– الأسبوع اللي فات أعلن البنك المركزي إن مصر حققت السنة اللي فاتت أعلى إيراد سنوي من السياحة بواقع 12.6 مليار دولار، وهو أعلى رقم في تاريخ مصر، وبعده علطول رقم سنة 2009-2010 بواقع 11.6 مليار دولار، وده إنجاز حقيقي في القطاع ده.
– كمان الشهر اللي فات المنتدى الاقتصادي العالمي أصدر تقرير تنافسية السفر والسياحة، واللي أظهر تحسن مستوى مصر بأكتر من مؤشر، ووصلت للمركز 65 من 140 دولة، بدلا من المركز 74 في تقرير سنة 2017، يعني تقدم 9 مراكز بعام واحد.
في البوست ده هنتكلم عن تحسن مؤشرات وإيرادات السياحة في مصر، وازاي التقييم ده بيحصل؟ وإيه أهميته؟ وإزاي نحسن أكتر في القطاع ده؟
*****
الإحصائيات المصرية بتقول إيه؟
– وفقاً لتقرير البنك المركزي، مصر حققت السنة اللي فاتت 12.6 مليار دولار من زيارة 11.3 مليون سائح.
– أكبر نسبة كانت من الدول الأوروبية اللي زار مصر منها 6.9 مليون سائح، وبعدها السياحة العربية 3 مليون سائح.
– أعلى دولة استقبلنا منها سياح هيا ألمانيا 1.7 مليون سائح، بعدها أوكرانيا 1.1 مليون، بعدها بريطانيا 435 ألف.
الأرقام دي تحسن كبير ومهم خاصة إنه من 4 سنين بس كانت إيرادات السياحة في أدنى مستوياتها وإنخفضت في 2015-2016 ل 3.8 مليار دولار.
– من الواضح في المؤشرات بتاعت السنين اللي فاتت إن في تطور حاصل في أعداد السياح بالمقارنة بالسنين الأخيرة، صحيح مش هو الأكبر لأن في 2010 مثلاً كان في 14 مليون سائح، لكن على مستوى الأرباح فالأرقام أعلى، وده نتيجة للتنوع في جنسيات السياح، بالإضافة لزيادة الأرقام المدفوعة في أسعار الفنادق والسلع عبر السنوات، ومن الناحية التانية فبعد التعويم بقت إمكانية السائح إنه يصرف فلوس مصري أكتر نتيجة زيادة قيمة العملة الأجنبية، وبالتالي يقدر ياخد خدمات أفضل وبفلوس أقل.
******
تقرير تنافسية السياحة في العالم بيقول إيه عن مصر؟
– مصر أكتر دولة عربية طورت في مواردها الطبيعية (المركز 31)، وكمان البنية التحتية الأرضية والموانئ (المركز 64)، وسجلت المركز التالت عالميا من حيث تنافسية الأسعار.
– كمان هي الأعلى عربيا من حيث الموارد الثقافية والسفر التجاري، وترتبيها حسب المعيار ده الـ 22 عالميا، بسبب الأنشطة الرياضية والترفيهية اللي فيها.
– أما الاستدامة البيئية، فمصر هي الأفضل عربيا، وتحتل المركز 31 عالميا، بسبب تسجيلها مستويات منخفضة في إزال الغابات، وتلوث الهواء أقل من متوسط التلوث الإقليمي.
– التقرير كمان بيرتب الدولة حسب بيئة الأعمال فيها، ومصر ترتيبها في المركز الـ 70، كمان الموارد البشرية وسوق العمل، ومصر في ترتيبها 89 وفق المعيار ده.
*****
إيه أهم بيانات التقرير بالمقارنة بدول العالم؟
– على مستوى العالم فأفضل دول في مؤشرات السياحة هم على الترتيب أسبانيا وبعدها فرنسا وبعدها ألمانيا ثم اليابان وأمريكا.
– على المستوى العربي، مصر في المركز الخامس بعد الإمارات وقطر وعمان والبحرين حسب نفس التقرير، بعد ما كان ترتيبها السابع عربيا من سنتين.
