– يوم الأربعاء اللي فات رئيس نادي القضاة المستشار محمد عبدالمحسن أصدر بيان قال فيه إنه هياخد الإجراءات اللازمة ضد “تمادى بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام للنيل من السلطة القضائية، ورجالها الشرفاء”، عن قضية ابن المستشار!
– نادي القضاة أكد إن دي مجرد واقعة فردية، لكنه معلقش خالص على واقعة تانية حصلت بعدها مباشرة هيا استخدام مستشار لسلطته ضد مدربين نادي سموحة في الإسكندرية، لاجبارهم على نقل ابنه لمستوى رياضي أعلى.
– هنناقش اللي حصل ونحاول نفهم سوا ليه حصلت حالة الغضب الشعبي الكبيرة دي؟ وهل تم التعامل بعدالة فعلا مع الولد اللي شهرته “حريقة”؟ وهل هي حالات فردية نادرة؟
*****
– حسب بيان النيابة العامة، الطفل ابن المستشار كان سايق عربية مرسيدس بشكل متهور ومعاه أصحابه وحد شافهم وبلغ أمين الشرطة، ولما جه وقف العربية وطلب الرُخص، رد عليه بشكل مهين، قبل ما يجري بالعربية ويوقع الأمين.
– الفيديو متصور من جوا العربية، يعني حد من أصحاب الولد هوا اللي بيصور من باب التباهي والتفاخر، لكن لما انتشر الفيديو جدا النيابة بدأت تحقق في الموضوع.
– وكمان ظهر فيديو تاني مشابه ليه وهوا بيسخر من أحد رجال شرطة المرور.
– الأب أبلغ النيابة بقصة غير منطقية، قال ان العربية كان باعها لواحد صاحبه قبلها بأيام، وصديقه قال إنه الطفل خد العربية بدون علمه، وإنه لما عرف نبه عليه مايعملش كده تاني.
– والد الطفل وأمين الشرطة قالوا إن الولد اعتذر للأمين، وقبل اعتذاره وتنازل عن المحضر، فالنيابة أخلت سبيل الولد بعد تعهد والده بتقويم سلوكه، وأخلت سبيل صديق المستشار (اللي قال انه اشترى العربية) بضمان مالي عشر آلاف جنيه.
– لكن القصة مخلصتش الولد وأصحابه عملوا لايف بيحتفلو بخروجه، وبيشتموا بألفاظ بذيئة جدا، والولد بيقول احنا نحبس منتحبسش! اللايف ده اتسجل واتنشر وأثار موجة غضب كبيرة جدا تاني.
– اتقبض على الولد مرة تانية، والنيابة قررت تحطه في دار رعاية، وقالت إن القانون بيمنع الحبس الاحتياطي لمن هم دون ال 15 سنة، وقررت حبس أصدقاءه الأربعة على ذمة التحقيقات لإنهم أكبر سنا.
– بعدها والد الطفل أصدر بيان اعتذار للمصريين ولرجال الشرطة اللي ابنه أساء ليهم، وقال إن مافيش حد فوق القانون، وقال “تركت ابني من غير محامي عشان يعرف إنه مش فوق القانون”.
– نادي القضاة أيضا طلع بيان بعد القبض على الطفل للمرة الأولى، أدان فيه اللي حصل ووصفه انه تصرف غير مسؤول ويستوجب المحاسبة، لكنه في نفس الوقت قال إن ده تصرف فردي، ولا يجب تعميمه على أبناء المستشارين.
– لما اتقبض على الولد مرة تانية، النادي طلع بيان اللي اتكلم فيه عن استياءه من تناول الإعلام والسوشيال ميديا، وقال إنها “الحملة الانتقائية التي تثير الكثير من الأحقاد والضغائن، وتنشر ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد وتسعى للنيل من سلطاته والتعدى على صون القضاء والتربص به.”!!
– والحقيقة إحنا مش فاهمين ليه نادي القضاة معتبر المطالبة بتطبيق القانون على الجميع، اللي النادي أكد في البيان الأول على احترامه، حملة للتربص بالقضاة!
*****
هل هي فعلا حالة فردية؟
– السؤال ده كل مصري يعرف يجاوب عليه، هل فعلا القضاة وظباط الجيش والشرطة وولادهم متساويين زي أي حد قدام القانون؟
– في القضية دي لو ماكنتش أثيرت على السوشيال ميديا، هل كان هيتحقق مع المستشار وصاحبه، ومع الطفل وأصدقاءه؟ هل كان المستشار هيطلع بيان اعتذار ويتعهد أمام النيابة بملاحظة سلوك إبنه؟ محدش يقدر يؤكد إن ده كان هيحصل. عشان وقائع كتير حصلت قبل كدا وعدت من غير مسائلة.
– ورغم كده شفنا ازاي ابن المستشار أخد معاملة تفضيلية، بينما سابقا شفنا كتير قُصر اتحكم عليهم بقضايا جنائية أو سياسية وأمضو سنوات طويلة جوا الإصلاحيات .. إحنا مش بنطالب إنه كان يحصله زيهم، نتمنى ملف القاصرين كله يتراجع.
– على سبيل المثال، في نفس الأسبوع اللي حصلت فيه الواقعة دي، حصل شيء آخر في نادي سموحة بالإسكندرية، لما 3 مدربين في النادي اتقبض عليهم واتحقق معاهم في النيابة عشان استبعدوا ابن مستشار من الفريق الأساسي لإن مستواه ضعيف، ورفضوا طلب المستشار بنقل إبنه المشترك في فرق الناشئين من فريق لآخر. وتم اتهامهم بالتعدى على مستشار، واتحقق معاهم لمدة 10 ساعات قبل إخلاء سبيلهم.
– نادي سموحة طلع بيان يدعم المدربين لكن بدون الاشارة للقصة، رئيس النادي اتصور مع المدربين بعدها، والموضوع اتقفل وديا.
– في سنة 2014، كان فيه واقعة شهيرة، لضابط استوقف عربية جيب من غير نمر في مدينة الشيخ زايد، ولما وقفه طلب منه الرخص هدده بوالده اللي بيشتغل مستشار، وحاول يهرب لكن الظابط طلع سلاحه ووجهه ناحية الكوتش ومنعه من الهروب وتحفظ على العربية.
– بعدها الضابط تعرض لضغوط من رؤسائه للإفراج عن العربية بدوعى إنها عربية مستشار، وإنه ممكن يتكتب فيه شكوى، ولما رفض يعمل ده، وكيل إدارة المرور سلم العربية للمستشار. الواقعة لما اتحقق فيها كان التحقيق مع الظابط في قطاع التفتيش والرقابة بوزارة الداخلية، مش مع المستشار وإبنه.
– قانون المرور ده نموذج بسيط، وكل واحد سايق في الشارع أكيد صادفته عربية عليها نسر، أو تابلوه عليه كاب ظابط أو كتافات، وشاف رجال المرور بيعاملوها ازاي.
ومن قبل كل ده كلنا عارفين ازاي ان مؤهلات التعيين في النيابة أو دخول كليات الشرطة والحربية بيفرق فيها جدا الواسطة والعيلة.
الوضع ده هوا اشارة لشكل سيادة القانون بالبلد كلها ومصداقية مكافحة الفساد بالبلد كلها، غير انه وضع مؤسف جدا لما ييجي من رجال القضاء اللي مفروض يكونو أول الناس في الالتزام بالقانون مش كتير منهم يتعاملوا انهم فوقه.