمر الجندي، كان سابقا من أنشط الكوادر الشبابية بحزب الوفد، وكان أمين سر جبهة الإنقاذ، ده غير نشاطه بتنسيقية الأحزاب والسياسيين، وكان سابقا مرشح كمساعد وزير.
– عمر تم القبض عليه من بيته في ١١ أكتوبر الماضي بدون أي أسباب واضحة رغم ابتعاده عن السياسة كلها من فترة طويلة، وبعدها تم توجيه التهم المعتادة “الانضمام لجماعة، بث أخبار كاذبة”، وتم ضمه لنفس القضية المتهم فيها المحامين عمرو إمام وماهينور المصري.
– بعد القبض على عمر بأيام حصلت واقعة تانية للقبض على شباب الحزب، يوم 20 أكتوبر الجاري القت الشرطة القبض على خمسة منهم هما أشرف منصور، رئيس لجنة الشباب الجيزة، وراضى شامخ، رئيس اللجنة النوعية للشباب، ومحمد أرنب، رئيس لجنة الشباب بالقاهرة، والتلاتة كانو لحظتها في عربية خالد قنديل، نائب رئيس الحزب، والعضو المعين في مجلس الشيوخ، بالإضافة ل 2 آخرين.
– القبض على الشباب دول كان بسبب بلاغ من بهاء أبو شقة رئيس حزب الوفد نفسه! واللي اشترط للإفراج عنهم تقديم الشباب لاستقالتهم من الحزب!
– الواقعة دي بتقول كتير عن طريقة إدارة السياسة في مصر، في البوست ده هنتكلم بالتفصيل عن أزمة حزب الوفد الأخيرة، وعلاقتها بانتخابات مجلس النواب اللي بتحصل حاليا، وإيه اللي نشوفه من المشهد العبثي ده؟
*****
ايه اللي حصل؟
– يوم الثلاثاء مساءً اجتمع رئيس حزب الوفد “اللي تمت إقالته بقرار من الهيئة العليا” بهاء أبو شقة مع بعض قيادات الوفد بعد انقطاع دخوله للحزب من 7 أسابيع على خلفية نقاشات ومفاوضات تشكيل القوائم والفضائح والتلاعب اللي حصل فيها.
– وأثناء الاجتماع طلب أحد مساعدي بهاء أبو شقة خروج الشباب من المقر عشان متحصلش مشادة والاجتماع يمر بهدوء، خصوصاً وإنه ال 3 شباب “أشرف منصور، محمد أرنب، راضي شامخ” كانوا أحد الداعين للاعتصام في مقر الوفد رفضاً لدخول القائمة ومحاباة أبو شقة لبنته ودخول مرشحين من مستقبل وطن باسم الوفد مقابل تبرعات مالية.
– ليفاجئ الجميع بعد نهاية الاجتماع بإلقاء القبض على الشباب التلاتة من داخل سيارة خالد قنديل نائب رئيس الحزب والعضو المعين في مجلس الشيوخ من أيام قليلة!
– وبعد ما توجه بعض قيادات الحزب لقسم الدقي، أبلغهم ضباط القسم إنه حبس الشباب دول جاي بأوامر عليا من مكتب وزير الداخلية بناء على بلاغ مقدمه رئيس الحزب بهاء أبو شقة، واللي اتهمهم بتلقي تمويلات من جهات خارجية لإثارة المشاكل، واحتجازه هو وابنته “أميرة” داخل مقر حزب الوفد!
– قسم الدقي رفض التحقيق في الاتهامات أو إظهار محاضر رسمية أو أي إجراء قانوني أثناء إحتجاز الشباب دول، وعرضوا بس شرط استقالتهم من الحزب في مقابل الإفراج عنهم بحسب طلب المستشار بهاء أبو شقة نفسه!
– حاولت قيادات من حزب الوفد التوسط للافراج عن الشباب من قسم الدقي، أو اقناع بهاء أبوشقة بالتنازل عن البلاغ لكنه رفض.
– بعدها أصدر عدد من رؤساء اللجان العامة بـ«الوفد» بيانًا لإدانة اللي حصل والمطالبة بالافراج عن الشباب لحد ما تم الإفراج عنهم بعد 24 ساعة من القبض عليهم، وأحدهم تم اتهامه في قضية “سرقة تيار كهربائي”.
*****
إيه سبب اللي حصل؟
– الثلاث شباب دول كانوا أعضاء في حملة ترشح أبوشقة نفسه لرئاسة حزب الوفد في 2018 قبل ما يبقوا معارضين له بسبب اختيارات أبوشقة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
– الخلاف كان بالأساس لوعد مستقبل وطن والأجهزة الأمنية المسئولة عن اختيار القائمة الوطنية بدخول 19 – 20 عضو من الوفد في القائمة الخاصة بمجلس النواب.
– لكن الهيئة العليا للوفد تفاجئت بأنه الأسماء اللي رشحها رئيس الحزب مكنتش بالاتفاق مع الهيئة العليا واللي ليها الحق بحسب اللائحة الداخلية بإختيار المرشحين. بالإضافة لانه مستقبل وطن أدى للوفد 7 أعضاء فقط من 19 عضو كان تم الاتفاق عليهم.
