– من يومين، وخلال 24 ساعة بس حصلت حادثتين قطر في مصر.
– الحادثة الأولى حصلت في منطقة كفر العلو في حلوان جنوب القاهرة ومات فيها شخصين واتصاب 6 أشخاص بحسب بيان وزارة الصحة، بعد اصطدام قطار بضائع بـ أتوبيسين لنقل عمال أحد مصانع الملابس في حلوان.
– الحادثة التانية حصلت في محطة مصر في إسكندرية بعد اصطدام جرار بالعربة الأخيرة من قطار آخر ونتج عنها إصابة 45 شخص لكن الحمد لله مفيش وفيات.
– كل التعازي لأهالي اللي توفوا، وكل التمنيات بالشفاء للمصابين في الحادثتين .
– الوزير للأسف بيواصل مسلسل التصريحات الغريبة وكان أول رد فعل ليه هوا انه قال أنه “لم يجد تعاوناً كافياً من قيادات وموظفي السكك الحديدية منذ توليه مهمة حقيبة النقل” رغم انه قدم لهم “كافة أنواع الدعم”.
– وقال كمان أنه “في حالة استمرار هذا التكاسل والتخاذل سيقوم بالاستعانة بالشركات الأجنبية المتعاونة مع وزارة النقل في مجال السكك الحديدية لإدارة وتشغيل خطوط هذا المرفق الحيوي”!!
يعني الوزير اللي في منصبه من سنتين و ٣ أشهر، بيشكي من القيادات ازاي؟ مش مفروض هوا اللي اختارهم؟
لو الاختيار خطأ هوا اللي مسؤول.
ولو الاختيار صح لكن هناك ظروف خارجة هوا المسؤول عن الظروف دي أو واجبه كشفها لو خارج إرادته.
ولو جهة أخرى فارضة عليه القيادات دي يبقى يقول، أو يشتكي للجهة دي، أو يستقيل.
– مش عيب من حيث المبدأ الاستعانة بخبرات محلية أو اجنبية للادارة والتشغيل، بشرط دراسة الجدوى بشفافية، لكن العيب هوا ان التهديد ده بالاسلوب ده هوا استمرار للهروب من المشاكل الرئيسية وتعليقها مرة على الإخوان، ومرة على “عناصر مخربة” وبتسنن قوانين تفصيل عشان رغبة الوزير.
– للأسف الشديد دا مش أول نعي نكتبه في الصفحة عن مأساة السكة الحديد في مصر، وسبق أن إحنا وغيرنا نشرنا تفاصيل عن حجم المشاكل ومقترحات حلها، وبلا طائل دائما بتحصل حوادث جديدة لأنه تطوير المرفق وجودة الإنفاق ومدى توفره وتوزيعه وإدارته كلها جوانب فيها مشكلات ضخمة.
– للأسف مسلسل حوادث القطارات في مصر لا يتوقف بدون أي حلول جذرية، مصر بيحصل فيها في المتوسط 1000-1200 حادثة قطارات في العقد الأخير، وحسب الجهاز المركزي للإحصاء سنة 2019 حصل فيها 1863 حادث، وسنة 2018 حصل فيها 2044 حادث! والحوادث دي معظمها بتكون حوادث صغيرة لا ينتبه ليها الناس إلا لما يحصل وفيات كثيرة.
– مسألة تطوير مرفق زي السكة الحديد محتاج إدارة رشيدة مش بس رفع لافتة “التطوير” بدون أي اهتمام لمعايير السلامة والأمان، اللي المفروض تكون شغالة في صلب أي عملية تطوير، لأن ممكن في غضون عملية التطوير اللي شغالة تحصل مآسي زي دي.
– مينفعش يتم المقايضة اللي الوزير بيقولها “استحملونا لحد ما نخلص التطوير عشان نوديكم أشغالكم وما نقفلش السكة الحديد”، لأن بكده هيبقى دور الوزير إيه؟ وفين إدارة الأزمات؟ لما البديل هيكون إن السكة الحديد تقفل.
– كلنا عارفين إن المرفق بيعاني من مشاكل ضخمة متراكمة وقديمة، لكن بدون البداية السريعة في خطط متعلقة بإصلاح السياسة العامة وطريقة الإدارة والأولويات وسياسات الأمان، هنفضل ندور على شماعة عشان نداري الإخفاق الواضح للجميع.
هنا بعض من اللي نشرناه عن مرفق السكة الحديد في مصر:
بنكرر عزائنا لأسر الضحايا، وأمنياتنا بالشفاء لكل المصابين، وبنطالب بتحقيق عادل وشامل، يضع كل المسؤولين أمام مسؤولياتهم.