– خلال اليومين اللي فاتوا انتشر فيديو لمحافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار أثناء المرور في جولة تفقدية قبل بدء الدراسة في مدرسة عمر مكرم، مركز دكرنس محافظة الدقهلية.
– في الفيديو بيتكلم مع مديرة المدرسة وبيطلب منها أنها تخلع شباك ألوميتال وتنضفة، والطريقة اللي اتكلم بيها المديرة اعتبرتها اهانة وناس كتير تضامنوا معاها.
– النهاردة حنشوف ايه القصة؟ والاهم حنشوف إزاي ممكن أداء المحافظين يطور فعلا في تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين سواء في الصحة أو التعليم أو أي خدمة؟
*****
– بحسب رواية المحافظ فهو كان بيقوم بجولة مفاجئة ودخل المدرسة لقي أنه المديرة محولة أحد فصول كي جي 1 لمكتب للمديرة، وقالت للمحافظ أنه ده بسبب أنه الفصل مبيدخلوش إضاءة جيدة من الشمس.
– المحافظ قالها في الفيديو أنه ” ده بسبب أنه الشباك اللي مش نضيف ” وطلب منها أنهم ينضفوا الشباك ويخلوا الدور الأول فصل لكي جي 1 والإدارة في الدور الثاني. وكمل أنه طلب من المديرة أنها تخلع الشباك زي ما هو عمل وقال لها حرفيا ” أومال بتنضفي في البيت إزاي “
– المديرة كان تبريرها أمام المحافظ في الفيديو أنه معندهاش عمال للتنضيف، لكن المحافظ بعد كده في مكالمة مع عمرو أديب قال أنه المفترض أنه المديرة تبلغ المديرية أنها محتاجة عمال نضافة.
– طبعا الطريقة اللي أتكلم بيها المحافظ أثارت استياء ناس كثيرة خاصة أنه تعامل مع المديرة بشيء من التعالي كان واضح في نبرة صوته وطريقة كلامة، وده خلي المديرة تظهر لاحقا في فيديو بتشتكي من الطريقة المهينة دي في التعامل وبتطالب برد اعتبارها خاصة أنها في التعليم من 30 سنة.
– السيدة كريمة محمود مديرة المدرسة هي معلمة مثالية في وزارة التربية والتعليم بحسب كلامها ومدربة علي المناهج الجديدة في الوزارة.
*****
هل اللي عمله المحافظ صح ولا غلط ؟
– خلينا نتفق في الأول أنه جزء من دور المحافظين هو متابعة الخدمات اللي بتتقدم للمواطنين ومتابعة إلتزام الإدارات المختلفة بتقديم خدمة جيدة للمواطنين.
– كمان خلينا نتفق مع كلام المحافظ أنه مينفعش نستخدم فصل لكي جي 1 كمكتب للمديرة، في ظل أنه ممكن يكون فصل فعلا خاصة أنه كثافة الفصول في المدرسة دي مرتفعة جدا بحسب كلام السيدة كريمة محمود مديرة المدرسة ” كثافة الفصول كانت 20 لما استلمت المدرسة دلوقتي بقت 70 طفل “
– لكن المشكلة الحقيقية في المشهد اللي حصل، كان ممكن المحافظ يمر في جولة تفقدية بدون أي تصوير، وبالتالي الفيديو مكنش حيطلع بالشكل ده والمديرة مكنتش هتتعرض للإهانة بالشكل ده.
– لكن المحافظ، خلي الجولة يتم تصويرها في مشهد سينمائي الغرض منه الشو أكثر من أي حاجة، وأنه المحافظ يبان أنه بيعمل شغله، والطريقة دي في الإدارة عمرها ما حتحل المشاكل.
– بعد تحويل المديرة للتحقيق أو حتي رفدها متمش حل المشكلة، يعني لم تنخفض كثافة الفصول ل20 طفل مثلا بدل ما هي دلوقتي حوالي 70 في الفصل، ومحدش يضمن حتي أنه اللي عمله المحافظ هيخلي الموظفين والمدرسين كل واحد منهم ينضف الشبابيك كل يوم لأنه ده مش جزء من عملهم.