– اللي صعد الأزمة كمان هو اختيار أبو شقة لبنته أميرة للدخول في القائمة بدون أي رجوع للحزب، وكمان دخوله هو نفسه كعضو معين في مجلس الشيوخ وفوزه بمنصب وكيل المجلس.
– موضوع اختيار الأسماء كان مسار لمعركة بين أبو شقة وأعضاء الهيئة العليا طول شهر سبتمبر، وبعدها الهيئة العليا اجتمعت وقررت الانسحاب من القائمة الوطنية وإقالة رئيس الحزب بهاء أبو شقة.
– لكن محاولات التهدئة بين الاتنين استمرت وتم الاستقرار على خوض الحزب للانتخابات بعد اتصالات أمنية وضغوط من أبوشقة المدعوم من الأمن لعلاقاته الجيدة هو وابنه محمد بهاء أبوشقة المستشار القانوني لحملة الرئيس السيسي.
– عودة المعركة مرة أخري بسبب وعود أبوشقة أنه سوف يستقيل من رئاسة الحزب وهيكون في انتخابات في ديسمبر، لكن اللي حصل أنه تقريبا تراجع في القرار بالتالي أعلنت الهيئة العليا للحزب في 17 أكتوبر الحالي خلو المنصب.
– الشباب في الوفد اعترضوا على استمرار بهاء أبو شقة في أداء منصب الرئيس رغم قرار الهيئة العليا بإقالته والدعوة لانتخابات مبكرة، بسببه إدارته لمفاوضات قائمة البرلمان بشكل يخدم مصلحته الشخصية.
– وبعض المصادر نقلت إن أبو شقة في أحد الاجتماعات سابقاً في 2018 تهديد لأعضاء الهيئة العليا للحزب، وقال على الملأ “أنا بتاع الدولة، والأجهزة الأمنية… واللي هايعترض منكم هافصله، وأحبسه”.
*****
نشوف ايه من كل ده؟
– الأزمة دي ومعركة حزب الوفد “المؤيد” وانقسامه ووصول الموضوع لتسليم رئيس الحزب للشباب، هي نتيجة واضحة لتدخلات الأجهزة الأمنية في إدارة الأحزاب.
– الأمن بيتدخل في إدارة معظم الأحزاب في مصر، وانتخاب أبوشقة في 2018 لرئاسة الوفد كان بدعم مباشر من الأمن ضد مرشحين آخرين، لكن محدش كان يتوقع الوضع يوصل لاستخدامه للأساليب الأمنية دي في القبض علي أعضاء حزبه نفسهم!
– أنه رئيس حزب يطلب من الأمن القبض على أعضاء في الحزب وربط الإفراج عنهم باستقالتهم دي مؤشر واضح جدا بيقولنا الوضع وصل لإيه في مصر، واستبدال الحوار والنقاش والتحقيقات الداخلية بالقبض على الناس وحبسهم ده بيقول قد إيه التدخل الأمني مفسد للأحزاب وممكن يحول رئيس الحزب لمجرد مخبر ويخلي برضه وزارة الداخلية بتشتغل عند عيلة عشان الأب فيها رئيس حزب ووكيل مجلس شيوخ، وابنه الكبير هو مستشار لرئيس الجمهورية!
– سيطرة الأمن على إدارة العملية الإنتخابية واختيار المرشحين في القوائم بإدارتهم وشروطهم طبيعي يخلق النوع ده من الفساد بإنه رئيس الحزب يعين أصدقاؤه وبنته ويتجاهل المؤسسة اللي بيديرها، وإنه كمان قيادات الأحزاب دي تتربح من عملية الانتخابات برشاوي تحت مسمى “تبرعات”، وإنه يدخل القايمة أصحاب الأموال مش أصحاب الكفاءات السياسية والتكنوقراطية، والأحزاب اللي بتقبل بالأداءات دي زي الوفد لازم تنتهي بالشكل ده!
– لو مش قادرين نوصل للديمقراطية حتي في إدارة الانتخابات فعلي الأقل الأحزاب المدنية دي لازم يكون فيها ديمقراطية في إختيار كل شيء، بداية من رئيس الحزب ولحد أقل مسئول في لجنة فرعية في قرية أو مركز.
– ممكن إنت كمواطن غير منتمي لحزب تقول وأنا مالي بالموضوع، لكن لازم تعرف إنه العمليات الانتخابية الديمقراطية جوه الأحزاب والبعيدة عن الواسطة وحسابات الأمن دي هي الطريق الوحيد لتصعيد كفاءات سياسية حقيقة ووجود أحزاب قوية، تقدر في أي لحظة إنتخاب حر وانفتاح سياسي أنه يكون عندها من الخبرة والكفاءة ما يجعلها تمثل البديل للسلطة الحالية وتبقى اختيار منطقي ومحترم.
– لكن العكس تماما هو اللي بيحصل، الأمن مستمر في تخريب كل الأحزاب، ووضع قيادات كرتونية على رأس كل حزب واستخدام الترهيب بالحبس والاعتقال والترغيب بالرشاوي والمناصب جوة الأحزاب، وبعدين الرئيس والحكومة وكل المؤيدين يسألوا فين البديل عن الوضع الحالي وليه الأحزاب ضعيفة، مهو الطبيعي إنه الوضع يبقى سيء والأحزاب تبقى ضعيفة طول ما الأمن بيمارس هدم الأحزاب بالطريقة دي.
*****



مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *