الصورة دي لأول فاتورة كهرباء رسمية تصدرها شركة كرم سولار للطاقة الشمسية، اللي بدأت من أسبوع لأول مرة تجربة بيع و توزيع الطاقة الكهربائية بشكل مباشر للشركات.
ودي مناسبة كويسة جداً نتكلم عن واحد من الحلول المبتكرة لوضعنا الاقتصادي.
السبب الرئيسي للأزمة الحالية هو إن مصادرنا للعملات الأجنبية متأثرة بالأحوال السياسية والأمنية، ومرتبطة بوضع الاقتصاد العالمي، عشان كده اقتصادنا محتاج يغير بنيته التحتية ليكون أكثر انتاجية واستدامة.
بعض الحلول التقليدية تواجه صعوبات وتعقيدات، لكن لحسن الحظ الاقتصاد المصري غني بنوع آخر من الموارد.
مصر غنية بجيل جديد من الشركات الصغيرة القائمة على التطوير التكنولوجي، واللي بتوفر دولار سواء بالتصدير، أو بإنها تغنينا عن الاستيراد.
اخترنا هنا عينة من النماذج الإيجابية المحترمة دي:
١- شركة كرم سولار: KarmSolar
دي شركة الطاقة الشمسية اللي بدأنا كلامنا بيها. اتأسست على إيد مجموعة من الشباب من خمس سنين، وكانت في البداية بتستورد تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وبعدها الشباب قدروا بأقل الامكانات يطوروا تكنولوجيا محلية تنافس مثيلتها المستوردة، وتسجل باسمهم دولياً.
أول براءة اختراع للشركة كان في تكنولوجيا ضخ مياه الآبار بالطاقة الشمسية، قدروا يطوروا مضخات بقوة ٦٠٠ حصان، وده حل مهم جداً للزراعة في الصحراء.
والمشروع بيتطبق بالفعل حالياً في الواحات.
في ٢٥ سبتمبر الجاري الشركة هتفتتح أول محطة مملوكة لها بتبيع كهرباء من الطاقة شمسية للقطاع الخاص خارج الشبكة الحكومية، لصالح مزرعة شركة جهينة للألبان في الواحات البحرية، بقدرة ١ ميجاوات، وكلفة ١٤ مليون جنيه، وعقد لمدة ٢٥ سنة، وهتوفر استهلاك ٦٠٠ ألف لتر من الديزل المستورد سنوياً.
رأس مال الشركة كبر بسرعة من ٢٥٠ ألف جنيه في ٢٠١١ إلى ٤٣ مليون جنيه في ٢٠١٦، والشركة انهاردة فيها ٥٠ مهندس وعامل، وعندها ٣ مقرات في مصر وقريب هتفتح في برلين.
الصفحة الشخصية لأحمد زهران المدير التنفيذي للشركة Ahmed Zahran
موقع الشركة: http://karmsolar.com
*****
٢- شركة أفيلابس: Avelabs
شركة بدأت في يونيو ٢٠١٢ على إيد شباب اتخرجوا بين ٢٠٠٥ و ٢٠٠٧، ومجالها برمجيات السيارات، النهاردة كل العربيات الحديثة فيها نظام ألكتروني معقد للتحكم، والتحدي بيزيد في الجيل الجديد من السيارات ذاتية القيادة.
الشركة كبرت بسرعة، والنهاردة بيشتغل فيها حوالي ٨٠ مهندس، وفتحت فرع في شتوجارت وفرع في ميونخ في ألمانيا، وهتفتح قريب فرع في ديتوريت مركز صناعة السيارات الأمريكية.
عملاء الشركة اللي بتبيع لهم منتجاتها دلوقتي منهم مرسيدس وبي إم دبليو وكرايسلر وفورد وفولفو، والشركة بقت شريك لمنظمات عالمية بمجالها زي أوتوستار وكوماسو.
