– بنكمل معاكم كلامنا اللي بدأناه في البوست اللي فات عن ملف مدى مصر عن الخبز والدعم في مصر بعنوان “عض قلبي”.
– في البوست ده هنعرض الأربع تقارير الباقيين من الملف، وبالطبع بنشجعكم على قراءة الملف والتقارير المنفصلة اللي هتلاقوها في الكومنتات.
– بعد ما شوفنا إزاي الدولة كانت بتلعب في الدعم في الـ7 سنوات اللي فاتوا، مهم جدا نفهم تبريرات الدولة وخاصة اللي طرحها الرئيس عن أنه ممكن التوفير في الدعم ده يروح للتغذية المدرسية.
– مهم جدا أيضا نشوف ايه البديل؟ ونشوف إزاي عملية استخراج الدقيق من القمح مهمة وإزاي فهمنا للعملية دي ممكن يفهمنا كثير عن طبيعة الخبز في مصر.
*****
ليه التغذية المدرسية مش بديل عن دعم الخبز؟
– في التقرير الرابع في الملف اللي كتبته أميمة إسماعيل، بنبص بشكل تفصيلي على برنامج التغذية المدرسية اللي بدأ مرحلة التجريب في السنة الدراسية الحالية.
– البرنامج الحالي للتغذية الجيش شريك أساسي فيه عن طريق أنه مصنع “سايلو فوودز” للمواد الغذائية، التابع لجهاز الخدمة الوطنية بقى مورد أساسي للوجبات المدرسية السنة دي.
– بحسب الرئيس برنامج التغذية المدرسية الجديد ده يتكلف 8 مليار، وهيتم اقتطاع الفلوس دي من ميزانيات الوزارات والجهات المختلفة، واللي طبعا هيكون منها دعم الخبز لو اتطبق قرار زيادة سعره في الفترة اللي جاية.
– طبعا التغذية المدرسية مهمة جدا في مصر، معدل الأمراض عند الأطفال الناتج عن سوء التغذية كبير جدا، وده بحسب الفحص اللي عملته الوزارة على مدار الـ3 سنين اللي فاتوا.
– بحسب وزير التربية والتعليم ومن بين 25 مليون طالب تقريبا في المراحل التعليمية المختلفة في مصر، أظهرت نتيجة الفحص ده أنه في حوالي 3.4 مليون طالب في مرحلة التعليم الأساسي مصابين بالسمنة، يمثلون نحو 13.5% من إجمالي المفحوصين. وعدد الأطفال المصابين بالتقزم نحو 1.3 مليون (5% من المفحوصين)، في حين أنه عدد الأطفال المصابين بالأنيميا كان حوالي 8.2 مليون طفل (33% من المفحوصين).
– طبعا النسب دي مرعبة، وده بيخلي مشروع التغذية المدرسية الجديد ورغم الصعوبات اللي بيواجهها دلوقتي واللي كان آخرها تسمم أطفال في مدرسة في كفر الشيخ مهم جدا في الوقت الحالي.
– حتى تصميم الوجبات في مشروع التغذية كان جديد، الأطفال المصابين بالتقزم ليهم وجبة مختلفة عن الأطفال المصابين بالسمنة والأنيميا، تصميم الوجبات جاي من المركز القومي للبحوث الغذائية وفي تنوع كبير مطلوب جدا.
– لكن البرنامج اللي بدأ يطبق ده واللي فيه إيجابيات كثير، مينفعش يكون على حساب دعم الخبز لأنه ببساطة إنت بتقايض شبع الآباء بشبع الأبناء.
– تكلفة البرنامج ده حوالي 7.7 مليار جنيه، وبيستهدف يغطي 13.2 مليون طالب في مرحلة الحضانة والابتدائي، بما يعني أنه متوسط تكلفة الطالب الواحد 644 جنيه في العام الدراسي، واللي هو في الغالب بيكون حوالي 7-8 شهور في السنة، وده يعني أنه حوالي 4 شهور على الأقل بالإضافة للإجازات الأطفال دول لازم تاكل في بيوتها.
– بالتالي العيش البلدي مهم جدا للأسر دي عشان بيقلل عبء الإنفاق عليه وبيوجه إنفاق الأسر الأفقر نحو شراء منتجات تانية زي الخضروات.
*****
– في التقرير الخامس لمدي مصر في حوار مهم مع جودة عبد الخالق وزير التموين السابق، واللي بيطرح رؤية لحل مشكلة دعم الخبز في مصر بقدر كبير من التفصيل.
– من رأي د جودة عبد الخالق أنه تجميد سعر الخبز بـ5 قروش طوال 33 سنة فيه مشكلة، وأنه لازم سعر الخبز يرتبط بتكلفة الإنتاج عشان نقلل الهدر والتشوه الاقتصادي اللي في سوق الخبز.
– وإن كنا ممكن نختلف مع الرأي ده في حوار الدكتور جودة إلا أنه رأي يحترم جدا، لأنه مبني على أسس اقتصادية سليمة.
– ولكن في تكملة الحوار الدكتور جودة بيطرح شيء مهم، وهو أنه تقليل دعم الخبز لازم يتوافق مع رفع دخول الفئات الأدنى في المجتمع، رفع الدخول ده بيكون عبر توفير وظائف من خلال نمو اقتصادي احتوائي يوصل لمعدلات تشغيل كويسة في وظائف كويسة.
– بالتالي مثلا في السياق ده لازم يكون الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص بلا استثناءات مش زي ما بنسمع دلوقتي أنه في أكثر من شركة عايزة استثنآء من تطبيق الـ 2400 جنيه حد أدنى.
