في الفترة الأخيرة بنشوف زيادة في أعداد إصابات ووفيات كورونا حوالينا وفي الأرقام الرسمية، وده ضمن تحذيرات من تصاعد الموجة التانية.
– لكن الأرقام بدأت تكشف وضع عجيب جدا، هوا ارتفاع ضخم في نسبة الوفيات بالنسبة لاجمالي الحالات، وصلت إلى 9٪، بينما النسبة العالمية بتدور حول 2٪.
– موقع مدى مصر نشر تقرير مطول هنلخصه هنا، وخلاصته اننا مش بس بنواجه ارتفاع عام في الحالات والوفيات، لكن كمان بسبب سياسة ممنهجة لخفض أعداد المسحات فنسبة اللي بيتشخصوا قليلة جدا.
*****
إيه وضع الوفيات بسبب كورونا في مصر؟
– مصر سجلت أقصى عدد من الإصابات اليومية بكورونا في شهر يونيو اللي فات، وبعدها أعداد الإصابات الجديدة بدأت تقل في فترة الصيف، لحد ما وصلت لحوالي 100 حالة في اليوم، قبل ما ترجع تزيد مرة تانية.
– اللي كان واضح جدا في فترة الصيف دي، إن نسبة الوفيات مقارنة بعدد الإصابات بسبب الفيروس كان بيرتفع.
– بشكل عام نسبة وفيات كورونا في مصر 5.79% من إجمالي الإصابات، وده أكتر من ضعف المعدل العالمي اللي يقدر ب2.36%.
-بشكل أكثر تفصيلا، نسبة الوفيات من بداية الوباء لحد آخر شهر يونيو كانت 4.32%.
– من أول يوليو لحد آخر نوفمبر (فترة انخفاض الإصابات اليومية) وصلت النسبة 8% ، في الوقت اللي المعدل العالمي وقتها 1.8%.
– من أول أغسطس حتى نهاية نوفمبر، المعدل تجاوز 9%.
****
ايه تفسير ده؟
– مافيش أسباب طبية ممكن نقول إنها سبب ارتفاع نسبة الوفيات، خصوصا إن الضغط على المستشفيات كان قل في فترة الصيف، غير إن المستشفيات الخاصة كانت بدأت تستقبل مصابي كورونا، والمفروض ان ده خفف الضغط على مستشفيات الحكومة.
– السر يعود لاستراتيجية الحكومة في في تقليص اختبارات PCR (المسحة) وهي الاختبار الوحيد اللي بيتم الاعتراف بتسجيل المصابين المتشخصين بيه، بينما اللي بيتشخصوا بالأعراض أو بالاختبار السريع مش بيتسجلوا.
– كمان المعلومات اللي عندنا عن عدد المسحات اللي بتقوم بيها الوزراة معلومات شحيحة جدا، والمسؤولين أعلنوا في مرات نادرة عن عدد الاختبارات اللي بيتم إجرائها يوميا. قبل أسابيع، مديرة إدارة المعامل المركزية بالوزارة نانسي الجندي، قالت المعامل تستقبل 3500 مسحة يوميًا. وفي مايو الماضي، قالت العدد 4000 مسحة يوميًا.ده معناه ان العدد ماتغيرش كتير خلال الشهور الماضية
البيانات اللي مصر بترفعها لمنظمة الصحة العالمية ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز بتقول إن مصر تجري 953 اختبارًا لكل 100 ألف نسمة، وده معدل منخفض جدا، حتى لو قارناه بالدول المجاورة مش بالمعدلات العالمية.
مثلا معدل الاختبارات في الأردن أكتر من 20 ألف لكل 100 ألف نسمة، وفي العراق 7554، وفي ليبيا 5421.
*****
ازاي القيود الشديدة على المسحات جزء من سياسة متعمدة؟
– بروتوكول وزارة الصحة بيقول إن الطبيب بياخد مسحة من المريض لو كان لديه أعراض خفيفة أو شديدة أو كان العزل المنزلي مستحيل بالنسبة له.
– لكن في الواقع كان ده بيتطبق بشكل مختلف بعد ما عدد المصابين تخطى ألف مريض يوميا، حسب ما حكى 4 أطباء من مستشفيات مختلفة مع مدى مصر.
– الأطباء بيقولوا إن من أول يوم لانتشار الفيروس الوزارة وجهت بتوفير المسحات قدر المستطاع، وإن الاخبار كان مقتصر على المرضي اللي عندهم التهاب رئوي وأعراض فشل تنفسي، وكان بيتعمل بدالها تحاليل وأشاعات تساعد في التشخيص.
– بيقولو أيضا لما المريض بيدخل غرفة الترصد بالمستشفى، الطبيب بيسجل الأعراض اللي بيشكي منها، ويطلب عمل صورة دم وأشعة عادية على الصدر.
