– من أيام انتشر فيديو لعدد من المدرسين من مدرسة في المنصورة بيرقصوا في رحلة نيلية نظمتها نقابة المعلمين في المنصورة.
– من الناس اللي كانت موجودة في الفيديو المعلمة آية يوسف، واللي بعدها تم إحالتها للتحقيق وتسبب الفيديو في طلاقها من زوجها.
– الفيديو أثار جدل الكثيرين اللي شافوا أنه طلاق المعلمة وتحويلها للتحقيق، ووقفها عن العمل غير مبرر، وناس تانية شافت أنه ده بيسيء لمهنة التعليم.
– بنبارك للمدرسة قرار وزارة التربية والتعليم في إعادتها للعمل لأن دا حقها القانوني والدستوري، وخالص الدعم لها ضد الحملات اللي اتعملت عليها.
– هنشوف مع بعض في البوست دا ايه اللي حصل بالظبط؟ إزاي ممكن نشوف الموقف ده؟ وهل فعلا القصة تستحق كل الضجة دي؟
– المعلمة آية يوسف كانت طالعة الرحلة أساسا عشان تكريمها بوصفها المعلمة المثالية في المنصورة، وهي شغالة في مدرسة خالد بن الوليد كمعلمة متطوعة، وأثناء الاحتفال اللي كان في زمايل عملها في رحلة في النيل رقصت.
– لحد كده مكنش فيه مشكلة، لكن في شخص ما صور فيديو والفيديو لما اتسرب على مواقع التواصل الاجتماعي كان في ضجة، وناس قالت أنه ده فيديو مسيء لمهنة التعليم، وعليه الإدارة التعليمية في المنصورة قررت أنها تحيل آية و5 معلمين آخرين للتحقيق بناء على الفيديو ده.
– قبل تسريب الفيديو معلمين من المنصورة تقدموا بشكوى في آية يوسف وقالوا أنها تسيء لمهنة التعليم وهيبة المعلم.
– طبعا لما زوجها شاف الفيديو قرر يطلقها، رغم أنه اللي حصل يعني ده كان بين زمايل عمل وفي مكان عام في وسط النيل، (وطبعا إحنا مش مفروض نناقش شأن شخصي زي دا لكن دا اللي حصل).
– بعد كده حصل تضامن واسع مع آية، وخاصة من ناس مؤثرين زي المحامية نهاد أبو القمصان اللي عرضت عليها وظيفة في مكتب المحاماة بتاعها في القاهرة، وقالت أنه هتلاحق قانونيا مصور الفيديو اللي سرب الفيديو.
– بعد الضجة دي والتضامن العكسي الوزير طارق شوقي طلع قرار بأنه المدرسة ترجع شغلها مرة تانية، ولأنه كمان الحقيقة قانونياً ودستورياً فصل المعلمة مش هيكون مظبوط لأنها مرتكبتش جريمة مثلا.
****
نشوف ايه في اللي بيحصل؟
– كثير من الستات المصريات بيرقصوا في أماكن عامة وفي مناسبات مختلفة، الزواج تخرج حد من الأسرة، أي مناسبة فيها فرحة من المنطقي والعادي يعني لينا كمجتمع مصري أننا نرقص فيها.
– الرقص ده بيكون في العادة أمام رجال، لأنهم بيكونوا موجودين وبيتاخد على أنه جزء من الفرحة عادي، مفيش تابوه اجتماعي يعني على الموضوع.
– حتى في الانتخابات ستات مصريات كتير كانوا بيرقصوا والإعلام ساعتها كان بيبقي فرحان بيهم، رغم يعني أنه اللجان الانتخابية مش مجال للرقص، لكن عادي الموضوع كان بيعدي بما أنه طقس اجتماعي.
– إحنا ما بنقولش مفروض الناس تعمل ايه في الحفلات والرحلات ومش المفروض حد يقول لحد يعمل ايه في مناسبة اجتماعية، دا شيء شخصي تماما، واختيارات الناس كلها مفروض تكون مقبولة طالما محدش بيأذي حد. (يعني مش بنقول لحد يرقص أو ميرقصش أو يقبل أو ميقبلش).
– التشهير بالناس وتصويرهم وإذاعة فيديوهات بدون إذنهم دا جريمة ومش المفروض الناس تتسامح معاها عادي، والملام الأول هو اللي سرب الفيديو، مش عشان المعلمة بتعمل شيء صح أو غلط دا شيء يرجع لها وهي حرة تماما، ولكن عشان تصوير الناس وإذاعة مواد تخصهم دا شيء محتاج إذن.
– كمان خيارات الناس ومنطلقاتهم في قبول شيء من عدمه تُحترم طبعا طالما بشكل شخصي، لكن فرض دا والتشهير وإطلاق الأحكام والاغتيال المعنوي للي مش متوافق معايا في الرؤى الاجتماعية هو اللي شيء مش صح مطلقاً.
– إزاي بقى يتحول فيديو المعلمة آية يوسف لدليل إدانة عليها؟ وتطلع عليها تهم أنها بتهين التعليم رغم أنه الفيديو في إجازة بره المدرسة مكنش بترقص في الفصل يعني في أثناء الحصة الدراسية؟
– المثير برضه في القصة إنه اللي اتشهر بيها وتم هدم حياتها حرفيا هي آية فقط، في معلمين تاني رجالة في نفس الرحلة كانوا بيرقصوا ومحدش قال عليهم حاجة، الوزارة حولتهم للتحقيق لكن يعني الناس مقالتش عليهم أي حاجة.
– كمان الشيء المستهجن جدا وهو أنه شيوخ دين –زي الشيخ عبدالله رشدي- واللي يبدو أنه قاعد للتريندات فقط، طلع أدان رقص المعلمة دي، والتهليل على الكلام ده كان كثير، مشوفناش عبدالله رشدي مثلا طلع قال كده على الرقص أمام اللجان الانتخابية في التعديلات الدستورية أو في انتخابات الرئاسة.
– نرجع لجزئية إهانة مهنة المعلم، بره في الدول اللي فيها تعليم جيد يعني واللي هي الدول المتقدمة عادي المدرسين يكونوا بني أدمين يرقصوا وليهم حياتهم الخاصة ومحدش بيقولهم أنتوا بتهينوا التعليم، طالما ده محصلش جوا مكان العمل اللي هو المدرسة، وفي وقت العمل.
– ايه الإهانة للتعليم في اللي حصل؟ هل التعليم يتعرض للإهانة لما س أو ص من الناس يرقص في حفلة في وسط النيل؟ ولا التعليم في مصر يتعرض للإهانة بسبب جودته السيئة وتكدس الفصول ومشاكل الإنفاق وغيرها من المشكلات المتراكمة.
– كل الدعم والتضامن مع المعلمة أية يوسف، ومع أي ست وأي راجل عايز حقه في الحياة والفرحة في المساحات العامة اللي يفترض تكون آمنة ومش مجال للتشهير.
– لما حصلت المشاهد اللي كثير مننا شوفناها قدام اللجان الانتخابية إحنا لم ننتقد الستات اللي عملوا كده، لأنه حتى لو فيه اختلاف سياسي معاهم إنما من حقهم يعبروا عن فرحتهم سواء بالتعديلات الدستورية أو بانتخاب الرئيس السيسي.
– حاليا للأسف في نوع كده من الترصد من كثير من الناس على السوشيال ميديا، اللي للأسف منهم رجال دين لأي حاجة بتعملها الستات.
– مفيش أي داعي لتحويل موضوع شخصي لتريند يدمر حياة شخص وأسرة، دا حتى من منطلق ديني بحت يعني، لأن دا بيحصل في أفراح كتير من الناس ورحلاتهم، فمش معقول كل مناسبة مفروض نشهر بواحدة أو بواحد.
– مرة ثالثة كل الدعم والتضامن مع آية يوسف ومع أي ست مصرية بتتعرض للظلم والاضطهاد والتعنيف بسبب الترصد والظلم الاجتماعي.