Categories: شئون عربية

“لا تفاوض مع مزورين”.. ثورة الجزائر مستمرة ضد رجال بوتفليقة **

– أول امبارح الجمعة اتملت الشوارع الجزائرية بالمظاهرات المستمرة للأسبوع الـ18، وبتطالب من تاني برحيل رموز نظام بوتفليقة، وعلى رأسهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، ومحاسبة الفاسدين، وتحقيق مطالب الحراك.

– ونتيجة للحراك المستمر، تابعنا من أيام القبض على عبد المالك سلال وأحمد أويحي، آخر اتنين شغلوا منصب رئاسة الوزراء في عهد بوتفليقة. ده بيحصل في إطار التحقيق مع رجال أعمال ومقربين من بوتفليقة، على رأسهم أخوه سعيد بوتفليقة. بس كل ده مكنش كافي لإقناع الثوار بإن محاسبة رموز النظام السابق هتفضل مستمرة، وده لأن لسه في كتير من الرموز دول في مناصبهم.

وعشان كده مهم نتعرف في البوست على أسباب تأجيل الانتخابات واستمرار المظاهرات، وإيه اللي منتظر يحصل الفترة الجاية.
*****

ليه الانتخابات اتأجلت؟

– قبل رحيل بوتفليقة، كان باب الترشح للانتخابات الرئاسية تم إغلاقه، ومكانش فيه مرشحين بيمثلوا الشارع، والمعارضة وقتها كانت متمسكة باستقالة الرئيس. ولتخفيف الضغط وقتها، بوتفليقة ألغى الانتخابات اللي كان معادها في أبريل. لكن ده مكنش كافي، وعشان كده استمرت المظاهرات لحد ما استقال بوتفليقة في نفس الشهر.

– وفقا للدستور الجزائري، تولى عبد القادر بن صالح الحكم بشكل مؤقت (رئيس مجلس الأمة من سنة 2002) بتكليف من البرلمان. واتحدد معاد جديد للانتخابات: يوم 4 يوليو. لكن المجلس الدستوري قرر إلغائها، بعد مظاهرات بتطالب بتأجيل الخطوة دي، لضيق الوقت اللي مش هيسمح للمعارضة تنظم صفوفها. ولإن احتمال وصول حد من النظام القديم، اللي كان مسيطر على السياسة طول 20 سنة فاتوا، كان ساعتها هيكون كبير.

– الدستور الجزائري بينص على إن الرئيس المؤقت يتولى السلطة 90 يوم بس. لكن المجلس الدستوري مدد فترته، بالمخالفة للدستور، بحجة إن مفيش بديل يتولى المنصب. وساب فترة ولايته مفتوحة لحين إجراء انتخابات جديدة متحددش معادها.

– ده سبب مشكلة تانية، لإن الرئيس المؤقت كان عايز يعمل الانتخابات في أبريل، بينما فيه رفض لإقامة الانتخابات تحت ولايته أصلا. خصوصاً وإن المتظاهرين بيتهموه هو ورئيس الوزراء، بالمشاركة في تزوير انتخابات قبل كده.

– قايد صالح رئيس أركان الجيش، وجه دعوة باسم الرئيس المؤقت للحوار مع المعارضة، عشان يتفقوا على معاد الانتخابات وبعدها الرئيس المؤقت جدد الدعوة، بس الشارع رفض دعوتهم، واترفعت شعارات زي “لا للانتخابات يا العصابات” و”لا تفاوض مع مزورين”.
*****

إيه اللي الثوار خايفين منه؟

– سيناريوهات عودة العسكريين للحكم، زي ما حصل في مصر، والفض اللي قام بيه الجيش السوداني من فترة لاعتصام القيادة، ده بالتأكيد هاجس مخلي الثوار الجزائريين عايزين يتجنبوا أي مصير مشابه.

– الميزة اللي بيتكلم عنها كتير من المحللين إن التظاهرات الجزائرية سلمية تماما. وإن الجيش مايقدرش يطالب بضرب المتظاهرين لأن الجنود مش هيستجيبوا لأوامر زي دي لو صدرت. زائد فيه رغبة عند الجيش والمتظاهرين بعدم الوصول لمرحلة تصادم.

– لكن في نفس الوقت قايد صالح رئيس الأركان، بيحاول كل شوية يظهر ويسَّوق لنفسه كقائد، وآخرها كان عن رفضه لوجود أي أعلام غير أعلام الجزائر في المظاهرات. وده بالتزامن مع ظهور أعلام الأمازيغ بكثرة في التظاهرات امبارح وفي الجمعة اللي قبله، خاصة في مدينة بجاية (بمنطقة القبائل).

– يمكن دي تبقى واحدة من الألاعيب اللي هيحاول يشتغل بيها المجلس العسكري للضرب في الثورة شعبيًا، باعتبارها تهديد لوحدة الجزائر، خاصة وإن تم إمبارح القبض على عشرين جزائري بسبب رفعهم لأعلام أمازيغية.

– الظهور الدائم لقايد صالح في المشهد، بالتأكيد مثير لمخاوف كتير عند الثوار، وبيدي مؤشر في نفس الوقت إن الجيش متحكم بدرجة كبيرة في الوضع. بدليل إن الرئيس المؤقت ظهر 3 مرات فقط للمواطنين، إنما قايد صالح اتكلم للشعب الجزائري 12 مرة لحد دلوقتي.

– صحيح الجيش ليه مكانة كبيرة عند الجزائريين، وقائد الجيش كان ليه شعبية في بداية الحراك بسبب انحيازه للثوار. لكن مع الوقت بدأ يفقد الشعبية دي، لما المتظاهرين حسوا إن عينه على السلطة. وظهرت مطالبات بإقالة قايد صالح.

– تأجيل الانتخابات مع بقاء رموز نظام بوتفليقة في مناصبهم بيخلي الثورة الجزائرية محفوفة بالمخاطر، واحتمال الجيش يلعب على مد الفترة الانتقالية لحد ما الناس تزهق، ويبدأ يظهر مرشحين محسوبين على النظام القديم، أو المرشحين التقليديين اللي كانوا بيترشحوا قصاد بوتفليقة باعتبارهم ديكور، وحد من دول اللي يقدر يوصل للرئاسة.
*****

إيه البديل اللي بيقدمه الشارع الجزائري؟

– هيئات ومنظمات المجتمع المدني الجزائري عملت مؤتمر صحفي من أسبوع، وقالت إنها بتسعى لتسليم السلطة لهيئة رئاسية توافقية أو شخصية وطنية، تقود المرحلة الانتقالية وتعمل انتخابات بعد 6 شهور وقبل سنة بحد أقصى.

– منظمات المجتمع المدني بتعتبر إن نجاح المسار الانتخابي لازم يسبقه تهيئة للجو العام، بشكل يسمح بممارسة الحقوق والحريات واحترام حقوق الإنسان، عشان يضمن وجود ثقة بين المواطنين، ويخليهم يصدقوا ويشاركوا.

– الحراك الجزائري مستند لحد دلوقتي على ميزة إضافية: إن القضاء بيدعم الثورة، ورافض المشاركة في الانتخابات. وفي نفس الوقت شغال بجدية على ملف قضايا الفساد آخرها قضية الطريق السيار – شرق غرب – ورغم إن فيها ناس صدرت ضدهم أحكام، لكن القضية بيتعاد فتحها عشان ينضم ليها مسؤول سابق مهم، هو عمار غول، اللي تولى كتير من المناصب الوزارية وتهرب من المحاكمات في القضية دي قبل الثورة. بالإضافة للتحقيق مع أويحي.
******

شايفين مستقبل الحراك الجزائري إزاي؟

– أي سلطة مستبدة بتحاول تمنع الأصوات اللي بتعارضها، لذلك حجبت السلطات الجزائرية موقع “كل شيء عن الجزائر” اللي بينشر أخبار الحراك، ومنظمة مراسلون بلا حدود حذرت من تكرار ممارسات النظام السابق، خصوصا إن الموقع ينتقد السلطة الحالية. لذلك مهم الثوار الجزائرين يدافعوا عن حرية الرأي والتعبير، وعن كل وسيلة بتنقل صوت الشارع.

– إمبارح تم انتخاب سليم لعباطشة أمين عام جديد للاتحاد العام للعمال في الجزائر. فوز لعباطشة جي بعد 22 سنة فضل فيهم أحد المقربين من بوتفليقة مستولى على المنصب. وده مكسب كبير جديد للحراك الجزائري المستمر لحد تطهير كل المناصب الهامة من رموز نظام بوتفليقة.

– ثوار الجزائر بعد مظاهرات الأسابيع الأخيرة، بقى واضح إنهم مركزين على أهدافهم الرئيسية:
١- الانتقال من الحكم العسكري للحكم المدني.
٢- محاكمة وإبعاد رموز النظام السابق عن مناصبهم.
٣- المحافظة على سلمية المظاهرات، بعيدا عن العنف أو الاستقطاب أو الوقوع في أي فخ بيتحضرلهم من النظام القديم أو الجيش.
٤- الحفاظ على سلمية التظاهرات، وده محافظ على التعاطف الشعبي، وعلى عدم وجود حجة للجيش للتدخل والاحتكاك.
٥- المظاهرات لسّه مستمرة والمطالب محددة: رحيل “الباءات الثلاثة”، عبد القادر بن صالح الرئيس المؤقت، وقايد بن صالح رئيس أركان الجيش، ونور الدين بدوي رئيس الوزراء.

– وده المطلوب من أي حراك شعبي معارض في المنطقة، تحديد أهداف منطقية وممكن تنفيذها في ظل الأوضاع القائمة، والصبر والمثابرة والسعي حتى تحقيقها.

– كل الدعم لثوار الجزائر، وللربيع العربي المستمر على أيديهم وأيد ثوار السودان. ونتمنى لهم كل التوفيق في تحقيق مطالبهم العادلة. وبنأكد مرة بعد التانية: إن أي انتصار لشعب عربي شقيق هو انتصار لينا كمصريين، ومسير عدوى الديمقراطية هتنتشر مهما كان الوضع سيء أو مخيف.
******

Journalist O

Recent Posts

قلوبنا ودعواتنا للطفل ريان وأهلنا في المغرب

ريان هو طفل مغربي عمره خمس سنوات، سقط في بئر ضيقة في إحدى القرى بضواحي…

3 سنوات ago

وفاة قائد الكفاح ضد التدخين.. تعزية واجبة في الدكتور عصام المغازي

- توفي يوم الجمعة اللي فاتت الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية، ورئيس الجمعية المصرية…

3 سنوات ago

عرض كتاب تاريخ العصامية والجربعة.. تأملات نقدية في الاجتماع السياسي الحديث

"الوطن هو تجربة اجتماعية مستمرَّة، وليس نَقشًا فرعونيًّا على حجر منذ آلاف السنين، تجربة اجتماعية…

3 سنوات ago

منتخب مصر إلى نهائي كأس أمم إفريقيا.. البطولة على بعد خطوة

- مليون مبروك لمنتخبنا الوطني اللي نجح في إقصاء الكاميرون بركلات الترجيح بعد مباراة عصيبة.…

3 سنوات ago

قرار جمهوري بضم جزر نيلية لملكية القوات المسلحة.. إيه اللي بيحصل؟

- من أسبوع تقريبًا أصدر الرئيس السيسي قرار جمهوري رقم 13 لسنة 2022، القرار ده…

3 سنوات ago

كنت هناك.. موقعة الجمل لحظة الثورة الفارقة

- مستمرين معاكم في حلقات تذكر وحكاية مشاهد كانت فارقة في تاريخ ثورة يناير عشان…

3 سنوات ago