– لو الفحوصات دي أظهرت أدلة على إصابة المريض بكورونا، زي انخفاض في عدد كرات الدم البيضاء أو إشارات التهاب رئوي في الأشعة، الطييب يوصى بعمل مسحة PCR له، لكن اولا لازم يوافق طبيب باطنة آخر على التوصية دي، وممكن يطلب إجراء أشعة مقطعية له على الصدر قبلما يقرر أخذ المسحة.
– بعد أخذ المسحة، يتم إرسالها للمعامل المركزية لوزارة الصحة، والمعامل بتبلغ بيانات الحالة والأشعة والتحاليل المرتبطة بيها لغرفة الطوارئ والأزمات بمديرية الصحة.
– أي حالة لا تسجل بيانها الغرفة المركزية التابعة لوزارة الصحة لا تدخل الحصر الرسمي، حتى لو عملت مسحة PCR في مستشفى جامعي زي مستشفي عين شمس التخصصي، أو مستشفيات القوات المسلحة، أو أحد المراكز الخاصة المسموح لها بإجراء المسحات.
– مسؤول سابق في وزارة الصحة وأستاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس بيقول إن المريض لو عمل مسحة في مستشفى جامعة عين شمس وكانت نتيجته إيجابية وكلم الخط الساخن رقم 105 التابع لوزارة الصحة للحصول على رعاية، لا يتعرف بالنتيجة وتطلب إعادة المسحة في المعامل المركزية.
– أيضا مسؤول سابق في قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، يقدر عدد الحالات المسجلة من قبل الوزارة بخُمس الحالات الموجودة في الواقع على أحسن تقدير.
*****
ليه الحكومة بتعمل كدا؟
– مصدر دبلوماسي قال لمدى مصر إن السلطات بتحاول تحافظ على صورة إن الوضع آمن لاجتذاب المزيد من الاستثمارات والسياحة. لكن الرغبة دي تسببت في ارتفاع هائل لنسب الوفيات، وده في حد ذاته بيهدد آمال الحكومة.
– لكن إيه اللي هيحصل لو توسعنا في الاختبارات؟ هيكون عدد الإصابات المكتشفة أكبر، لكن على الأرجح نسبة الوفيات مقارنة بإجمالي أعداد المصابين هتنخفض.
– مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي صنف مصر كدولة بها وضع مرتفع الخطورة للفيروس، رغم ان الأرقام الرسمية مش خطيرة ولا حاجة، وبالتالي واضح ان الجهات اللي مهتمين بتصدير الصورة دي ليها مش واخدها بتصديق كامل.
*****
– اللي يهمنا فعلا كأولوية هوا صحة وحياة المصريين، واحنا شفنا في وقت لما مصر وصلت (الذورة) كان كل الناس حاسة بالوباء حواليها، وشفنا المستشفيات مفيهاش أي أماكن، بعدها فعلا الأرقام انخفضت جدا، دلوقتي مع عودة الارتفاع وبدأنا نلاحظ تاني زيادة الوفيات والاصابات حوالينا ومنهم ناس مشاهير.
– الحكومة مفروض تعمل واجبها والخطوات معروفة، على رأسها التوسع في الاختبارات، وتوفير أماكن العزل لغير المتاح لهم العزل المنزلي، وتوفير أدوات الوقاية للطواقم الطبية، توفير المزيد من غرف العناية المركزة.
– الكلام ده محسوم عالميا. معاهد الصحة الوطنية الأمريكية بتقول مثلا إن اختبار كل الناس سواء عندهم أعراض أو لا، أو من يحتمل تعرضهم للفيروس، سيمنع انتشار المرض .. ده منطقي لإن لو شخص ظهرت نتيجة اختباره وكانت إيجابية في مرحلة مبكرة يقدر يعزل نفسه، وده هيقلص احتمالات نقله العدوى لآخرين، وكمان هيسمح لهم بالحصول على العلاج مبكرًا، وده ممكن يقلل من حدة المرض أو خطر الموت.
– بعيد عن دور الحكومة مهم جدا دورنا احنا كمواطنين، الحكومة مش هيا اللي هتخليك تلبس أو تقلع الماسك، أو تلتزم بالتباعد الاجتماعي ومتروحش مثلا فرح زحمة. وللأسف ناس كتير بتتعامل ان خلاص الكورونا خلصت ومش راجعة، وده مش صحيح ودلوقتي تحديدا وقت اننا كلنا نفكر بعض بأهمية العودة لاجراءات الوقاية عشان نعدي كلنا سوا الوقت الصعب اللي نأمل مع الاخبار الايجابية عن اللقاح يكون العالم قرب ينتهي من هذه المأساة.
*****