– قبل قليل بدأت النيابة التحقيق مع كريم عنارة، مدير وحدة العدالة الجنائية في “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، لكن العجيب ان امبارح بالليل الصحافة نشرت انه اتحقق معاه وأخد ١٥ يوم على ذمة التحقيق وهوا كان لسه مختفي أصلا ومظهرش قدام النيابة إلا النهاردة.
يعني الصحافة نشرت خبر عن قرار النيابة قبل ما النيابة نفسها تحقق وتدي المحامين القرار اللي مفروض انه لسه مطلعش!
– ده لوحده نموذج كافي على وضع استقلال القضاء، وعلى شكل تعامل الدولة في الحملة الأخيرة ضد “المبادرة المصرية” اللي اتقبض على عضوين فيها واتوجهت لهم تهم تتعلق بالارهاب.
– المبادرة بتقول إن الهجوم على أعضائها هو “تصعيد غير مسبوق لم تواجهه طيلة عملها” وإنه رد مباشر على زيارة معلنة قام بها السفراء المعتمدين لدول أوروبية في مصر من حوالي أسبوعين لمقرها، وناقشوا بعض قضايا حقوق الإنسان في مصر وحول العالم.
*****
إيه اللي حصل؟
– امبارح المبادرة أعلنت عن القبض على مدير وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة، أثناء قضائه أجازة في مدينة دهب، واقتياده لمكان غير معلوم، لكن المصري اليوم نشرت عن “مصادر قضائية” مجهولة، إن النيابة حبسته بعد اتهامه بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتلقى أموال من الخارج ومزاولة نشاط غير شرعى ونشر أخبار كاذبة.
– الواقعة دي حصلت بعد 3 أيام من القبض على المدير الإداري للمبادرة الأستاذ محمد بشير.
– تحقيقات الأمن الوطني أثناء فترة اختفاء بشير ركزت على زيارة السفراء الأوروبيين، رغم انها كانت معلنة ونشروا صورها واللي حصل فيها، أما تحقيقات النيابة مع بشير دارت حول نشاط المبادرة في مجال الدعم القانوني، والإصدارات اللي نشرتها المبادرة مؤخرا.
– النيابة ضمت بشير للقضية رقم 855 لسنة 2020 المحبوس على ذمتها عدد من السياسيين والنشطاء الحقوقيين زي محمد الباقر وماهينور المصري،
– أيضا وجهت له تهم “الانضمام لجماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، واستخدام حساب خاص على الإنترنت بهدف نشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن ا، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب”.
– بالتزامن مع الهجوم الأمني، وسائل إعلام أبرزها صحف اليوم السابع وصوت الأمة وقناة سي بي سي إكسترا، شنت هجوم على المبادرة وعلى الأستاذ محمد بشير، واتهمتهم بالتآمر على مصر.
– وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بيان أعربت فيه عن قلقها العميق بخصوص اللي حصل، لكن وزارة الخارجية المصرية نشرت بيان بيعلن رفضها للبيان الفرنسي واعتبرته تدخل غير مقبول.
– جاسر عبدالرازق، المدير التنفيذي للمبادرة قال لمدى مصر إن لقاء السفراء بعاملين في مجال حقوق الإنسان هو أمر طبيعي بيحصل في كل الدول اللي بتعتبر ملف حقوق الإنسان جزء من علاقاتها الخارجية، وزيه زي مقابلة السفراء بمتخصصين في مجالات الثقافة والفن والتصنيع والزراعة والصحة.
– المبادرة المصرية بتشتغل بشكل قانوني في مصر من سنة 2002 يعني بقالها 18 سنة وشغلها كلها معلن، فمش منطقي فجأة النهاردة يتقال احنا اكتشفنا انهم إرهابيين!!
– وإصدارات المبادرة موجودة على موقعها على الانترنت وقسم كبير منها كمان متعلق بقضايا اقتصادية وصحية والإسكان وغيرها مش بس الحقوق السياسية اللي الخطاب الحكومي بيقول مفروض ميتمش الاقتصار عليها.
– اللي حصل اتنشر في مختلف الصحف العالمية عبر وكالة رويترز وبي بي سي وغيرها، واتربط بزيارة السفراء الأوروبيين، رغم أنهم دول صديقة لمصر والرئيس السيسي تم استقباله في عواصمها واستقبل قياداتها.
– تعامل السلطات بالشكل ده هوا في حد ذاته اللي بيظهر بشكل عملي حقيقة أوضاع حقوق الانسان والحريات في مصر، ولو السلطة فعلا خايفة من أي كلام جايز يكون اتقال للسفراء الأوروبيين فاللي حصل ضرره على “سمعة مصر” أكبر من أي كلام.
*****
– محمد بشير وكريم عنارة مش الوحيدين من المبادرة المصرية اللي مقبوض عليهم بتهم الإرهاب.
في فبراير الماضي اتقبض على باتريك جورج الباحث في المبادرة أثناء عودته من إيطاليا اللي بيدرس فيها الماجيستير، واتهم بالترويج لارتكاب جريمة ارهابية، ولسه محبوس على ذمة التحقيقات قرب يكمل سنة!
– القبض على باتريك جورج، ومحمد بشير، وكريم عنارة، وغيرهم من الحقوقيين والصحفيين والمحامين والسياسيين السلميين، هو استمرار لنهج الدولة في التضييق علي كل أشكال النشاط السلمي العام في مصر، وده في حد ذاته هوا اللي بيقدم سند للإرهاب، وبيهدم أي بذرة موجودة لأننا في المستقبل نبقي دولة ديمقراطية بتحترم مواطنيها.
-العمل الحقوقي مش مسألة سياسية دي لكل المصريين، وإحنا شفنا ناس عادية جدا بقصص كتير بتتعرض للقبض والتعذيب وتلفيق اتهامات، بيحصل لجنائيين أو لواحد اتخانق مع ظابط مثلا، مادام اتفتحت سكة عدم تطبيق القانون والدستور اللي بتوصل لمسار خطير جدا على البلد كلها.
*****
مشاركة: