– من ساعات قليلة تم إعلان وفاة الفنان الشاب شادي حبش، داخل سجن طرة، بعد حبسه الاحتياطي بدون محااكمة لأكتر من سنتين!
– شادي هو شاب مهتم بالفن وبالاخراج، اتسجن بسبب اتهامه بإخراج أغنية سياسية ساخرة في مارس 2018 وكان عمره وقتها 20 سنة.
– من وقت ما اتقبض عليه وهو بيتم التجديد ليه باستمرار، بدون تحقيق أو محاكمة أو أوراق أو قضية، وكان حسب كلام اللي بيقابلوه في الزيارات عشمان جدا يخرج في مارس 2020 لما يتم سنتين المدة القانونية للحبس الاحتياطي، لكن كالعادة بسبب ألاعيب قانونية فضل مسجون، وزاد عليها كمان منع الزيارات تماما لكل السجون من وقت بدء وباء كورونا.
– التهم الموجهة لشادي الله يرحمه كانت نفس الكلام المكرر “الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة”، وزاد عليهم المرة دي، إساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وازدراء الأديان، وإهانة المؤسسة العسكرية!
– لحد دلوقتي مفيش أي تفاصيل معروفة عن سبب الوفاة بالظبط، لكن الأخبار القليلة المتداولة بتقول ان زمايله اللي معاه في الزنزانة حاولوا يستنجدوا لتقديم المساعدة الطبية ليه لكن محصلش استجابة سريعة.
– الخبر منشور من الصبح وكل أقاربه وأصدقاؤه بيكتبوا، ومفيش أي وسيلة اعلام مصرية نشرت كلمة واحدة، ومفيش أي بيان رسمي من أي جهة.
*****
رسايل شادي الأخيرة كلها كانت مليئة بالألم من انه اتنسى في السجن، ده جزء من رسالته الأخيرة في شهر أكتوبر اللي فات، واللي واجبنا كلنا نقراها ونحس بيها:
“السجن مابيموتش بس الوحدة بتموت، أنا محتاج دعمكم عشان ماموتش. في السنتين اللي فاتو أنا حاولت أقاوم كل اللي بيحصلي لوحدي عشان أخرج لكم نفس الشخص اللي تعرفوه بس مبقتش قادر خلاص.
مفهوم المقاومة في السجن: إنك بتقاوم نفسك و بتحافظ عليها وعلى إنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفوا و بتعيشوا كل يوم، وأبسطها إانك تتجنن أو تموت بالبطيء، لكونك مرمي في أوضه بقالك سنتين ومنسي و مش عارف هتخرج منها امتى؟ أو ازاي؟ والنتيجة إني لسه في السجن وكل 45 يوما بنزل عند قاضي وبتكون نفس النتيجة: تجديد 45 يوما من غير حتى ما يبص لي أو يبص لورق القضية..”
“محتاج لدعمكم محتاج تفكروهم إني لسه محبوس وإنهم ناسيني وإني بموت ببطء كل يوم لمجرد إني لوحدي قدام كل ده إني عارف إن لي أصحاب كتير بيحبوني و خايفين يكتبوا عني أو فاكرين أني هخرج من غير دعمهم لي. أنا محتاج لكم و محتاج لدعمكم”
*****
– حقك تتفق أو تختلف مع أغنية “بلحة” اللي غناها المطرب المقيم حاليا خارج مصر رامي عصام، تحب أو تكره النوع ده من الخطاب، لكنها تفضل مجرد أغنية وناس كتير مسمعتش أبدا عنها أصلا، وسهل الرد عليها بكل أشكال الإعلام والأغاني، أو حتى على أسوأ الظروف لو فعلا فيه جريمة قانونية، مع إننا بنشوف الشخصيات العامة بأكبر دول العالم وارد تتعرض للسخرية، فالحساب يتم عبر المحاكمة مش حبس كل اللي شارك فيها لحد ما يموت، أو حتى حبس ناس مشاركتش خالص!
اللي اتعرضوا للسجن بسبب قصة الأغنية دي:
1- شادي حبش: المخرج، اتسجن حتى الموت.
2- مصطفى جمال: شاب شغله في مجال السوشيال ميديا بيتعامل مع فنانين كتير، ومرة في 2015 عمل توثيق لصفحة رامي على الفيس بوك، يعني قبل الأغنية ب 3 سنين، وميعرفش عنه حاجة من وقتها لدرجة لما اتقبض عليه مكانش يعرف اي حاجة عنها. لسه مسجون لحد دلوقتي!
3- جلال البحيري: شاعر غنائي كتب الأغنية اتحاكم عسكريا وصدر ضده حكم بالسجن 3 سنوات.
4- أسامة الهادي: ممثل ومغني شاب، ملوش اي علاقة بالسياسة، كان قبل سنوات قدم مساعدة فنية لصفحة رامي عصام وملوش اي علاقة بالأغنية طبعا. اتسجن 7 شهور وخرج.
5- رامي صدقي: عازف جيتار كان مرة اتعاون مع رامي عصام قبل سنوات، وكان انفصل عنه تماما وبيعزف مع شارموفرز وملوش أي علاقة بيه ولا بالأغنية، واتسجن لفترة طويلة برضه.
6- محمد عبدالباسط: دي أغرب قصة فيهم. شاب يعمل في الكويت اتقبض عليه لإن مصري في الكويت بلغ عنه انه بيسمع اغنية بلحة، فاترحل وفي مصر اتقبض عليه برضه بتهم “الإنضمام إلي جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة” واتسجن لشهور طويلة.
*****
– هل المسؤول عن حبس الشباب دي، ووفاة شاب زي شادي عنده 22 سنة بس ضميره مرتاح دلوقتي؟ هل كده اتحققت “هيبة الدولة”؟
– وللمستقبل هل كارثة وفاة شادي ممكن تخلي السلطة تراجع الملف ده كله بشكل عقلاني، وتبدأ تفرج عن آلاف السجناء المظلومين واللي معرضين لنفس مصير شادي خاصة في وقت الكورونا؟
– كل العزاء لأسرة وأصدقاء شادي ربنا يرحمه، ونتمنى يكون آخر قصة مؤلمة نسمعها من داخل السجون.