– في الشهور اللي فاتت شفنا التوسعات اللي بدأت تحصل في الطريق الدائري، وبدأنا نسمع عن أتوبيس نقل كهربائي هيتركب على لطريق الدائري كوسيلة نقل جديدة.
– ” الأتوبيس الترددي” هو اسم الأتوبيس الجديد للنقل العام اللي هيشتغل في الدائري، واللي بنسمع إنه الميكروباصات هتتمنع بسببه فوق الدائري وهتتغير خطوط سيرها بحيث يسمح لها بالوقوف أسفل المنازل الجديدة لإعادة نقل الركاب من المحطات الرئيسية إلى داخل المدن.
– كلها أسابيع ومفروض هنشوف الأتوبيس دا على الدائري اللي بيربط شرايين القاهرة الكبرى ببعضها، ودا شيء إيجابي لازم نشيد بيه، لأن دا هيكون إضافة لشبكة مواصلات مصر، وكمان هيساعد في تخفيف التكدس المرروي، وهيخدم المواطنين بكفاءة أكبر، وأكثر نظافة للبيئة.
– لكن في نفس الوقت المشروع دا هيحل محل شبكة ميكروباصات فيها سواقين ميكروباصات بأسرهم لازم يكونوا ضمن معادلة التطوير والتحديث دي، عشان منلاقيش مآساة اجتماعية واقتصادية ناتجة عن المشروع.
– إيه قصة الأتوبيس الترددي بالظبط؟ قد إيه هو مفيد؟ ايه اللي المفروض الحكومة تاخد بالها منه أثناء الخطوة دي؟ ده اللي هنتكلم عنه في البوست ده.
*****
إيه هو الأوتوبيس الترددي؟ وموجود فين؟
– في 4 نوفمبر الحالي أعلن وزير النقل كامل الوزير عن بدأ التجهيز لتشغيل الأتوبيسات الترددية «Bus rapid transit»، كبديل حديث ومتطور للميكروباصات.
– الأتوبيس الترددي، بيتسمى بالاسم ده بسبب السرعة العالية وتردده اللي بيوصل لدقايق ما بين واحد والتاني، بشكل يشبه مترو الأنفاق، يعني مزيج من المرونة والسرعة بتاعت المترو وما بين السعة والبساطة والتكلفة المنخفضة بتاعة الأتوبيسات.
– الأتوبيس الترددي بيشتغل بالكهرباء مش البنزين أو الغاز، وهو واحد من أهم أنظمة النقل الجماعي السريع اللي بدأ استخدامها في انجلترا سنة 1971، وبعدها بدأ الانتشار عالميًا، وبقى موجود في أكتر من 166 مدينة في العالم، بيسافر بيهم أكتر من 32 مليون مسافر في اليوم، منهم حوالي 19.6 مليون مسافر بيركبوه بشكل يومي في أمريكا، اللي هي صاحبة النصيب الأكبر من المدن اللي فيها نظام الأتوبيس الترددي.
– كمان هو مشهور جدًا في جاكرتا عاصمة إندونيسيا، واللي فيها شبكة كبيرة للأتوبيسات الترددية بطول 251 كيلو متر، وهو برضه نظام نقل موجود في كتير من المدن البرازيلية، وبرضه مشهور جدًا في أسبانيا واللي فيها الرقم القياسي لمتوسط عدد الركاب في الساعة، ومتوسط الفترة بين كل أتوبيس والتاني واللي بيوصل ل 13 ثانية فقط !
– حجم الأتوبيس بيختلف من 50 كرسي لأكتر من 200 كرسي، بالإضافة للأماكن المتاحة للوقوف، ولأنها أتوبيسات كهربائية فبيكون في كل محطة شاشة بتعرض مواعيد وصول الأتوبيسات، وبيخليها قادرة تتصل إلكترونيًا بإشارات المرور، وبالتالي ليها دايمًا أولوية في العبور.
– لكن المعلن عن الأتوبيس المصري إنه الأتوبيس الواحد هتكون سعته 170 راكب، وبمتوسط 4 آلاف راكب في الساعة.