– في تكملة الحوار بيتكلم الدكتور جودة على أنه لو الهدف من رفع سعر الخبز في الوقت الحالي هو توفير الـ8 مليار لدعم التغذية المدرسية، ففي طرق كثيرة ممكن من خلالها توفير المبلغ ده زي تقليل بدلات السفر والتنقل للوزراء واللي بتستهلك كثير جدا.
– أيضا ممكن نشتغل على جانب الإيرادات الضريبية من الأغنياء زي الأرباح الرأسمالية واللي في نقاش أنها هتبدأ من السنة الجاية، لكن بتعديلات كثيرة هتقلل من الحصيلة، وضريبة الثروة والتركات ممكن تكون حل تاني مهم.
– يبقى هنا القصة مش بس رفع سعر الخبز المدعم، ولكن الأمر متعلق بخطة وإستراتيجية لتنفيذ دا تنقذ الفقراء من أي غلاء في سعر الخبز، وبدون الخطة دي هتحصل مآساة اقتصادية واجتماعية غير محسوبة.
*****
أصحاب المخابز إيه نظرتهم للموضوع؟
– في التقرير السادس، اللي كتبه محمد طارق بنشوف جزء مهم جدا من قصة الخبز وهي منظور أصحاب المخابز ومحلات توزيع سلع التموين.
– بنشوف في التقرير إزاي بعد نظام النقاط الجديد في كثير من الناس بقت بتبدل نقاط الخبز بتاعتها بسلع تانية زي الزيت وغيره، وإزاي ده نظام مهم لأنه بيدي شوية حرية في تحديد الأولويات اللي المواطن عايزها، وخاصة في ظل أنه بعد التعويم حصل معدلات تضخم في السلع دي كلها.
– بنشوف برضه في الموضوع دور علاقات الفساد غير الرسمية، زي مثلا أنه صاحب محل التموين بيستبدل النقط بـ 5 جنيه عن كل بطاقة، وبيقول أنه ده بسبب أنه بيطلب بضاعة أكبر من الموزعين بالتالي مضطر يحافط على نفقات تحت الطربيزة زي الإكراميات وغيرها.
– بنشوف وجهة نظر صاحب مخبز قديم في السيدة زينب واللي بيقول أنه انخفاض ربحية الأفران بسبب منظومة الدعم ده كان السبب وراء كل الفساد اللاحق على ده زي تسرب الدقيق وبيعه في السوق السوداء.
*****
– في التقرير السابع والأخير من الملف بتكلمنا ندى عرفات عن عملية استخراج الدقيق من القمح، وبنشوف بشكل تقني مبسط ايه الفرق بين أنواع ونسب الاستخراج المختلفة في الدقيق.
– بيشرح التقرير يعني ايه دقيق استخراج 82% المستخدم حاليا في عيش التموين، ويعني ايه دقيق استخراج 72% اللي هو العيش السياحي، وليه الحكومة كانت عايزة تستبدل ده بده وتعلي جودة الخبز المدعم عشان يبقي زي العيش السياحي.
– ده طبعا كان لتبرير رفع السعر المرتقب بالنسبة للحكومة وعشان ميحصلش رد فعل فيصبح زيادة الجودة في مقابل زيادة السعر يعني.
– بنشوف في التقرير عملية الطحن بتحصل إزاي وأنواع الخبز الناتج عنها في منظومة الدعم، وإزاي الحكومة بتورد دلوقتي للمخابز قمح 82% اللي هو يعني كل 100 كيلو قمح بينتج منهم 82 كيلو دقيق وده يعني أنه في نسبة من الردة في الدقيق وده لتقليل التكاليف لأنه عملية الوصول لقمح نقي جدا فيه “إندوسبرم” بس هي عملية مكلفة.
– بنشوف برضه في التقرير أنه عملية رفع الجودة اللي كانت اقترحتها الوزارة دي بعيدا عن أنها كانت هتزود استهلاكنا من القمح بحوالي 6% سنويا إلا أنه العيش الناتج منها مش بيكون عيش صحي.
– لأنه وجود جزء من الردة “اللي هي قشرة حباية القمح” مهم جدا لأنه فيها عناصر غذائية مهمة زي الألياف والحديد والكالسيوم وجنين القمح الذي يحتوي على فيتامين «هـ» و«ب»، أما الدقيق الأبيض، وهو اللي بيحتوي على الجلوتين وتقريبًا كل النشا الموجود في الحبَّة، وده بيفقده كل عناصره الغذائية تقريبا، ويرفع فرص الإصابة بالسمنة، دون فوائد صحية تذكر تقريبا.
*****
– ملف مدى مصر مهم جدا، زيه زي كل الصحافة الجادة اللي بتتعامل مع مهنة الصحافة بجدية، وبتحاول تفهم وتحلل السياقات الأوسع للأخبار مش بس تنقلها بتعليمات بدون أي شرح للمواطن وتشيد فقط بالقرارات.
– يعني رغم أهمية حاجة زي العيش البلدي مشوفناش أي جرنال كبير حكومي أو خاص اتكلم عن الموضوع وحلل جوانبه المختلفة زي ما عمل موقع مدى مصر وتغطيات مواقع تانية زي المنصة.
– ده بيرجعنا لأهمية الصحافة المستقلة في السياق المصري في الوقت الحالي، واللي بترسخ لمبدأ حق المواطن في المعرفة والنقد.
– كل الشكر لمدى مصر ولكل صحفي مصري بيحاول يعمل شغله الحقيقي في وقت صعب زي ده على الصحافة والحريات بشكل عام.