– الأسبوع اللي فات اتنشر في غانا تحقيق صحفي عمل مفاجأة كبيرة.. فضيحة فساد تشمل 100 مسؤول في الاتحاد الغاني لكرة القدم والاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
– القصة مهمة لينا مش بس لأن عندنا فساد بمختلف المجالات ومنها طبعا كرة القدم، وشايفين أزمة النادي الأهلي بعد ما وزير الرياضة السعودي تركي آل شيخ قال إنه دفع بتمويل حملة الخطيب، كمان القصة مهمة كنموذج لأهمية الصحافة لمحاربة الفساد.
*****
إيه اللي حصل في غانا؟
– صحفي سمى نفسه باسم مستعار “أنس أريمياو أنس” نشر تحقيق إستقصائي وثق فية بالفيديو مجهود سنتين خلالهم صور فيديوهات ل 100 من المسؤولين والحكام الغانيين والأفارقة وهما بيخدوا رشاوي.
– الفيلم اللي هتلاقو لنكه بالمصادر في أول تعليق، شمل مسئولين كبار اتفقوا على رشاوى ملايين، ولحد حكام صغيرين في الدوري الغاني.
– أهم قصة كانت لكويسي نيانتاكي، رئيس اتحاد غانا لكرة القدم، وهو برضه عضو مجلس ادارة الفيفا، ظهر في الفيديو بيتسلم 65 ألف دولار كرشوة وهوا فاكر ان اللي قدامه رجل أعمال بيتفق معاه على انه ياخد حق رعاية الدوري الغاني لمدة 3 سنين.
– كويسي كمان عرض على رجل الأعمال يرسي عليه عقود حكومية مقابل رشوة 12 مليون دولار، قاله انه نصيبه منها مليون بس، والباقي هيروح لمسؤولين منهم رئيس الجمهورية نفسه أكوفو أدو هياخد 5 مليون دولار!
– طول الفيلم أنس كان مخبي وشه بقناع، لكن مع كده قبل الاذاعة اخد نواب البرلمان من الحزب الحاكم نشر صور قال انها لأنس وفريقه، وتلقى تهديدات بالقتل، وحملة لتشويه صورته انه فاسد ومتهرب من الضرايب، لكنه برضه أصر على إذاعة الفيلم.
– الفيلم شافه ملايين المواطنين، لدرجة انه اتعرض جماعياً في مركز أكرا (العاصمة) للمؤتمرات، اللي يساع 6000 مشاهد، وبعده مباشرة الرئيس قال انه شافه ونفى تماماً أي علم ليه باللي فيه، وأمر فتح تحقيق جنائي يشمل “استخدام اسم الرئيس بغرض الاحتيال”
– بعد يوم واحد من اذاعة الفيلم الحكومة قررت حل الاتحاد، واحالة كل اللي ظهروا للتحقيقات القضائية. ورغم ان الاتحاد الغاني لكرة القدم اصدر بيان يعلن تمسكه برئيسه، لكن الضغوط الشعبية، وكمان الشهرة الدولية اللي اخدها الفيلم بعد اذاعته على بي بي سي، أدت لسرعة التعامل بالموضوع.
*****
– الفساد فى كرة القدم بقى ظاهرة عالمية، وشفنا في 2015 التحقيق مع بلاتر رئيس الفيفا السابق والقبض على قيادات بالاتحاد، وفي مصر كلنا بنشوف الاتهامات اللى الأعضاء السابقين أو الحاليين في الاتحاد بيرموها على بعض.
– الفساد فى كرة القدم المصرية شيء وارد بالتأكيد، لكن مشفناش تحقيقات صحفية جادة فى الموضوع ده زي مواضيع تانية كتير الصحافة بقت تبعد عنها، مش عشان عيب أو عجز فى الصحفيين، ولكن للتضييق المستمر على شغلهم وعلى المؤسسات الصحفية.
– الصحافة الاستقصائية الحرة ساهمت في السنوات الأخيرة بفتح قضايا عالمية مهمة جداً زي “وثائق بنما” اللي كشفت ثروات السياسيين في دول “الملاذات الضريبية”، أو تسريبات ويكليليكس وإدوارد سنودن اللي صحفيين كشفوا عبرها معلومات سياسية مهمة.
– مصر ليها ترتيب متأخر في مؤشر مدركات الفساد العالمي، المركز 117 من بين 180 دولة، وكمان متأخرة جداً فى حرية الصحافة، المركز 161 حسب مؤشر مراسلون بلا حدود.
في المقابل غانا ترتيبها أحسن بكتير بمؤشر الفساد (81) وبمؤشر الصحافة (23).
– ليه الجهات الرسمية المصرية اللى بتقول فيه انها عايزة تحارب الفساد بتضيق علي الصحافة؟ ليه بتسكت أي صوت مستقل سواء بحجب المواقع أو باستهداف الصحفيين، مثلاً في السجن حالياً الأستاذ عادل صبري رئيس تحرير مصر العربية، المصور الصحفي شوكان، الصحفي والباحث اسماعيل الاسكندراني، ولسه تحت التحقيق قضية الأستاذ محمد السيد صالح رئيس تحرير المصري اليوم سابقا.
– مش صدفة أن أكتر الدول فساداً هي نفسها أقل الدول بحرية الصحافة، الموضوع منظومة كاملة، مينفعش تقول الأجهزة الرقابية والحكومية هتحارب الفساد لوحدها وانت بتمنع دور السياسة والمجتمع المدني والصحافة اللي لو سبتها الفرصة هنشوف عندنا نماذج كتير من “أنس أريماو أنس”.
*****
– الصورة للصحفي أنس وهوا لابس القناع اللي بيتكلم من وراه في الفيلم.