– في ٢٦ فبراير ٢٠١٦ قبل ٤ سنوات نشرنا أول بوست في صفحتنا بنعرف الناس بفكرتنا ومش عارفين ردود الفعل وايه اللي هيحصل، وفي ٢٧ فبراير بعد يوم واحد كان من أول الرسائل اللي وصلت الصفحة على الإطلاق رسالة من شخص اسمه أحمد بدوي بيكلمنا بحماس انه مبسوط بالفكرة ويحب يشارك بأي حاجة يقدمها، وبيطرح أفكار عملية مفيدة.
– طلبنا منه يعرفنا بنفسه ويقولنا إيه مجالات خبرته ففوجئنا بمؤهلاته العلمية الكبيرة اللي بيشرحها بكل تواضع:
“يشرفني طبعا المساهمة ولو بقدر متواضع في هذه المبادرة القيمة. انا مش بافهم في حاجات كتيرة. رسالة الدكتوراه كانت عن تطور الديموقراطية في الولايات المتحدة كبنية فوقية لتطور الراسمالية هناك، وتحليل لآليات نشر دعم الديموقراطية في الخارج منذ فترة رئاسه ريجان وحتي نهاية فترة رئاسة بوش الابن الثانية.
أيضا عملت كباحث لمدة عشر سنوات علي موضوع الصراع العربي الاسرائيلي.
وحاليا اعمل علي مشروع بحثي مهتم بمعرفة اسباب فشل الدولة في الجمهوريات العربية.
كممارس، عندي بعض الخبرة كميسر في مجال التخطيط الاستراتيجي وفض النزاع، وهذا يتضمن تصميم وادارة عمليات الحوار التشاركية. هذه هي المجالات التي افهم فيها بعض الشئ. مرة اخري، شكرا جزيلا علي مبادرتكم الهامة، وبالتوفيق دائما ان شاء الله”
*****
– من الوقت ده بدأ تواصلنا مع الدكتور أحمد وكان ليه مساهمات بأفكار قيمة جدا ساهمت في تشكيل خط الصفحة كان أحد الجنود المجهولين خلفها، كان من آخرها أفكاره المتعلقة بالتفاعل مع قائمة المطالب الإصلاحية بوقت مظاهرات سبتمبر الماضي.
– ورغم ان الدكتور أحمد كان يعاني من مشاكل صحية منها الفشل الكلوي لسنوات طويلة، ورغم سنه وقيمته العلمية وانه بقاله كتير بالخارج كان أي حد مكانه سهل يركز في شغله وصحته، لكن هوا لإنه كان فعلا بيحب بلده من كل قلبه بجد مش شعارات، كان لا يتوقف أبدا عن العمل الإيجابي على كل المستويات الثقافية والسياسية، سواء في ظهوره الإعلامي بقنوات مختلفة كلها خارج مصر للأسف لأن ملوش مكان في إعلام بلده، أو بكتاباته، أو بنشاطه على صفحته على فيسبوك، أو تواصله المباشر مع عدد كبير من القوى السياسية والشباب بكل تواضع وذوق.
– الدكتور أحمد كان بيكرر دايما انه مؤمن بإننا المصريين نقدر نتحاور بكل أطيافنا، وصمم هوا شخصيا يطبق ده في حياته، كان بيتكلم مع مؤيدين للنظام الحالي ومعارضين له، ولا يبخل بنصيحة مخلصة من واقع خبرته لأي طرف يطلبها، وقادر يميز بوضوح بين اختلافه مع النظام الحالي في ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل خاص وبين دعمه لبلده في ملفات وطنية زي أزمة سد النهضة وغيرها.
– للأسف الشديد في الفترة الأخيرة كان الدكتور أحمد قلقان ينزل مصر رغم أنه مفيش عليه أي تهم أو ملاحقات قانونية، وخطابه دايما هادي جدا وسلمي جدا، لكن حملة الاعتقالات للقوى السياسية الأخيرة كانت مثار قلق كبير له.
– من حوالي شهرين الدكتور أحمد أجرى عملية جراحية وفضل في المستشفى من وقتها لحد ما توفي امبارح الاثنين بعد حياة نشر فيها الخير والعلم لكل من حوله.
– كل العزاء لأسرة الدكتور أحمد ولمحبيه وأصدقائه وتلاميذه، ونتمنى كلنا يكون من وفائنا للدكتور أحمد بدوي نتكلم عن سيرته العطرة، ونتعلم من حياته ونمشي على خطاه.