الأيام اللي فاتت حصلت تطورات مهمة في قضية ريجيني، أهمها كان يوم الخميس الماضي، قرار النيابة الإيطالية بتوجيه الاتهام رسميا إلى 4 ضباط مصريين، وأمهلهم 20 يوما لتقديم إفاداتهم أو دفاعهم، قبل ما تقرر تقديمهم للمحاكمة الغيابية.
الضباط المتهمون هم:
1- اللواء طارق صابر (رئيس قطاع بالأمن الوطني)
2- العقيد حسام حلمي
3- العقيد آسر كمال
4- الرائد شريف مجدي عبد العال
كمان إيطاليا تعتقد تورط ضابط خامس إسمه محمود نجم، لكن تم حفظ الاتهامات ضده بشكل مؤقت لعدم كفاية الأدلة.
*****
ازاي النيابة توصلت للنتيجة دي؟
– لجنة التحقيق في القضية بالبرلمان الإيطالي عقدت جلسة استماع حضرها المدعي العام ولأول مرة كشف تفاصيل ان النيابة حصلت على 5 شهادات موثقة لأشخاص مختلفين، وبعضهم غير مصري، ومافيش بينهم أي صلة شخصية.
– ممثلوا النيابة عرضوا الشهادات أمام اللجنة (مع الحفاظ على سرية أصحابها)، واستبدلوا أسمائهم بحروف إيطالية، والشهادات بتقول:
1- الشاهد ألفا A (شخص كان يعرف شريك ريجيني في السكن محمد السيد الصياد).
– شاف قوة من الأمن دخلت سكن ريجيني وفتشت غرفته قبل يومين من اختفائه، وظابط منهم هدد السيد الصياد شريك ريجيني في السكن، إنه لو عرف عن الزيارة دي هيعرض نفسه للخطر.
2 -الشاهد بيتا B (شاهد على زيارة زيارات الضباط لشقة ريجيني قبل 40 يوم من اختفاء ريجيني).
– بيقول إن أحد الظباط حاول إجبار السيد الصياد وحارس العقار على جمع معلومات عن ريجيني وخد أرقام تليفوناتهم، وأكد عليهم إن التواصل لازم يكون سري، وإن الصياد وصل لحالة رعب لما أجر على التعاون مع الأمن.
– الشاهد أكد أيضا إن حصل عدة مكالمات وزيارات لمقر إقامة ريجيني قبل 40 يوم من تاريخ اختفائه. طبقاً لسجلات شبكة الموبايل ولمصادر أخرى، النيابة الإيطالية تأكدت إن الضابط ده هو محمود نجم
3- الشاهد جاما Γ : شاهد كيني الجنسية، سمع ضابط الأمن الوطني شريف عبد العال بيتكلم مع شخص على العشاء في فنادق في نيروبي سنة 2017 عن مطاردة جوليو ريجيني واختطافه وهو ماشي ناحية مترو الدقي.
– الشاهد سمع الظابظ بيقول إنهم كانوا معتقدين إن ريجيني جاسوس للـ CIA او الموساد، لكنهم بعدها بقو شايفين انه ينتمي إلى “مؤسسة أنتيبود، التي تسعى لبدء ثورة اخرى في مصر” حسب شريف.
وفي سياق كلام الظابط شريف قال ان هوا شخصيا ضرب ريجيني بنفسه.
– النائب العام الإيطالي قال ان الضابط ده تحديداً متهم رئيسي في القضية، وتابع سير القضية وانتقل للأماكن التي جوليو كان محتجز فيها.
4- الشاهد دلتا Δ ( شخص شاف جوليو يوم 25 يناير 2016 حوالي الساعة 8 مساء في قسم شرطة الدقي، وكان بيطلب وجود محامي أو ممثل للسفارة الإيطالية معاه، ولما واحد من المقبوض عليهم حاول يساعده، اتضرب على وشه من ضابط أمن وطني.
