– في الفترة الأخيرة، عدد من أسر مدينة العريش في محافظة شمال سيناء بيواجهوا مصير مجهول بعد حديث المحافظة عن احتمالية إزالة منازلهم أو أجزاء منها، في إطار مخطط لتطوير طرق المدينة.
– بعد ما الأهالي احتجوا وعلقوا يفط على بيوتهم، حصل تواصل مع نقابة مهندسي العريش اللي قدموا تصور بديل للتطوير، بيخلي الإزالات تقتصر على بعض المباني الحكومية فقط بدون أي بيوت.
– النهاردة الجمعة المحافظ قال في بيان رسمي انه تم الاتفاق على ضرورة التوصل لتفاهم حول تطوير المحاور بين لجنة نقابة مهندسي العريش وبين استشاريين المشروع، وانه هيتم استمرار التواصل بينهم ودراسة المقترحات المقدمة ورفعها للجهات المعنية، وده تطور إيجابي نتمنى يوصل لحل نهائي لصالح المواطنين.
إيه بيحصل في العريش؟ وليه مسبب خوف للأهالي؟ وإزاي الحكومة بتتعامل مع الموضوع؟ ده اللي هنتابعه في البوست ده.
*****
إيه اللي بيحصل في العريش؟
– أواخر شهر فبراير اللي فات، فوجئ أهالي أحد الشوارع الرئيسية (شارع الفاتح المطل على البحر) بموظفين تابعين للمحافظة معاهم أجهزة رفع مساحي، وبيرقموا عدد من البيوت على جانبي الشارعين. عرفوا لاحقا إن الأرقام دي هى عدد الأمتار المطلوب استقطاعها من كل بيت لتوسعة الشارع.
– حسب حديث المحافظ في إذاعة شمال سيناء، رئيس الجمهورية بنفسه هو صاحب فكرة تطوير المدينة، وإنشاء المحاور، وهو اللي حدد عدد الحارات المرورية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة هي اللي عملت المخطط.
– المحافظ قال أيضا إن الهيئة الهندسية هتنفذ الخطة بتكلفة 500 مليون جنيه، وهتعمل ثلاثة محاور طولية موازية للبحر، واحد منهم في شارع الفاتح على ساحل البحر وآخر في شارع الجيش بوسط المدينة، والأخير هو الطريق الدائري جنوب مدينة العريش. كلام المحافظ عن التفاصيل دي كان محاولة لتصوير الأمر على إنه أوامر جاية من فوق ولا بد من تنفيذها.
– لكن الأهالي اعترضوا على المخطط ده، وعلقوا لافتات على منازلهم، مكتوب عليها لا للإزالات، وكتبوا على السوشيال ميديا يطالبوا بإقالة المحافظ.
*****
ليه الأهالي رافضين المخطط ده؟
– عشان مش بيطرح بديل مناسب لهدم المنازل، وكان واضح إن فيه تصميم على تنفيذه، ومافيش مرونة كبيرة أو تجاوب مع مقترحات الأهالي، خصوصا ان العريش مفيهاش عدد ضخم من العربيات يخلي لازم الاتساع الكبير لعدد الحارات ده.
– كمان التعويضات المقترحة غير مناسبة للسكان، وتضعهم قدام حل من اتنين:
1- ياخدوا شقق بديل في شقق الإسكان الاجتماعي، ودي موجودة في أماكن بعيدة وعلى أطراف المدينة ومش مسكونة.
2- ياخدوا تعويض مادي ويدوروا على سكن بديل بنفسهم، والحل ده مشكلته إنه التعويضات قد لا تكفي لشراء مساكن بديلة، أو قد يضطر السكان اللي هيضطروا يتركوا بيوتهم في أماكن مميزة، للبحث في أماكن أخرى خارج العريش.
– فيه مشكلة أخرى متعلقة لو مثلا فيه بيت عيلة من أكتر من شقة “عمارة”، مالك العمارة السكنية دي هيُدرج بمفرده ضمن فئة المُلاَّك، وهيختار بين التعويض أو تخصيص شقة، أما أبناءه المتزوجين المقيمين في شقق داخل نفس العمارة هيتعاملوا معاملة المستأجرين، ودا شيء آخر استدعى غضب الأهالي.
*****
إزاي المسؤولين بيتعاملوا مع المخاوف دي؟
– التعامل الحكومي متخبط مع الملف ده، أحيانا بيوعد بتعديل بعض التفاصيل المعلنة من الخطة، وأوقات بيضغط على الناس عشان يوافقوا عليها.
– بعد أيام من اعتراض السكان على إزالة السكان، تم دعوة عدد قليل من السكان اجتماع في ديوان المحافظة، مع المحافظ محمد عبد الفضيل شوشة، ونواب وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب عن شمال سيناء، وبدأ المسؤولين بعرض مخطط توسعة الشوارع، لكنهم لم يسمحوا لأي من الأهالي بكتابة أي ملاحظة أو معلومات.