– الأتوبيس الترددي والقطار السريع والمونوريل، كلها مشاريع ضمن منظومة النقل الذكي، واللي لسه هتكبر وفيها مراحل عديدة، وده معناه استخدام التكنولوجيا والاتصالات الحديثة لتحسين مستويات السلامة والإنتاجية والحركة العامة.
– وده بيساهم في سرعة الحركة وتقليل الحوادث وتقليل تلوث البيئة، وتوفير الاتصال المتبادل بين المركبات وبين الأجهزة الموضوعة على جوانب الطرق، وتوفير معلومات عن الطقس والظروف الجوية والبيئية واحتمالات التصادم، وده كله تطور مهم جدًا.
*****
إيه ميزات الأتوبيس ده؟
– في مميزات كتيرة للأتوبيس الكهربائي اللي معروف بالترددي أو (BRT)، أهمها إنه تكلفته أقل بكتير من شبكات مترو الأنفاق، يعني تكلفة 7 كيلومتر من مترو الأنفاق بتساوي تكلفة تنفيذ 425 كيلو متر من طريق أتوبيسات التردد السريع.
– وهو كمان أسهل في تدريب السواقين مقارنة بالسكك الحديدية والمترو، وبالطبع هو مشروع صديق للبيئة لأنه مبيستهلكش بنزين ولا غاز، وبيشتغل بالطاقة النظيفة، عشان يتم تصنيفه ضمن منظومة النقل الذكي.
– وفي المشروع المصري اللي هيتعمل في الدائري، فالأتوبيسات هيتم تخصيص ليها حارات محددة في الدائري ومش مسموح للعربيات إنها تدخل المسار ده، وهيتم منع الميكروباصات من المشي في الطريق الدائري بشكل نهائي، يعني هيتم تقليل العربيات وزيادة سرعة المواصلات بالأتوبيس الكهربائي السريع.
– الأتوبيس هيتعمله 20 محطة في الدائري شغالين بسلالم كهربائية تنقل الركاب من تحت الدائري للمحطة بتاعت الأتوبيس، والعكس، عشان كده شفنا سلالم كتير بتتشال في توسعة الدائري الحالية، وكمان هيتم ربط الأتوبيس بمواقف المحافظات والأقاليم.
– هيبدأ تشغيل الأتوبيس الترددي في النص الأول من سنة 2022 بالتزامن مع منع الميكروباصات من العمل عليه، وإزالة المواقف العشوائية، وطبعًا سبق ده كله عملية التوسعة اللي حصلت للطريق الدائري بأكمله.
*****
المشروع ده تكلفته كام؟
– للأسف مفيش تكلفة واضحة معلنة للمشروع، لكن الأرقام المعلنة لحد دلوقتي لكل مراحل المشروع كانت في البداية 4 مليار جنيه كتعويضات لهدم أكتر من 2000 بيت مطلين على الطريق الدائري، بالإضافة لعملية توسعة 106 كيلو على الطريق الدائري بإضافة مساحات عشان توصل الحارات المرورية لـ 7 حارات، عدًا منطقة المنيب اللي هيزيد فيها عدد الحارات المرورية ل 8 بدل 4 قبل التوسعة، ودي لوحدها تكلفتها 10 مليار جنيه.
– في المقابل تم إلغاء مشاريع تانية كانت في خطة وزارة النقل، زي مشروع خط مترو الأنفاق الخامس “مدينة نصر – الساحل” مرورًا بمناطق هليوبوليس والسواح والخلفاوي، لأن تكلفة المشروع ده أكتر من 62 مليار جنيه، وميقدرش ينقل 80 ألف راكب في الساعة، وبالتالي هنا مشروع الأتوبيس الترددي أفضل بكتير اقتصاديًا.
– كمان تم إلغاء مشروع مد الخط الثالث للمترو من محطة عدلي منصور بالسلام لحد مطار القاهرة، واستبداله بأتوبيس كهربائي بيربط المطار بشبكة مترو الأنفاق بقطار العاصمة الإدارية بتكلفة أقل 70% من المشروع الأول.
