– لسه مستمرين في متابعة تطورات أزمة اعتقال 3 من أعضاء مؤسسة “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية “، وهم جاسر عبدالرازق، مدير المؤسسة، وكريم عنارة، مدير وحدة العدالة الجنائية بالمؤسسة، ومحمد بشير المدير الإداري للمؤسسة.
– أعضاء المبادرة الثلاثة، اتوجهت ليهم التهم المعتادة بالانضمام لجماعة إرهابية، ونشر بيانات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام والإضرار بالمصلحة العامة واستخدام حساب على الإنترنت في نشر أخبار كاذبة.
*****
– من وقت القبض عليهم لحد دلوقتي، صدر موجة كبيرة جدا من ردود الأفعال الدولية، وزارات خارجية وسفارات، ودبلوماسيين وسياسيين، ومنظمات حقوقية وجهات أكاديمية.
هنحاول هنا نجمع أبرزها واللي لسه مستمرة لحد وقت كتابة البوست ده:
1- الموضوع بدأ بوزارة الخارجية الفرنسية اللي أطلقت بيان أعربت فيه عن قلقها العميق بخصوص اللي حصل.
2- وزارة الخارجية الأمريكية هي كمان علقت وقالت إدارة حقوق الانسان فيها إنها بتحث الحكومة المصرية على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين واحترام الحريات الأساسية للتعبير.
3- نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية كال براون، صرح على تويتر، إن بلاده قلقة بشأن الاعتقالات المذكورة، وأيضا استمرار اعتقال الناشط القبطي رامي كامل المعتقل لأكثر من سنة.
4- رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي جيم ريتش، كتب على تويتر: “اعتقال موظفي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أمر مزعج، ويجب على السلطات المصرية إطلاق سراحهم فورًا”.
5- السيناتور المعروف، والمنافس على الترشح الرئاسي للحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز قال: إن “الموجة الأخيرة من الاعتقالات في مصر للمدافعين الشجعان عن حقوق الإنسان من المبادرة المصرية تثير الغضب”، ودعا الإدارة الأمريكية الجديدة لتأكيد دعمها للديمقراطية في مصر – فضلًا عن جميع الدول – وأن “الولايات المتحدة، مرة أخرى، ستدعم الديمقراطية وليس الديكتاتورية”.
6- أنتوني بلينكن، مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للشؤون الخارجية قال إن بلاده قلقة إزاء اعتقال الحكومة المصرية حقوقيين، مضيفًا أن لقاء الدبلوماسيين ليس جريمة.
7- أصدرت وزارة الخارجية الألمانية بيانا يدين التصعيد ضد المجتمع المدني المصري، ويطالب بـالإفراج الفوري عن المدافعين عن حقوق الإنسان.
8- مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة صرح: ” قلقون من اعتقال السلطات المصرية لمدافعين عن حقوق الإنسان” و “السلطات المصرية تستخدم قانون مكافحة الإرهاب لإسكات المعارضة”.
9- وزارة الخارجية الكندية في بيان: “نحث السلطات المصرية على التمسك بالحريات الأساسية في التعبير والمعتقد وحقوق الإنسان” و” يجب السماح للمدافعين عن حقوق الإنسان بالعمل بلا خوف أو اعتقال أو انتقام”.
10- المتحدث الرسمي للأمم المتحدة على تويتر: “نعيد التذكير أنه في القرن الواحد والعشرين لايجب أن يكون هناك معتقلي رأي، لايجب اعتقال أحد لأن لديه رأي سياسي”.
11- المتحدث الرسمي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي: “هذه التطورات تشكل مصدر قلق كبير نقله الاتحاد الأوروبي إلى السلطات المصرية … المبادرة المصرية تقدم خدمة لاتقدر بثمن للشعب المصري، من خلال تعزيز الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية..”
وأكد على إن “توفير مساحة للمجتمع المدني هو التزام مشترك منصوص عليه كأولوية في علاقة الاتحاد الأوروبي مع مصر، وينص عليه الدستور المصري. ويشكل احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية عنصراً أساسياً في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي”.
12- المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قال إن لندن قلقة للغاية بشأن هذه الاعتقالات. وأكد أن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب يجري اتصالات في قضية اعتقال أعضاء المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بعد لقائهم دبلوماسيين أوربيين.
13- السفير الإيطالي في مصر وسفراء آخرين بعثوا برسالة إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري تطالب بالإفراج عن أعضاء المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
– وغيرهم كتير من ردود الأفعال بكل أنحاء العالم من مؤسسات حقوقية وأكاديمية وغيرها.
*****
هل ردت الخارجية المصرية؟
– الخارجية نشرت بيانين حتى الآن، خلاصة كلامهم إن القضاء في مصر مستقل ومفروض محدش يتدخل في اجراءاته، وإن مصر تسمح بحرية العمل الأهلي بشرط الالتزام بالقوانين ذات الصلة، وإن مصر تدعو لعدم التدخل في شؤونها.
– البيان مكانش مقنع لأنه من الواضح جدا ان المسألة سياسية مش قانونية، وسبب القبض هوا لقاء الحقوقيين بمجموعة من سفراء وأعضاء سفارات الاتحاد الأوروبي.
– لكن اللقاء ده بحد ذاته مش مخالفة قانونية، مصر وقعت رسميا على عدد كبير من المعاهدات الدولية اللي بتسمح بيه، واللقاء كان علني واتنشر عنه بيان رسمي، ودي مش أول مرة تحصل أصلا.
– وكمان للمفارقة “مؤسسة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” واللي الإعلام المصري بقاله أيام بيقول إنها شغالة بمخالفة القانون، و”تمويلها بالكامل من قطر وتركيا”، هي موجودة في مصر من سنة 2002 يعني شغال علني من 18 سنة، واتعاونت مع مختلف الوزارات في مختلف الحكومات، بما فيها وزارة الخارجية المصرية وغريب إنه السلطات الأمنية تكتشف فجأة إنهم إرهابيين لأنهم بيقابلوا سفراء.
*****
– بعد ردود الأفعال دي كلها واللي متوقع إنها تستمر، مين بيسيء لسمعة مصر فعلاً ؟ بالتأكيد هو اللي بيعتقل صحفييين وحقوقيين وسياسيين عشان عندهم رأي مخالف لمنطق إدارة البلد، أو عندهم رفض لانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة بدون توقف على ايد الأجهزة الأمنية.
– العالم مكان مفتوح، والعالم كله عارف وبيسمع عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ومفيش زيارة واحدة لأي مسؤول أجنبي لمصر، أو زيارة واحدة للرئيس السيسي للخارج إلا لما بيتم سؤاله عن انتهاكات حقوق الإنسان وعن حبس معارضين وصحفيين وحقوقيين، وعن التضييق على الحريات، وده لأنه فعلاً في مشكلة ولأن العالم كله شايف وعارف عن مئات وآلاف المعتقلين اللي موجودين في السجون بدون اتهامات أو أدلة حقيقية يتسجنوا بسببها.
– السفارات دي مفتوحة وبتنظم حفلات ولقاءات مع سياسيين وصحفيين وغيرهم من قادة المجتمع في المناسبات المختلفة، وده شيء طبيعي ومتعارف عليه في كل دول العالم، وسفاراتنا المصرية من حقها تعمل كده برضه في الخارج وبتعمل ده فعلا.
– كراهية السلطات الأمنية في مصر لملف حقوق الإنسان شيء ضد المنطق، لأن اللي بيميز الإنسان عن الحيوان هو حقه في التفكير والتعبير عن رأيه والابتكار والاختلاف وغيره من السمات الإنسانية الطبيعية، لكن التصور إنه البحث والتفكير والكتابة دي جرائم أو رفاهية موجودة عند الغرب بس، وإنه الناس في مجتمعاتنا مبيسألوش غير عن الأكل والشرب، فهو استمرار لرؤية الناس بشكل دوني، حتى حق الناس في الأكل والشرب والأوضاع المعيشية الجيدة بيتم معاقبة الناس عليه، في اعتقالات لعمال ولموظفين عشان عملوا إضراب أو اعتصام لزيادة مرتباتهم أو تحسين أوضاعهم، ودي أمور مهما طالت لازم ييجي يوم وتنتهي.
– أخيراً حتى الآن محدش من السلطات الأمنية ولا إعلامها قادر يرد على سؤال بسيط، إزاي الأستاذ جاسر عبدالرازق “مدير المبادرة” يتم توجيه ليه تهم الإرهاب، في حين إن والده هو الأستاذ “حسين عبدالرازق” عضو لجنة الخمسين لكتابة الدستور، ووالدته هي الأستاذة “فريدة النقاش” الصحفية اليسارية، تم اختيارها لعضوية مجلس الشيوخ الحالي على قائمة حزب “مستقبل وطن” بدون أي اعتراضات أو تحفظات أمنية ؟!
– نتمنى إنه السلطات المصرية تسرع بالافراج عن أعضاء المبادرة، وعن كل المحبوسين بسبب أنشطة سلمية من صحفيين ومحامين وأعضاء أحزاب وسياسيين من مختلف التوجهات وكل اللي ممسكش سلاح لكن مسك قلم أو كاميرا!