– حسب اللي حضروا، الاجتماع كان محاولة لفرض الأمر الواقع بالصوت العالي وبقوة الدولة، وفكرة الحلول البديلة ماكنتش حاضرة.
– موقع مدى مصر نقل عن أحد الحضور، إنه غادر الاجتماع بسبب الأسلوب ده، بعد ما قال للمحافظ إنه من سنة 2013 وهو بيشتغل برا العريش، ولما الأوضاع الأمنية بقت أفضل، بيته معرض للإزالة، فرد عليه عضو مجلس الشيوخ فايز أبو حرب “خد تعويضك، وارجع اشتغل برّه تاني”!
*****
– فيه تصريحات أخرى للمحافظ، بيقول إنه تم تقليل عدد البيوت اللي هيتم إزالتها لنحو 50 بيت، بدل من من 228 بيت، وإن الطريق هيشمل 3 حارات فقط لكل اتجاه، بدل من 4 حارات، وقال إنه بيتم دراسة البدائل لتقليل الآثار دي.
– في المقابل، في حالة فقدان ثقة من الناس في السلطات التنفيذية، وبعضهم كان بيقول إن المحافظة هتنفذ المخطط أيا كان رأيهم فيه، لكن بيحاولوا بيلاقوا مقترحات وحلول، زي الاستعانة بنقابة المهندسين في شمال سيناء لعمل مخططات بديلة.
– اللجنه اللي شكلها نقيب المهندسين أمين جودة قدمت مخطط يتضمن عمل المحاور لكن مع تقليل عدد الحارات وتقليل مساحة الأرصفة، بحيث الازالات التي ستتم ستكون لمنشآت حكومية فقط من بينها مبنى شرطة السياحه ومسجد الخلفاء.
– ومن المفترض لو صدقت التصريحات الايجابية للمحافظ ان ده يكون الحل للمشكلة.
*****
مخاوف من احتمال هدم بيوت تانية
– الطرق الطولية التلاتة مش السبب الوحيد لتخوف أهالي العريش، فحسب كلام المحافظ فيه 3 محاور أخرى عمودية على البحر هتقطع المدينة بالعرض، هيتم إنشاؤها في مرحلة لاحقة.
– بالإضافة لده، خطة تطوير ميناء العريش، شرق المدينة، هتتسبب في إزالة مساحات كبيرة من الأحياء الشرقية، وكل ده بيهدد الكتلة السكانية وشكل المدينة المعروف طول السنوات اللي فاتت.
– بالتزامن مع اللي بيحصل في العريش، أهالي الشيخ زويد عندهم تخوف من حصول نفس الأمر في مدينتهم، الواقعة على بعد نص ساعة من العريش.
– موقع مدى مصر نقل عن مصدر محلي ومصادر قريبة من شركة المقاولات اللي بتشتغل في المحافظة، إن فيه 3 طرق هتتنفذ في الشيخ زويد، بنفس الطريقة، واحد منهم في شمال المدينة بمحاذاة البحر، والثاني بيمر من وسط المدينة وممكن يتسبب في إزالة جزء من الكتلة السكنية الموجودة هناك، والطريق الثالث هيكون موازي للطريقين في جنوب المدينة.
– لكن محافظ العريش نفى في بيان النهاردة وجود نية لانشاء محاور مشابهة في الشيخ زويد، وقال ان كل اللي بيحصل حاليا هوا إعادة لتأهيل شوارع المدينة ورفع كفاءتها لصالح المواطنين.
*****
– بشكل عام في كل المشاريع الشبيهة محتاجين فيه حوار مجتمعي حقيقي مع السكان قبل إقرار الخطة دي، أو أي خطة ممكن تأثر على حياة السكان بشكل من الأشكال، والبحث عن حلول بديلة مرنة تسمح بالتطوير المطلوب، مع إبقاء السكان في مناطقهم أو تقليل الأضرار لأقل حد ممكن مع تعويضات مناسبة لظروف كل حالة.
– وفوق كدة سيناء بالذات ليها وضع خاص جدا بسبب اللي عاناه الأهالي في الحرب على الإرهاب، بيزود أهمية التعامل ده.
– كان فيه تصريحات ايجابية للمحافظ أيضا إنه لن يتم تنفيذ المخطط إلا بعد الوصول إلى حلول ترضى الجميع في جميع المناطق الخاضعة للتطوير، وأكد عدم ترك أحد لمكانه إلا بعد حصوله على البديل والتعويض المناسب، ونتمنى فعلا المحافظ والدولة تتمسك بهذا الكلام حتى النهاية بلا تهديد أو تجاهل لمخاوف الناس.
– من وقت قصير، أشدنا بتجربة تطوير مصر التاريخية، وبالحوار المجتمعي اللي عمله رئيس الوزراء، ورسائل الطمأنة اللي أصدرها للسكان على بيوتهم وأنشطتهم التجارية، والتأكيد على تعويض المتضررين بشكل عادل.
– الهدف من التطوير في أي مكان هو تسهيل حياة الناس، وبالتأكيد ده مش هيحصل من غير سماع رأيهم في اللي معمول أصلا لصالحهم.
*****