*****
إيه اللي ممكن يكون سلبي في المشروع ده؟
– المشروع ده بشكل إجمالي ممتاز جدًا وخطوة تستحق التحية والإشادة، لأنه استثمار صحيح مليون في المية إنه الدولة تطور منظومة النقل الجماعي، وده لما بيحصل فالناس تقدر تروح مشاويرها بشكل أكتر أمان وراحة وسرعة، ويقلل من رغبة الناس إنها تشتري عربيات خاصة طالما في مواصلات عامة مريحة وآدمية وآمنة.
– خاصة لما نعرف إنه أكتر من 74% من المركبات اللي بتمر يوميًا في محافظة القاهرة هي سيارات ملاكي خاصة، وبحسب تقرير لجهاز التعبئة العامة والإحصاء سنة 2020، مصر بقى فيها 4.9 مليون عربية خاصة بدل 2.8 مليون عربية سنة 2010.
– صحيح نسبة العربيات الخاصة هي برضه ضعيفة بالنسبة لعدد السكان، لكن في النهاية طول ما المواصلات سيئة ومبتتحسنش، فالطبقة الوسطى بتلجأ إنها تحط تحويشتها في عربية خاصة تقدر تنقلها بأمان وراحة بدون حاجة لركوب ميكروباصات أو أتوبيسات متهالكة أو مترو زحمة.
– وبالتالي لما الحكومة تقرر تزود وسائل النقل المريحة الكبيرة ده هيساعد أكتر في السرعة والراحة ويقلل الضغط على الطرق بزيادة العربيات الخاصة، ودي نقلة نوعية في تفكير الحكومة بدل التصور الضيق بتاع إنه حل أزمة المرور إننا نوسع الطرق وخلاص.
– لكن التخوف الرئيسي ممكن يبقى من سعر تذاكر الأتوبيس، خاصة لما يتم إسناد عملية التشغيل لشركات أجنبية، لأنه لو كان السعر مبالغ فيه مقارنة بتسعيرة الميكروباصات، فده هيكون أزمة كبيرة جدًا وهتجيب آثار سلبية بدل المطلوب من المشروع.
– في طبعًا سؤال منطقي جدًا عن مصير آلاف الميكروباصات اللي هيتم منعها من المشي على الدائري، واللي هيتضرر من وراها آلاف الأسر من سواقين الميكروباصات وملاك الميكروباصات دي، هل هيتنقلوا للعمل داخل شوارع القاهرة؟ ما هو ده هيسبب زحمة مضاعفة في الشوارع ؟ طيب هل هيتحولوا للنقل بين المحافظات والأقاليم فقط؟ برضه محدش عارف ومفيش إجابة واضحة أو قاطعة من الحكومة في الموضوع ده رغم أهميته.
– دا جزء مهم جداً من التخطيط للمشروع إنه يكون فيه بدائل واحتواء لوسائل النقل القديمة، لكن سمعنا كلام من النائب حسين العقاري عضو لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، حول ما تم تداوله من وضع قوانين مرورية صارمة للسير أعلى الدائري، ومنها منع تواجد الميكروباصات اللي بتؤدى إلى الازدحام المرورى، وقال إن المنع لن يكون تاما، ودا لعدم توافر البدائل حاليا.
– دا هيكون شيء غريب شوية لأن عمل الأتوبيسات بجانب الميكروباصات دي هخلينا في نفس الأزمة والمشكلة، لذلك إتاحة البدائل والحديث عنها لازم يكون جزء من المشروع الكبير لاستيعاب الناس دي وأكل عيشهم.
– ودا كله عشان منتفاجئش بمواقف عشوائية تانية أو خطوط سير غير رسمية للميكروباصات تساهم في عمل زحمة أكتر.
*****
– في النهاية إحنا سعداء جدًا بالتطوير المنتظر في منظومة النقل، زي ما أكيد رغم أي تحفظات فأحنا بنتبسط بتوسعة الطرق والكباري اللي بتسهل حركة المرور، وعاوزين الدولة تتعامل بجدية مع كل الملفات المهمة زي اهتمامها بالطرق الجديدة.
*****