– الشاهد وصف نفس الملابس اللي كان ريجيني لابسها لما اختفي، وقال إنه نقل في سيارة فيات شاهين، بعد تغمية عينيه، ونُقل إلى مقر الأمن الوطني بلاظوغلي.، وإن اللي أشرف على ده ضابطين اسمهم شريف ومحمد.
5- الشاهد ابسيلون Y (شاهد عمل لمدة 15 عام في مقر لاظوغلي، المكان اللي يعتقد إن جوليو مات فيه تحت التعذيب).
– الشاهد شاف جوليو يوم 28 أو 29 يناير مع 2 ظباط وأفردا أمن في الدور الاول من فيلا مكونة من 4 أدوار موجودة داخل لاظوغلي وتستخدم لاستجواب المعتقلين. ريجيني كان في غرفة رقم 13 وهو المكان المخصص لاحتجاز الأجانب المشتبه بهم.
– بيقول إن جوليو كان مرمي على الأرض، ومتكتف بقيود حديدية، ونصف جسمه الأعلى كان عاري، وعلى جسمه آثار التعذيب، وكان يهذي بكلمات إيطالية، وبيقول إنه ماعرفش هوية ريجيني غير بعد 5 أو 6 أيام لما شاف الكلام اللي اتكتب عنه في الصحف.
*****
إيه موقف مصر من الكلام ده؟
– حتى الآن مصر معلقتش على هذه الاتهامات والشهادات، ومش معروف إذا كان المتهمين هيقدموا إفادتهم للنيابة الإيطالية ولا لا.
– قبل عشر أيام تقريبا، النيابة العامة المصرية والنيابة الإيطالية طلعوا بيان مشترك عن مسار التحقيقات في القضية، واتكلموا في النقط التالية:
– نيابة مصر أغلقت التحقيقات بشكل مؤقت، وتعتبر القاتل مجهول، لكن في نفس الوقت عندها أدلة على سرقة تشكيل عصابي متعلقات ريجيني، وإن متعلقاته عثر عليها في بيت أحد أفراد العصابة (دول الخمسة اللي الشرطة قتلتهم وقالت إنهم اللي قتلوا ريجيني، قتل ماينكشف كذب الرواية دي ويتم التراجع عنها!).
– النيابة المصرية تحفظت على توجيه الاتهام للضباط وقالت إن اتهام مبني على أدلة غير ثابتة.
*****
– قضية ريجيني شاهدة على غياب العدالة في مصر. الخطوات المصرية في التحقيق كانت ماشية ببطء شديد متعمد زي انهم بعتو للايطاليين آلاف الصفحات مكتوبة بخط يد صعب القراءة، وطول الوقت في محاولات لتضليل التحقيقات الإيطاليةأبرزها جريمة قتل ٥ أفراد ادعت انهم اللي قتلو ريجيني!
ولحد النهاردة دم الخمس مصريين دول راح هدر محدش حقق فيه.
- إصرار مصر على عدم محاكمة المتورطين كأفراد، معناه مباشرة هو مزيد من الكوارث من النوع ده. وهنشوف للأسف تدهور سمعة مصر دوليا، حتى لو الحكومة الايطالية الحالية فضلت المصالح الاقتصادية لكن القضية لسه مسارها طويل وتغطياتها بالصحافة العالمية هتستمر، لإنه القضية مش بس إن الأمن قتل مواطن أجنبي عبر التعذيب، لكن دولة بأكملها بتغطي الجريمة.
- وهنفضل نكرر إن أكتر سؤال مؤلم في القصة هوا عن لو كل التواطؤ الحكومي ده حصل لحماية قتلة إيطالي عليه كل الضغوط دي، أمال لو كان المقتول تحت التعذيب مصري كان حصل ايه؟ كنا عرفنا أصلا عنه؟
ضمانات حقوق الانسان وتطبيق القانون والدستور هيا حماية لحياة المواطنين ولقيمة أي دولة ومصداقيتها عند مواطنيها في الداخل قبل الخارج.
*****
المصادر
مشاركة: