– مستمرين معاكم في حلقات تذكر وحكاية مشاهد كانت فارقة في تاريخ ثورة يناير عشان كل اللي محضرهاش أو كان صغير وقتها يعرف قد ايه كان فيه ناس وقتها مستعدة تضحي بحياتها وحلم التغيير دا ميتمش إجهاضه.
– زي النهاردة من 11 سنة يوم 2 فبراير وقعت واحدة من أهم أحداث الثورة المصرية، إن لم تكن واحدة من أهم أحداث التاريخ المصري في العصر الحديث.
– واحدة من أهم المشاهد لأنه كان مشهد منقول من العصور الوسطى فيه جمال وخيول بتهجم على متظاهرين سلميين في التحرير.
– القصة للي محضرهاش في محاولة أخيرة من النظام لقتل الثورة، قام عدد من نواب الحزب الوطني ورجال الأعمال باستئجار بلطجية وعدد من الناس للتجمع في ميدان مصطفي محمود في المهندسين لتأييد المخلوع مبارك.
– بعدها اتوجه مجموعات على الخيول والجمال وفي إيديهم أسلحة بيضاء، وتم السماح بعبورهم للميدان اللي كان فيه الثوار تحت حماية قوات من الجيش اللي كان من المفترض أنه بيأمن ميدان التحرير.
– مع منتصف اليوم أعلن التليفزيون الرسمي أن عناصر من “مثيري الشغب” توجهت إلى ميدان التحرير لضرب المتظاهرين، وطالب المعتصمين في الميدان بـ”مغادرته فورا حرصا على سلامتهم”.
– هجوم البلطجية على الميدان كان المحاولة الأخيرة من النظام للتمسك بالسلطة، وبعد صد الثوار للهجوم وهروب البلطجية أصبح واضح للجميع أنه نظام بالإجرام ده لا يمكن يستمر.
– يوم 2 فبراير كان فارق في تاريخ الثورة المصرية، وفي بسالة منقطعة النظير من المواطنين المصريين في التحرير واللي كانوا من كل التيارات السياسية المعارضة ومن ناس ملهاش علاقة بالتيارات السياسية قدروا يصدوا الهجوم.
– في نهاية اليوم استشهد ما يقرب 14 شهيد في ميدان التحرير وأصيب ما يقرب من 1500 مصري.
– مع نهاية اليوم نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن نائب رئيس الجمهورية آنذاك عمر سليمان، قوله إن رسالة المشاركين في هذه التظاهرات “قد وصلت سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتى جوانبه، أو من خرج معبرا عن تأييده للسيد رئيس الجمهورية”.
– يعني كان فيه محاولة من الآخر لإظهار إن زي ما فيه تظاهرات معارضة لمبارك فيه مظاهرات مؤيدة.
– لكن بشاعة الإجرام والطريقة اللي حصلت قلبت الموضوع تماما، وموقعة الجمل كانت سبب رئيسي في إنهاء دعاوى التعاطف مع خطاب “عاطفي” ألقاه مبارك مساء الأول من فبراير 2011، قال فيه “لم أكن أنتوي الترشح مجددا في الانتخابات الرئاسية”، وإنه ولد وعاش في هذا البلد وحارب من أجله وسيموت على أرضه، مطالبا المعتصمين بمغادرة ميدان التحرير.
– طول سنوات ما بعد الثورة مباشرة كان ملف موقعة الجمل على رأس أولويات محاكمة قتلة الثوار، ورغم كل الدلائل والشواهد اللي اتهمت في القضية ما يقرب من 25 شخصية من قيادات الحزب الوطني إلا أنه القضية خلصت ببراءة ليهم كلهم ومفيش واحد بس دفع ثمن 14 مصري استشهدوا في اليوم ده.
– تفاصيل القضية كثيرة والمتهمين فيها كان واضح من خلال لجنة تقضي الحقائق اللي شكلت بعد الثورة وكان بيرأسها المستشار عادل قورة واللي بيسرد في التقرير مين هما المتهمين واللي كان منهم رجال شرطة بالزي المدني وأعضاء في الحزب الوطني، بالإضافة لبلطجية من منطقة نزلة السمان في الهرم خرجوا بعد وعود بعدم بناء سور بين المنطقة ومنطقة الأهرامات.
– الناس بتاعة نزلة السمان خرجت بناء على وعود من النائبين في الوقت ده في مجلس الشعب عبد الناصر الجابري ويوسف خطاب، ومن ضمن المتهمين في القضية كان مرتضى منصور، محمد أبو العنين، ورجب حميدة وغيرهم من قيادات الحزب الوطني اللي حشدت للهجوم على التحرير.
– كل دول طلعوا براءة، وللمفارقة محاميي محمد أبو العنين وقتها في 2011 كان بيعترضوا على أمر الإحالة أنه شبيه بمحاكمة ضباط الثورة في 1952 في محكمة الثورة.
– طبعا وقتها كان في جدال في 2011 حوالين محاكمات ثورية ولا محاكمات دستورية لكن بعدد من المواءمات الواضحة الناس كلها خدت براءة، ولم يدفع واحد من رموز نظام مبارك ثمن الدم اللي حصل في 25 يناير.
– تذكر موقعة الجمل مهم، وتذكر كل اللي حصل في كل يوم من أيام ثورة يناير مهمة، وصمة العار والقتل والدم لسه على جبين القتلة حتى لو بقوا أعضاء مجلس شعب تاني ولسه موجودين بينا دلوقتي.
– التاريخ لا ينسى ويمكن يجي اليوم اللي يعاد فيه فتح الملفات دي كلها زي ما في ديكتاتوريات اتفتح ملفات تعذيبها وقتلها للناس بعد عشرات السنين.
– كل اللي نقدر نعمله دلوقتي إننا نفضل فاكرين ونفكر كل اللي محضرش بجزء من تاريخ البلد دي.
– كل المجد لشهداء مصر في موقعة الجمل وفي كل أحداث ثورة يناير، وفي المستقبل لما نوصل لحلمنا في بلد ديمقراطي وفيه حرية وعدالة اجتماعية هنفتكرهم بشكل أفضل وأسمائهم هتتخلد في تاريخ البلد دي.
– اكتبوا تحت هاشتاج
#افتكر_يناير وفي التعليقات ذكرياتكم مع موقعة الجمل اللي كانت بشكل كبير مفصلية في تاريخ ثورة يناير.