– كان ممكن المحافظ بشكل ما يستخدم الطرق القانونية ويطلب من مديرية التربية والتعليم التحقيق مع المديرة أو غيرها من الموظفين في المدرسة عشان يعرف فين التقصير الحقيقي ؟ هل فعلا المدرسة معندهاش عمال نظافة زي ما المديرة قالت ؟ ولا في ومش بيجوا ومش بيعملوا شغلهم ؟ كل ده كان ممكن يحصل بدون أي إهانة لأي موظف لأنه مش من حق المحافظ إهانة أي موظف في الدولة ومش من حق أي شخص إهانة أي شخص أخر لأنه المفترض أننا دولة قانون كله لازم ياخد حقة بالقانون من خلال المؤسسات مش بالشو.
*****
هل دي مشاكل التعليم في مصر ؟
– مهم طبعا قيام المحافظين وغيرهم من المسؤولين بأدوار الرقابة علي الموظفين في المدراس والمستشفيات وغيرها، لكن الاعتقاد أنه سوء أداء الموظفين ده هو المشكلة الوحيدة في التعليم في مصر هو اعتقاد خاطئ ومختزل للمشكلة بشكل كبير جدا وعمره ما حيساعدنا أننا نحل مشاكل التعليم.
– أول مشكلة حقيقة من مشاكل التعليم هو ضعف الانفاق فيها 22 مليون طالب، وبتنفق الدولة على التعليم الأساسي حوالي 132 مليار جنيه بحسب موازنة 19 -20، لكن أغلب الانفاق ده حوالي 80 % بيروح لفاتورة الأجور الكبيرة في الوزارة، واللي علي الرغم من تدني أجور المعلمين في مصر إلا أنها فاتورة كبيرة.
– ده لانه 61 % إجمالي ال 1.3 مليون اللي شغالين في الوزارة هما مدرسين بس،يعني تقريبا 40 % من اللي شغالين في الوزارة هما إدرايين مش معلمين.
– توزيع الإنفاق على التعليم نفسه فيه مشكلة، هنلاقي مثلا إن المرحلة الابتدائية نصيبها أقل في نسب الإنفاق. في حين معظم الدراسات العلمية بتأكد على أهمية الإنفاق في المراحل المبكرة لأن دي المرحلة اللي بتأسس لكل المراحل التالية.
– المشكلة التانية غير مشكلة الانفاق هي مشكلة المناهج، واللي رغم التطور اللي حصل فيها الفترة اللي فاتت مازالت مشكلة وهي سبب رئيسي لتدني جودة التعليم فى مصر، لإن المناهج بتقوم على الحفظ والتلقين بدل الفهم وتنمية مهارات الإبداع والتواصل عند الطلاب. سوء تصميم المناهج بشكل كبير هو اللى بيخلي الطلاب بعد أكثر من 12 أو 16 سنة في التعليم غير مؤهلين لسوق العمل.
– ده بيخلي الطلاب المصريين من أقل النسب في التحصيل الدراسي في العالم. وبحسب دراسة للدكتورة هانيا صبحي خبيرة التعليم المصرية، واللى استندت فيها على أرقام رسمية، فحوالي نص الطلاب المصريين بيفشلوا فى اختبارات مادة العلوم والرياضة بالمعايير العالمية، وحوالي نصهم في الصف الثالث والرابع الإبتدائي بيفشل فى اختبارات اللغة العربية والقراءة والكتابة.
– لازم نعرف أنه مشاكل التعليم فى مصر معقدة وكتير ومتداخلة جدا، ومتطلبات إصلاحها مش سهلة أكيد، وعشان كده لازم يحصل نقاش مجتمعي حواليها، لأنه ده ملف يهم المصريين كلهم وعشان نغير في التعليم أو نحط نظام جديد لازم الناس تشارك في قرارات التغيير عشان تثق في المنظومة الجديدة. طبعا الناس دي منهم الخبراء والمتخصصين اللي هيكتبوا أفكارهم ودراساتهم وينشروها من خلال الإعلام.
– كل ده يخلينا نرجع للمشهد بتاع المحافظ ونفكر، هل اللي عمله المحافظ مفيد جدا، وحيضمن تحسن وجودة العملية التعليمية ؟ ولا المشهد واللقطة أهم من أننا ندور علي حلول مستدامة لأزمة التعليم في مصر.
– نتمني من محافظ الدقهلية وكل المحافظين وكل المسئولين في البلد أنهم يبتعدوا عن اللقطة، ويفكروا بشكل مستدام أخر في إصلاح المشاكل ويتعاملوا مع الموظفين علي أنهم شركاء في الإصلاح مش مرؤسين ليهم مفيش مشكلة في إهانتهم.
*****