– فريق صفحة الموقف المصري بتتقدم بخالص العزاء للشعب المصري، ولأسر الطبيبات ضحايا حادث الكريمات علي طريق الجيش الصحراوي.
– الحادث حصل امبارح الصبح ونتج عنه وفيات وإصابات لطبيبات من دفعة 2017، كانوا رايحين يحضروا تدريب فى برنامج مبادرة صحة المرأة بمعهد التدريب بالقاهرة.
– تفاصيل الحادث المروع يخلينا نفكر نسأل أسئلة كثير حول طريقة إدارة ملف الصحة في مصر، خاصة في ظل حالة الغضب العام من الأطباء علي أداء الوزيرة هالة زايد اللي معلقتش علي الحادث إلا بعد مرور حوالي 12 ساعة عليه.
ايه القصة؟
– الطبيبات والأطباء تلقوا أمر بالحضور الإلزامي لتدريب في القاهرة قبل معاده بيوم واحد!، وعدم الحضور معناه العقوبات الإدارية، فمكانش متاح يلقوا تذاكر في القطارات بالسرعة دي، واضطروا ياخدوا مكروباص.
– الصحف نقلت عن “مصدر أمني” إن سبب الحادث نوم السائق والسرعة الزائدة.
– الحادث أسفر عن 4 وفيات، السائق وعامل وطبيبتان هما رانيا محرم وسماح نبيل صليب، وقصتها فيها جانب أكتر مأساوية كمان إنها كانت عروسة اتجوزت قبل شهرين بس.
– الحادث من ضحاياه كمان 17 إصابة، منهم 4 إصابات حرجة في معهد ناصر حاليا، كلهم طبيبات، من أكترهم مأساوية قصة الدكتورة راعوث القص أشعياء اللي كانت حامل في الشهر الخامس، فتعرضت للاجهاض، وكمان تم استئصال الرحم!
جوزها قال لجريدة اليوم السابع إنه راضي بقضاء الله، لكنه يحمل الوزارة المسؤولية، وإن مراته اضطرت تسافر خوفا من العقوبات الإدارية لو تخلفت عن التدريب الإلزامي.
– زميلات الطبيبات طلعوا محادثات واتساب معاهم في الجروب بيحاولوا يلاقوا طريقة للاعتذار ومستائين جدا من ابلاغهم بالسفر قبلها بيوم، وبيقولوا كده مش هنقدر نيجي بالقطر الوسيلة الآمنة وخايفين يروحو بمكروباص، لكن الادارة اجبرتهم لدرجة اتقالهم “اللي معاها طفل تجيبه معاها!”.
– اللي حصل مسؤولية وزارة الصحة بشكل مباشر، لإنه كان مفروض تتأكد من توافر وسيلة نقل أكثر أمانا (ومش بنقول أكتر راحة) سواء قطار أو تخصص أتوبيس، أو على الأقل يكون فيه وقت كافي قبل ابلاغهم!
– الدكتور ناصر زغلول نقيب أطباء المنيا صرح أنه “التدريب كان من الإمكان إجراؤه بسهولة داخل محافظة المنيا أو أي محافظة إقليمية أخرى قريبة من المنيا، حيث إن التدريب سهل تنفيذه للغاية وهو عن كيفية الفحص المبكر لأورام الثدي”، والكلام ده بيقوله وهوا متأكد منه بحكم تخصصه لأن نقيب أطباء المنيا هوا نفسه أستاذ جراحة أورام الثدي والمسؤول عن حملة صحة المرأة بتكليف من جامعة المنيا وبيدرس نفس التدريب.
– يعني كان ممكن ببساطة بدل المشقة دي التدريب يبقى غير مركزي، يعني كل محافظة أو علي الأقل كل قطاع جغرافي يبقي مع بعضه، قطاع شمال الصعيد، قطاع الدلتا وغيره.
– مين المسئول عن اتخاذ القرارات دي؟ وهل هيتحاسب؟
– المفاجأة والمهزلة تكتمل كمان بقصة الدكتور فاطمة موسى، اللي كان مفروض هتسافر معاهم ومراحتش، فلقت الإدارة بتتصل بيها افتكرتهم بيطمنوا عليها لقتهم بيقولوا انها تم تحويلها للتحقيق عشان مسافرتش!!
– مهزلة تانية لما بيان الوزارة المتأخر صدر واتكتب فيه انه الوزارة قررت ضم والدي الطبيبتين المتوفيتين إلى بعثة الحج، رغم إن واحدة منهم الدكتورة المسيحية سماح نبيل صليب، وده معناه إن الوزارة لم تتواصل مع الأهل أساسا، المهم الشو، ده اللي كتب بيان الوزارة مهتمش حتى يقرا الاسامي.
– نقابة الأطباء قالت إنها قدمت بلاغات للنائب العام والنيابة الإدارية، لمقاضاة وزارة الصحة جنائيا واداريا.
البيان طالب كمان بصدور قرار بعقد التدريبات بالمحافظات، وفي حال السفر يجب إخطار الأطباء بمعاده قبل اسبوعين على الأقل.
– المشكلة برضه أكبر من شخص الوزيرة أو أي وزير، لكن في المنظومة كلها سواء بسبب البيروقراطية وضعف كفاءة الإدارة، أو طبعا المشكلة الأزلية للقطاع الصحي في مصر وهي ضعف الانفاق العام عليه.
– ضعف الانفاق بينتج مرتبات سيئة للعاملين و تدريبات ناقصة وإمكانات ناقصة، وسوء الإدارة بينتج توزيع الانفاق القليل أساسا بشكل غير كفؤ إداريا وجغرافيا، زي اللي حصل في الموضوع ده، كان ممكن توفير فلوس بأنه التدريب يقام في المنيا، وتوفير مجهود كبير علي الطبيبات، والأهم توفير أراوحهم نفسها بدل التعامل بكل بيروقراطية واستهتار.
– بنكرر العزاء للطبيبات وأسرهن، ونتمنى نشوف تغيير حقيقي بقطاع الصحة المصري لصالح كل المرتبطين بيه سواء العاملين فيه أو المرضى المستفيدين منه.