استقالة رئيس مصلحة الطب الشرعي .. ماذا يبقى من الثقة بالعدالة؟

قبل ساعات أعلنت وزارة العدل قبول استقالة الدكتور هشام عبدالحميد رئيس مصلحة الطب الشرعي.
– المفاجأة هنا ان الاستقالة اللي اتقدمت من 5 أيام بالظبط كانت استقالة مُسببة، كتب فيها د.هشام إن السبب هو “نظرا لعدم توافر بيئة العمل الصحية والصلاحيات الكاملة التي تمكنني من أداء وظيفتي على الوجه الأكمل”!!
– بدل ما يتحقق في الكلام الخطير ده الاستقالة اتقبلت بسرعة، وصدر فوراً قرار تعيين الدكتورة سعاد عبدالغفار محمد حسن قائما بأعمال رئيس المصلحة.

****

مين هوا الدكتور هشام عبدالحميد؟
– الدكتور هشام مش معارض سياسي ولا حاجة، بالعكس ده عُرف بتصريحات تؤكد عكس ده، زي انه لما كان المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي هوا اللي قال في برنامج أحمد موسى ان خالد سعيد توفى فعلا بانه اتخنق بلفافة بانجو! وقال برضه ان 5% من أطباء المصلحة اخوان وهما سبب شائعات مغرضة زي قتل المصلين في الحرس الجمهوري.
– في تصريح مشهور تاني هوا اللي قال ان شيماء الصباغ ماتت بالخرطوش لانها كانت نحيفة! (شيماء عضوة حزب التحالف الشعبي اللي اتقتلت في يناير 2015 بخرطوش الشرطة بسبب مسيرة صامتة تحمل الورود، الظابط القاتل صدر عليه حكم الدرجة الأولى بالحبس 10 سنوات).
– بسبب تصريحاته قرر وزير العدل المستشار محفوظ صابر اعفاؤه من منصبه، لكن بمجرد تولي المستشار أحمد الزند وزارة العدل قرر تعيينه رئيساً للمصلحة وكبيراً للأطباء الشرعيين في يناير 2016، وده المنصب اللي استمر فيه لحد النهاردة.

***
– بنقول كل الخلفية دي عشان نوصل إنه لما حد بالتاريخ ده، بالتأكيد مستحيل يتقال عليه إخوان ولا معارض ولا أي حاجة، لما هوا اللي يستقيل بسبب التدخلات في عمله وصلاحياته يبقى احنا وصلنا لإيه؟
ومفهوم ان الجهات اللي تقدر تضغط على حد بالمنصب ده أكيد أعلى جهات أمنية أو “سيادية” في البلد.
– والغريب انه الدكتور هشام صرح من 3 أيام بس لجريدة الشروق بانه ينفي أي شائعات انه قدم استقالته، وانه مستمر في منصبه، ده معناه انه قدم الاستقالة قبلها بيومين غالبا كوسيلة للفت انتباه اللي فوقه وكان مستني جهة مسؤولة تتواصل معاه عشان يشكو التدخل بصلاحياته ويتفاهم داخليا بدون ما حد يعرف، وده اللي كان منطقي يحصل خاصة في وقت زي ده الدولة مستاءة من شكوك كتير من الناس في حقيقة قضايا مختلفة جنائية وسياسية زي ميت سلسيل وغيرها، لكن اللي حصل هواالاستهانة بشكل كامل.
حاجة بالضخامة دي مكانتش تستحق اهتمام كل المعنيين بوزارات العدل والداخلية ولحد الرئاسة؟
– ومننساش إن مصلحة الطب الشرعي اللي مش جهة تحقيق ولا اتهام، شغلهم بس يدو تقرير فني، سبب الوفاة مثلا رصاصة ولا طعنة، الجثة مر عليها كام يوم..الخ.
– التأثيرات خارجية مش داخلية بس، مهو مصلحة الطب الشرعي دي هيا مثلا المسؤولة عن بيان سبب وفاة السائحين البريطانيين بالغردقة مؤخرا، وأي حوادث مماثلة.
– ايه اللي يبقى من استقلالية أي مؤسسة أو جهة بما يضمن الحياد ومكافحة الفساد والثقة بالعدالة؟ الإجابة ملك كل مصري، وده اللي بنشوف نتايجه كل يوم للأسف.