رغم الفجوة التكنولوجية الكبيرة بين مصر والعالم، لكن اسم مصر موجود في السوق العالمي المتقدم جداً ده بفضل الشباب الطموح المحترم، اللي ممكن تشوفوا صورهم وكلامهم في موقع الشركة هنا: http://www.avelabs.com/company/about.php
*****
٣- شركة فوري: Fawry
كل مصري دلوقتي يعرف الشركة دي اللي بدأت سنة ٢٠٠٨ على يد المهندس أشرف صبري، وهو حاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، واشتغل ١٠ سنين بشركة آي بي إم العالمية.
أول ما طرح فكرة إن أي مصري يقدر يدفع الفواتير من أقرب محل جنبه كان ده مثار استغراب أو سخرية، لكن قدر مع فريقه يوجدوا حلول تقنية، ويسوقوا فكرتهم تدريجياً، الأول شركات المحمول وبعدها الفواتير الحكومية.
النهاردة فوري بشكل غير مباشر بتوفر دخل ضخم لمصر، لأن ملايين المواطنين اللي اختصروا مشوار لمكان دفع فاتورة كانوا هيستهلكوا وقود في ملايين الرحلات دي.
وبشكل مباشر الشركة تم بيع أغلب أسهمها لتحالف دولي في نوفمبر ٢٠١٥ بقيمة ١٠٠ مليون دولار، وهي أضخم صفقة في تاريخ سوق التكنولوجيا المصرية.
حالياً تسعى الشركة لتفعيل تطبيق “حكومتي” لتقديم الخدمات الحكومية على المحمول، وتم عمل شراكة مع وزارة التخطيط للعمل على الموضوع ده في أكتوبر ٢٠١٥.
صفحة الرئيس التنفيذي للشركة المهندس أشرف صبري: Ashraf Sabry
*****
٤- شركة ريسيكلوبيكيا: RecycloPekia
الشركة بدأت سنة ٢٠١١ في طنطا بمحافظة الغربية على إيد طالب كلية الهندسة وقتها مصطفى حمدان، وعملها كان تجميع المخلفات الالكترونية، زي أجهزة الكمبيوتر القديمة وغيرها، وتصديرها لشركات بالخارج تقوم بتفكيكها واعادة استخدام اجزاء منها، أو استخراج المعادن الثمينة فيها.
وبعد رحلة لمصطفى إلى هونج كونج شباب الشركة بقوا بيقوموا بمرحلة التفكيك في مصر، والنهاردة الشركة عندها ٤ ورش متخصصة بالمجال ده، وشغال بفريقها ٢٠ شخص، والشركة اللي بدأت براس مال ٥٠٠٠ جنيه فقط النهاردة بتصدر سنوياً بحوالي ٢،٥ مليون دولار.
صفحة المهندس مصطفى حمدان المدير التنفيذي للشركة: Mostafa Hemdan
موقع الشركة: http://www.recyclobekia.com/
*****
٥- شركة بيوديزل مصر: Biodiesel Misr
شركة مصرية بدأت من ٤ سنين تقريباً في مجال مهم جداً بالعالم حالياً هوا الوقود الحيوي، يعني الوقود اللي أصله نباتي أو حيواني مش البترول، وحالياً تقوم الشركة بصناعة هذا الوقود بتقنية حديثة من زيوت الطعام المستخدمة زي مخلفات المطاعم.
الوقود ده أقل تلويثاً للبيئة بكتير، ولا ينفد طبعاً بعكس البترول، بالإضافة للفائدة غير المباشرة لما نتجنب إعادة استخدام الزيت المُستخدم.
النهاردة الشركة فيها ١٥ مهندس، والسنة الي فاتت صدروا ٣٠٠ طن من البيو ديزل ومُتوقع السنادي يصدروا ١٠٠٠ طن.
والشركة تستهدف إنها في ٢٠١٩ تدخل مجال “تكنولوجيا الكتلة الحيوية”، وده يمكنها من تحويل المخلفات الزراعية زي قش الأرز إلى وقود.
