– امبارح اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للموافقة على إجراء إنتخابات داخلية مبكرة في حزبه “الليكود” بعد ضغوط داخلية قوية، بعد توجيه النائب العام الإسرائيلي اتهامات ليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وده بيحصل لأول مرة ضد رئيس وزراء إسرائيلي اثناء وجوده في منصبه.
– الاتهام جاي بالتوازي مع صعوبات بيواجهها نتنياهو في تشكيل “حكومة ائتلافية”، بعد فوزه بعدد مقاعد برلمانية، لا يسمح له بتشكيل الحكومة منفردا.
– إيه التهم اللي بيواجهها نتنياهو؟ وده ممكن يكون تأثيره ايه على الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي؟ ويهمنا في ايه الكلام ده؟
*****
ايه اللي بيحصل؟
– الاتهامات اللي صدرت ضد نتنياهو كانت في إطار التحقيقات اللي بدأت معاه من 3 سنين. لو ثبتت الاتهامات دي نتنياهو ممكن يتسجن لمدة 10 سنوات.
– التهم اللي بيواجهها موزعة على 3 قضايا: قضية رقم 1000 بتتهمه هو وزوجته سارة بتلقى هدايا ومجوهرات وخط إمداد من الشامبانيا والسيجار الفاخر من رجال أعمال كبار، مقابل تسهيلات سياسية و إعفاءات من الضرايب، والتوسط لمنتج سينما إسرائيلي عشان ياخد إقامة في أمريكا.
– قضية رقم 2000، بتتهمه بالاتفاق مع مالك صحيفة يديعوت أحرونوت (أكتر صحيفة بتتباع في اسرائيل)، على تغطية صحفية لصالحه، مقابل إقرار تشريع يقلل من نمو الصحف المنافسة.
– قضية رقم 4000، وفيها اتهامات لنتياهو بمنح شركة الاتصالات الإسرائيلية بيزك معاملة خاصة، مقابل انهم يعملوا عنه تغطية إيجابية من خلال موقع “واللا” الإخباري، المملوك لصاحب الشركة. ابن نتنياهو كمان مشبه فيه بالقضية، ويعتقد إنه كان بينقل المطالب بين الأطراف.
*****
ازاي بيواجه خطر العزل؟
– على الرغم من إن نتنياهو كان بيتمتع بشعبية كبيرة، نظراً لعلاقته الجيدة بترامب، وانه حصل عبره على مكاسب تاريخية زي قرارات وقف تمويل الانروا ونقل السفارة الامريكية للقدس وغيرها، إلا إنه واجه مشاكل داخلية أهمها ما يخص قضية الفساد.
– وبالفعل فيه حزب منافس ليه قدم التماس للمحكمة العليا في إسرائيل، بتطالب بإلزامه بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء، و4 وزارات يتولى مسؤوليتهم ” الزراعة، الصحة، الشؤون الاجتماعية وشؤون الشتات”.
– المحكمة كانت حكمت في وقت سابق بالعزل أو التنحي على أي وزير، لو كان متهم رسميا بارتكاب جريمة، حتى لو مصدرش قرار بإدانته، لكنها رفضت مع رئيس الوزراء، وقالت ان تنحيه يبقى الزامي لو صدر الحكم عليه، وهوا بدوره قال انا مش هستقيل الا لو تمت ادانته نهائيا من القضاء.
– لكن هوا مع كده من المرجح جدا انه هيفقد منصبه حتى لو متمش ادانته بسبب سيناريو من اتنين: الأولاني هوا الانتخابات الداخلية في حزبه الي بيواجه فيه معارضة قوية، ولو نجح حد غيره ياخد رئاسة الحزب هياخد بالتبعية رئاسة الوزراء.
– نتيجة خلافات داخلية الأحزاب اللي مشكلة الحكومة الإسرائيلية في ابريل اللي فات تفككت، وعملوا انتخابات جديدة، لكن نتنياهو وحلفاؤه من الأحزاب اليمينة، مخدوش الأغلبية الكافية (61 من 120 مقعد) ومعرفش يشكل حكومة ائتلافية، ونتيجة لده البرلمان حل نفسه، والانتخابات اتعادت تاني في شهر سبتمبر وبرضو مكسبش الأغلبية.
