– خلال الأسبوع اللي فات وقعت مصر مذكرة تفاهم مع اليونان وقبرص لإنشاء مشروعات للربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة.
– قبلها في بداية أكتوبر مشروع الربط الكهربائي مع السعودية خد خطوة جديدة في اتجاه التنفيذ بعد فوز تحالف مكون من شركة أوراسكوم كونستركشن وهيتاشي اليابانية بعقود المشروع.
– الاتفاقات المتتالية للربط الكهربائي هي شيء مهم جدا لتطوير قطاع الكهرباء والطاقة في مصر وبتحمل إمكانية مهمة وحلم بعيد بتحويل مصر لمركز للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لذا وجب الإشادة بالخطوات دي؟
– ايه هي الاتفاقات الجديدة؟ وليه مشاريع الربط الكهربائي مهمة لمصر في الوقت الحالي؟ وايه المطلوب أكثر في ملف الطاقة في مصر بشكل عام؟ دا اللي هنناقشه مع بعض في البوست دا.
****
ايه هي الاتفاقات الجديدة؟
– مصر وقعت مع أثينا في 14 أكتوبر مذكرة تفاهم للبدء في مشروع للربط الكهربائي بين البلدين عن طريق كابل بحري يمتد من مصر لقبرص ومنها لليونان بطول 1396 كيلو متر.
– مشروع الكابل البحري ده هو جزء من مشروع يورو أفريكا اللي استثماراته حوالي 4 مليار دولار وهدفه ربط شبكات الكهرباء في الدول الثلاثة كجزء من إستراتيجية الاتحاد الأوروبي لاستيراد الطاقة وتنويع مصادرها بديل الاعتماد على الغاز الروسي والوقود الأحفوري بشكل عام.
– المرحلة الأولى من المشروع هتتكلف حوالي 2.5 مليار يورو، ومن المتوقع أن تنتهي في نهاية 2023 وتكون قدرتها على تصدير الكهرباء حوالي 1 جيجا وات.
– بعدين المرحلة الثانية والثالثة هتتضاعف فيها القدرة الكهربية للتصدير لحد ما توصل لـ3 جيجا وات كحد أقصى.
– طبعا الـ3 ميجا وات مش كمية كبيرة مصدرة من الكهرباء خاصة أنه أوروبا هي قارة كثيفة الاستهلاك للطاقة الكهربية، تقريبا بمعدل حوالي 3 آلاف تيرا وات، يعني تقريبا 3 مليون جيجا وات.
– لكن المشروع خطوة مهمة جدا وبداية لضخ استثمارات أكثر في الربط الكهربائي مع أوروبا، وخاصة أنه مصر عندها خطة أنها تنتج 42 % من الطاقة الكهربية من مصادر متجددة بحلول 2035، بالتالي فرصتها أفضل في التصدير لأوروبا لأنه دي جزء من المستهدفات الأوروبية لمكافحة التغير المناخي.
– ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي استهلاك أوروبا من الطاقة سنة 2050 نحو 4700 تيراوات، ويفترض هتستورد منها نحو 15% من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فدي فرصة كبيرة لنا.
– المشروع التاني المهم هو الربط الكهربائي مع السعودية، وهو عبارة عن مشروع طموح وقديم لربط أكبر منتجين للطاقة الكهربية في الشرق الأوسط وهما مصر والسعودية، مصر والسعودية بينتجوا حوالي 160 جيجا وات.
– المشروع طوله حوالي 1350 كيلو متر ويصل بين محطة شرق المدينة المنورة مرورا بمحطة الجهد الفائق في تبوك ويعبر خليج العقبة بطول 22 كيلومترا وصولا إلى الأراضي المصرية ليتصل هناك بمحطة تحويل بدر.
– المشروع هيسمح للدولتين بتبادل ما يقارب من 3 جيجا وات برضه في أوقات الذروة بين البلدين وبتكلفة تصل لـ1.8 مليار دولار لحد ما يخلص.