موقع الشركة: http://www.biodieselmisr.com/
*****
٦- شركة قدرة: Qoudra
الشركة متخصصة بشكل رئيسي في مجال “انترنت الأشياء IOT”، وده مجال منافسة عالمية مهم جداً حالياً.
مثلاً في أبريل تم اختيار مشروعهم “مِرصاد” ضمن أفضل ٢٠ مشروع بالعالم لتوفير المياه في مسابقة سامسونج الدولية في كاليفورنيا بأمريكا، وده عبارة عن نظام للزراعة الذكية، فيه أجهزة استشعار تعمل بالطاقة الشمسية بتحسب بدقة درجة الرطوبة في التربة ودرجة الحرارة وكل العوامل المؤثرة، لتحديد هل يتم ري النبات أم انتظار انتهاء مخزون الأمطار بالتربة، أو انتظار نزول الأمطار لو كانت قريبة.
من ضمن مشاريع الشركة برضه تصميم أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية وتوزع الانترنت بشبكة واي فاي.
في فبراير الماضي وقعت الشركة عقد شراكة مع شركة IPLmedia اللي أسسها العالم المصري الكندي د.حاتم زغلول، واللي ليه فضل على العالم كله بابتكار نظرية تشغيل تقنية الواي فاي .. عقد الشراكة يمنح شركة د.حاتم حق تسويق تطوير جديد في تقنية البلوتوث تم تسجيله باسم الشركة.
صفحة المهندس محمود درويش مؤسس شركة قدرة ومديرها التنفيذي: محمود درويش المصري
موقع الشركة: http://qoudra.com/
*****
٧- مؤتمر رايز أب: RiseUp
الفكرة بدأت من حوالي ٣ سنوات بتنظيم مؤتمر يجمع رواد الأعمال والشركات الصغيرة في مصر وتعريفهم بالمستثمرين. النهاردة المؤتمر ده اتحول لأهم مؤتمر لريادة الأعمال بالشرق الأوسط، وخلق أهمية لمدينة القاهرة في المجال ده.
آخر مؤتمر في ديسمبر ٢٠١٥ شهد حضور مشاركين من ٢٥ دولة، ومنهم مجموعة من المستثمرين من وادي السليكون في أمريكا مركز الصناعة بالعالم للتعرف على الشركات المصرية.
المؤتمر السنة دي هيكون من ٩ إلى ١١ ديسمبر و متوقع انه يشهد حضور مجموعة كبيرة من المستثمرين من الخارج. منظمي المؤتمر بيقولوا ان المؤتمر السنة دي هيكون واحد من اكبر خمس مؤتمرات خاصة بريادة الأعمال في العالم.
صفحة عبد الحميد شرارة المدير التنفيذي لرايز أب: Abdelhameed Ahmed Sharara
صفحة RiseUp على فيسبوك: RiseUp
*****
٨- شركة انتيجريت: Integreight
شركة أسسها شباب خريجي جامعة حلوان من ٤ سنين نجحت في إنتاج منتج مهم لمهندسي الألكترونيات اسمه (وان شيلد) عبارة عن جهاز يربط الأردوينو (شبه كمبيوتر صغير يتم برمجته) بالهاتف المحمول.
لاقى نجاح واسع، وغطوا تكلفة تمويله بنسبة ٨٠٠% بطرحه على موقع كيك ستارتر، وصدروا منه كميات كبيرة لأمريكا وانجلترا وألمانيا والصين.
مؤخراً طلعوا منتج جديد للاستخدام المنزلي اسمه (توجليت) بيساعد في التحكم في استهلاك الكهرباء في البيوت، وتم عرضه في واحد من اكبر معارض الإلكترونيات في أمريكا.
*****
٩- شركة موفي بيجز: Movie Pigs
الشركة بدأت سنة ٢٠١٥ على إيد مجموعة من الشباب المصري في نيويورك لتكون أول منصة لعرض الأفلام العربية في أمريكا وأوروبا باشتراك شهري في المنزل بنظام VOD، زي نتفليكس، والشركة فازت بالمركز التاني في مسابقة الأسبوع العربي بجامعة هارفارد ضمن مئات الشركات العربية، والنهاردة الشركة استثماراتها ٧٠٠ ألف دولار، وبقيمة سوقية ٤ مليون دولار.