وده هوا السيناريو التاني انه لو فضل فاشل في تشكيل حكومة بسبب رفض الأحزاب التانية التحالف معاه لعدة أسباب أهمها اتهامات الفساد، فمهلة تشكيل الحكومة هتخصص في 11 ديسمبر وساعتها هيضطر يروح لانتخابات كنيست مبكرة وممكن يخسر حزبه مقاعد وميقدرش يرأس الحكومة أصلا.
– نتنياهو كان عنده أمل إن تحالفه اليميني يقدر يفوز بأغلبية كافية تسمح لهم بتشكيل الحكومة لوحدهم، وبالتالي يتغلب على مشاكله ويمرر القوانين اللي هما عايزينها، ومنها قانون يمنحه حصانة من المقاضاة أثناء وجوده في منصبه، لكن ده بقى شبه مستحيل حاليا.
– الخصوم السياسيين لنتنياهو استغلوا الفرصة دي وبيحاولوا يطيحوا بيه، بيني غانتس رئيس حزب أزرق أبيض، المنافس الأساسي لنتنياهو، دعا أعضاء حزب ليكود (اللي بينتمى ليه نتنياهو)، للانضمام ليه لتشكيل الحكومة.
– نتنياهو هوا الشريك الإسرائيلي المفضل لترامب في “صفقة القرن” وغيابه بيأثر على مسارها اللي مش مفهوم اوي لحد دلوقتي أصلا، كان تم الإعلان عن جانب اقتصادي في مؤتمر البحرين اما الجانب السياسي متمش إعلانه لحد النهاردة، وفي سبتمبر اللي فات المبعوث الأمريكي ألمح انه هيتم تأجيل نشرها بسبب عدم الوضوح السياسي في إسرائيل.
*****
– اتكلمنا بشكل مفصل عن محاكمات تانية لمسؤولين ورؤساء وزراء سابقين في إسرائيل، زي إيهود أولمرت اللي اتحبس من 3 سنين لمدة 19 شهر، في قضية عرقلة سير العدالة حصلت سنة 1993. والرئيس الأسبق موشيه كتساف اللي قضى 5 سنين بعد إدانته بالتحرش، وغيرهم من المسؤولين.
– اتكلمنا كمان تعامل إسرائيل مع القضايا دي، وقولنا إن رغم ان أكيد هيا مش بلد ديموقراطي بشكل حقيقي، وبيمارسوا ممارسات عنصرية على عرب 48 من حاملي الجنسية الإسرائيلية زي ما قالت تقارير دولية آخرها منظمة الإسكوا في 2017 اللي عمل أزمة ادت لاستقالة ريما خلف رئيسة المنظمة، لكن في المقابل إسرائيل عندها آليات محاسبة جادة لأي مسؤول مهما كان أهميته، وعندها مؤسسات مستقلة لا تخضع لأي فرد واحد.
-الآليات دي خلت إسرائيل في ترتيب عالي في مؤشر مكافحة الفساد اللي بتصدره منظمة الشفافية الدولية، ووصلت للمركز 34 من 180 دولة بيشملهم التقرير. أما مصر، ترتيبها 105.
– محدش في إسرائيل بيقول إن شارون أو نتنياهو أو أي حد ده بطل حرب، أو عمل إنجازات، وبالتالي محدش يحاسبه، وماحدش بيقول إحنا في حالة حرب مع “الإرهاب” ومش وقته، ولازم نمدد للزعيم القائد اللي مفيش زيه. ولا نتنياهو يقدر يعزل النايب العام، ولا حتى يقدر يخوف زعماء الأحزاب اللي رافضين يدخلو معاه الحكومة. كل ده لإنهم عارفين ان المؤسسات المستقلة وتداول السلطة هو أكفأ طريق للإدارة، بغض النظر عن أي إعتبارات تانية.
– من يومين كنا لسه بنتكلم عن محاسبة مسؤولين كبار سابقين في فرنسا بتهم فساد، وقبلها شفنا بريطانيا وهي بتحاسب قائد كبير في الجيش بسبب إستغلاله لامتيازات بسيطة في السلطة، وقصص كتير عرضناها هنا.
كل الدول المتقدمة والديمقراطية فيها خريطة واضحة ومعروفة للتطور وجذب الاستثمارات وتحسين كفاءة الادارة، نتمنى إن مجتمعنا وبلدنا في يوم قريب يبقى فيها ديمقراطية، وسيادة قانون، وفصل بين السلطات، وانتخابات نزيهة، وحرية صحافة، وحرية لأننا نستحق ده وبلدنا تستحق الأفضل.
*******