– مصر هتتحمل 45 % من تكلفة المشروع وهيتم تمويله بقرض مشترك بين البنك الإسلامي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي.
****
ليه المشاريع دي مهمة؟
– أولا لأننا عندنا فائض إنتاج في الكهرباء من 2017 لحد دلوقتي عايزين نصدره، تقريبا بننتج سنويا حوالي 60 جيجا وات في حين أنه في وقت الذروة في الصيف بنستهلك في حدود 30-35 جيجا وات بالتالي ده عبئ كبير لازم التخلص منه، خاصة مع خطط لبيع محطتين من محطات سيمنز اللي اقترضنا 8 مليار يورو عشان يتعملوا ودلوقتي الحكومة بتفكر في بيعهم.
– ثانيا: الحكومة كانت بتستهدف تصدير حوالي 15 جيجا وات سنويا، وده رقم كويس لو قدرنا نوصله مع الاتفاقات الجديدة دي.
– ثالثا: عملية تصدير الكهرباء أو بمعنى أصح التبادل الكهربي مع السعودية وغيرها بتضمن كفاءة إنتاج كويسة جدا، وخاصة مثلا في حالة السعودية اللي وقت الذروة في الاستهلاك بيكون الظهر بالتالي ممكن تعوض ده من عندنا والعكس بالنسبة لنا اللي ذروة الاستهلاك عندنا في المساء بالتالي ممكن نعوض من عندها.
رابعا: مشاريع الربط الكهربائي بتعزز من موقع مصر المهم، وخاصة في الاتفاقات مع أوروبا وبالتالي بتفتح فرص أكبر في السوق للاستثمار في الكهرباء وخاصة في الطاقة المتجددة.
****
ايه المطلوب أكثر في الملف ده؟
– عشان مصر تتحول فعليا لمركز لإنتاج الطاقة لازم الحكومة تسرع من عملية التحول من إنتاج الطاقة بالمصادر التقليدية، الغاز والمازوت والفحم لإنتاج الطاقة من المصادر البديلة اللي عندنا ميزة نسبية فيها زي الطاقة الشمسية.
– شوفنا ده بيحصل في مشاريع زي بنبان في أسوان، لكن الحكومة محتاجة أكثر من دخولها للسوق كمنتج مباشر للطاقة، الحكومة محتاجة تشجع القطاع الخاص على الإنتاج وخاصة من المحطات الصغيرة لإنتاج الطاقة الشمسية واللي ممكن يكون فيها استثمارات صغيرة ومتوسطة مربحة في القطاع.
– مصر كمان يفترض تركز على نظرة مستقبلية للربط بين القارات التلاتة في المجال دا، ونستغل ميزة جغرافية عندنا، عشان نقدر نكون مركز إستراتيجي للطاقة الكهربائية، في ظل ربط فعلي حاليًا مع السودان وليبيا في الجزء الإفريقي، ومع الأردن في الجانب الآسيوي.
– كمان محتاجين تشجيع للمصانع على شراء الطاقة من المحطات الشمسية دي عن طريق تقديم حوافز ليهم زي حوافز ضريبية مثلا مش تقليل سعر الكهرباء الموردة من الحكومة للمصانع في كورونا وتأثير ده السلبي على منتجي الطاقة المتجددة.
– بشكل عام ملف الكهرباء في مصر هو ملف مهم، ومصر عندها إمكانات كبيرة فعلا للتحول لمركز مهم للطاقة وخاصة الطاقة المتجددة نتمنى فعلا نستغل الفرصة دي والتريند العالمي في الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ونكون قادرين نطور ونحدث محطاتنا وشبكتنا الكهربية بحيث تكون قادرة على استيعاب الاستثمارات دي.
– بنشكر كل مسؤول اهتم بحل أزمات الكهرباء في مصر لحد ما وصلنا للنقطة المفرحة دي، وبنتمنى التركيز الفترة الجاية على استثمار الفائض وتعظيمه.
****