– تلاتة من الدول العربية الأربعة ترتيبها تراجع عن السنة اللي فاتت، الإمارات بقت في المركز ال 33 بدلا من 29، وقطر بقت رقم 51 بدل 47 عالميا، والبحرين بقت 64 بدل 60، أما عمان فتقدمت من المركز 66 للـ 58.
– مصر سبقت دول عربية معروفة باستقبال عدد كبير من السياح زي السعودية (السياحة الدينية بالحج والعمرة) اللي ترتيبها اتاخر لـ 69 بدل 63، وكمان المغرب اللي بقت رقم 66 بدل 65، لبنان اللي تراجعت من المركز 96 لـ 100.
*****
إيه المؤشرات اللي بيعتمد عليها التقرير ده في تصنيفه للدول؟
التقرير معتمد على 4 مؤشرات رئيسية:
1- البيئة التمكينية (Enabling Environment)
2- سياسة السفر والسياحية (Travel and tourism policy)
3- البنية التحتية Infrastructure
4- الموارد الطبيعية والثقافية (Natural and Cultural Resources)
– كمان بيقيس 14 مؤشر فرعي، زي بيئة العمل، والسلامة والأمن، والنظافة والصحة، والموارد البشرية وسوق العمل، وجاهزية تقنيات المعلومات والاتصالات، وتحديد أولويات السفر والسياحة، والانفتاح الدولي، وتنافسية الأسعار، والاستدامة البيئية، والبنية التحتية للنقل الجوي، والبنية التحتية الأرضية والموانئ، والبنية التحتية للخدمات السياحية، والموارد الطبيعية، والموارد الثقافية والسفر التجاري.
– كل محور من ال14 بيكون قائم على مجموعة من المعايير، واللي مش بالضرورة تكون مرتبطة بشكل مباشر بقطاع السياحة. يعني مثلا مؤشر النظافة والصحة بيتضمن معدل الأطباء بالمقارنة بالمواطنين، ومعدل وجود سراير في المستشفيات.
– فيما يتعلق بالموارد البشرية وسوق العمل، بيقيس معدل التحاق الطلاب بالتعليم الابتدائي والثانوي، ودى تأهيل القوى العاملة في السوق، وجودة خدمة العملاء. كمان بخصوص الاستدامة البيئية، بيتم قياس حاجات كتير، من ضمنها تنفيذ اللوائح البيئية، ووجود أنظمة معالجة لمياه الصرف الصحي. أما مؤشر سوق العمل، بيقيس عدة أشياء، منها مشاركة الإناث في سوق العمل.
*****
– للأسف ترتيبنا متأخر في حاجات تانية، زي الانفتاح الدولي، اللى ترتيب مصر فيه 124، بينما قطر في المرتبة 64 عالميا والأولى عربيا، بسبب تخفيضها لمتطلبات الفيزا، والخدمة الجيدة في سفاراتها، وقطر هي أكتر دولة عربية تطورت في الملف ده.
– كمان مصر ترتيبها متأخر من حيث النظافة والصحة في المرتبة 90، و 95 في جودة البنية التحتية السياحية، في حين إن الإمارات كانت رقم 22 عالميا، والأولى عربيا.
– من ناحية السلامة والأمن، ترتيب مصر كان متأخر واتصنفت في المركز 112، لكنها أكتر دولة عربية حسنت أداءها في الملف ده،. عمان كانت الأفضل عربيا (والثالث عالميا) بسبب انخفاض معدل جرائم القتل والحوادث الإرهابية.
– من حيث جاهزية تقنيات المعلومات والاتصالات، ودي تشمل أمور زي سرعة الانترنت وتوافره، ترتيب مصر 86، في حين إن الإمارات رقم 4، وإسرائيل في المركز 22، وكل الدول العربية اللي بيرصدها التقرير سبقانا وفق المعيار ده، ما عدا اليمن ولبنان والجزائر!
******
– اللي حصل بالتأكيد تطور إيجابي جدا، ويستحق الإشادة بكل القائمين عليه وعلى رأسهم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة.
– لكن بشكل عام مازال ترتيب مصر ودخلها السياحي أقل بكتير من الإمكانات اللي ممكن نحققها. على سبيل المثال الامارات بنفس العام 2018 أعلنت انه زارها 26 مليون سائح يعني ضعف العدد اللي زار مصر.