الفكرة مش بس في شراء الأفلام المصرية والعربية بالدولار، لكن كمان في نشر ثقافتنا وفنوننا حول العالم، الشركة كانت أحد رعاة مهرجان الفيلم العربي في سان فرانسيسكو بأمريكا، ونصف الحضور كانوا من غير العرب.
الشركة دلوقتي عندها مكاتب في القاهرة ودبي ونيويورك وعدد موظفين تعدوا ١٣ موظف أغلبهم من المصريين.
صفحة بريهان أبو زيد المديرة التنفيذية للشركة: Peri AbouZeid
صفحة الشركة على فيسبوك: MoviePigs
******
دول مجرد نماذج لعشرات الشركات الموجودة بالمجالات دي.
النهاردة شكل الاقتصاد العالمي كله بيتغير، أغنى وأكبر شركات العالم النهاردة هيا أبل وجوجل وفيس بوك، هيا شركات تقنية اعتمادها الرئيسي على العقول مش الثروات الطبيعية ولا الموقع الجغرافي فقط .
في العصر ده الشركات المصرية الصغيرة العاملة بالمجال ده هيا فرصة اقتصادنا للحاق بالعالم، وبالفعل حالياً الشركات دي بتخلق فرص عمل، وبتفتح مجال لتوفير الدولار.
دور الشركات دي خلال العشر السنين اللي جاية مش هيكون أقل من أي نظام سياسي، أو من أغلب المستثمرين الحاليين اللي مركزين في مجالات غير انتاجية زي العقارات والأكل.
الشركات دي واقع حقيقي، وطالعة من المجتمع نفسه لحل مشاكله، وتدريجياً بتدفع الحكومة تاخد بحلولها، زي ما شفنا شركة كرم سولار اللي أخدت تصريح من الحكومة لبيع الكهرباء بشكل مستقل، أو شركة فوري اللي أدخلت نظام الدفع عن بعد في المعاملات الحكومية.
الكلام ده برضه رد على اللي بيقعدوا يقولوا الشباب كسلان ومش عايز يشتغل!
الشباب في المجالات دي بيعلموا نفسهم بره نظام التعليم الحكومي تماماً، وبيقدروا يحصلوا على راس المال باجتهادهم.
لكن ياريت الحكومة متتحولش لعائق! شكاويهم المتكررة تخص مثلاً البطء الشديد في أي تعامل مع الحكومة زي ما قال سابقاً مدير شركة فوري، وبيشتكوا كمان من التضييق الأمني على الأجهزة والمكونات الإلكترونية في المطارات اللي ساعات الأمن بيشك إنها قنابل لانهم مش فاهمينها طبعاً فتتأخر شهور وده بيبوظ صفقات ويعطل شغل.
*****
سمعنا من الرئيس والحكومة نوعين من الحلول لمشاكلنا الاقتصادية، إما المشاريع القومية العملاقة اللي بعضها مشكوك بدراسته ومداه الزمني، وإما حلول فردية غريبة زي فكرة “عربيات الخضار”، أو نصيحة المهندس ابراهيم محلب للشباب إنهم يسوقوا تكتك!
الكلام ده انعكاس لقلة معرفة الحكومة بمواطن قوة الاقتصاد المصري، وبالمستقبل اللي بيصنعه دلوقتي شباب مصر الطموح.
في صفحة الموقف المصري، هندعم المشاريع الشابة اللي بتساهم في خلق اقتصاد وطني، وبتوفر فرص عمل لشباب وشابات مصر.. هندعم اقتصاد جديد هدفه يخلي مصر وعمالها ومبتكريها وشبابها في خريطة الاقتصاد الدولي.
باجتهادنا ومشاريعنا هتتغير مصر للأفضل.. همتكم معانا