– من وقت قريب اتكملنا عن إدراج مصر في القائمة السوداء لمنظمة العمل الدولية، بسبب المشاكل اللي في قانون النقابات العمالية، واتكلمنا وقتها عن تأثير ده على فرص الاستثمار، وحكينا كمان إن ديزني العالمية حظرت دخول منسوجات مصرية بقيمة 150 مليون دولار بسبب عدم انضمام مصر لبرنامج العمل الأفضل اللي عملته منظمة العمل الدولية، وترتيب مصر المتأخر في أحد مؤشرات الحوكمة (متابعة أداء الحكومة وتقييمها) اللي بيعملها البنك الدولي.
– زي ما شوفنا، كل المعطيات الداخلية اللي أوقات كتيرة بيتم التعامل معاها بتهاون، بتأثر على ترتيب مصر في مؤشرات السياحة والاستثمار، مش بس الأمن وجمال المناطق السياحية أو الفرص الاستثمارية المباشرة.
– مصر محتاجة تحسن كتير من الأمور، التقرير مثلاً مبيرصدش معدلات التحرش واللي للأسف بأي موقع نصائح سفر بنلاقي خبرات سلبية من سياح بعضهم بيكتب تحذيرات لغيره.
– في أماكن كتير في مصر محتاجة تطوير في الخدمات اللي فيها من نقل ومواصلات وخدمات صحية، وده طبعا عشان شعبها أولا قبل السياحة والاستثمار.
– حتى حاجة ببساطة توافر حمامات عامة نظيفة قرب المناطق السياحية دي موضع شكوى متكررة.
– من المهم الدعاية لامكاناتنا السياحية المتنوعة بمختلف المحافظات مش بس الغردقة وشرم الشيخ والاقصر واسوان، واستغلال معارض السياحة الدولية بالشكل الأمثل.
– السياحة في الأساس صناعة خدمية وبالتالي ترتبط بالتحسن في الخدمات الفندقية والأمنية والصحية، واستثمار أكتر في صيانة الأماكن الأثرية، وحماية الشواطيء بيئيا وزيادة المساحات الخضراء، وهنا نشيد بمبادرة منع استخدام البلاستيك في محافظة البحر الأحمر.
– كمان الخدمات اللي بتقدمها القنصليات والسفارات المصرية مازال فيها قصور كبير على مستوى سهولة التأشيرة والإجراءات، والشكاوى من المصريين والأجانب من المطارات بتاعتنا، سواء في إجراءات التفتيش والتحقيق أو كمان مكافحة جرائم سرقة الشنط وإتلاف محتوياتها اللي بتحصل أحيانا.
– بالإضافة لمشكلة تانية هي التعامل الأمني اللي فعلا هوا اللي بيسيء لسمع مصر، من قريب شفنا القبض على شاب هولندي وإتهامه بالإرهاب وظهر في برنامج عمرو أديب بعدها تم الإفراج عنه، واتقال ده كان معاه “طائرة تجسس” اللي هيا الدرون اللي طبيعي سياح كتير بيسافروا بيها حول العالم.
– ومن يومين أعلنت جامعة إدنبرة الإنجليزية إلغاء برنامج تبادل طلابي كانت عاملاه مع الجامعة الأمريكية في مصر وسرعة خروج كل طلابها من مصر بسبب القبض على 2 منهم، وده بيان رسمي اتنشر بصحف بريطانية كتير واتكلم عن الأعتقالات العشوائية الأخيرة في مصر. يا ترى كام سايح بريطاني محتمل شاف الخبر فغير رأيه؟!
– تصاعد السياحة بيفيد كل المصريين بشكل مباشر أو غير مباشر. مصر بتعتمد بشكل أساسي على السياحة كمصدر للنقد الأجنبي جنب قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج، وكمان لأن 15% من الناتج المحلي الإجمالي جاي من قطاع السياحة. عشان كده المسألة تتطلب الجدية الكاملة ومراعاة عوامل كتير جدا بتأثر عليها. احنا سعداء بالتقدم اللي حصل لترتيب بلدنا في السنة الأخيرة ونتمنى في المستقبل نشوف تقدم أحسن.
******