– من أيام اتنشر بحث مهم جدا بمجلة نيتشر عن مركب طبي جديد بيقضي على خطر المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية، وده اكتشاف مهم خاصة لو عرفنا انه بيموت بسبب المقاومة البكتيرية حوالي 700 ألف إنسان كل سنة.
– الدراسة نفذها الدكتور المصري عمر الحلفاوي، خريج كلية صيدلة جامعة إسكندرية، والباحث في علوم الأحياء الدقيقة بجامعة ماك ماستر، وعمل الأبحاث دي في مختبرات براون الكندية، بالتعاون مع باحثين من جامعات كندية.
موقع “ساينتيفيك أميريكان” كتب عن أهمية المركب ده، هنستعرض أهم نقاطه في السطور الجاية.
*****
– البشر بيستخدموا المضادات الحيوية من منتصف القرن اللي فات، وده عمل نقلة في حياة البشرية كلها. ملايين البشر ماتو عبر التاريخ بأوبئة مرعبة زي الطاعون اللي تحول بعد اكتشاف المضادات لمرض علاجه بسيط جدا، وملايين ماتوا من أصغر اصابة بسبب تلوث الجروح قبل ما المضادات تغير ده.
– لكن سوء استخدام المضادات الحيوية بجرعات كبيرة، والافراط في استخدامها بدون حاجة ليها، خلى أنواع البكتريا تطور من قدرتها على مقاومة المضاد الحيوي، وتنتشر بشكل أسرع ويبقى تأثير الدواء أقل في الكفاءة والعلاج.
– المقاومة دي بتزيد بشكل متسارع، وبتهدد التقدم الطبي اللي وصلت له البشرية في العلاج والجراحة، وبتخلينا مهددين نرجع لعصر ما قبل اختراع المضادات الحيوية، لما كانت أبسط العمليات الجراحية بتمثل خطورة بالغة على حياة الإنسان.
– فيه 700 ألف إنسان بيموتوا سنويا بسبب المقاومة دي، عشان كدا منظمة الصحة العالمية بتحذر من المشكلة باعتبارها أكبر خطر على الصحة العالمية والأمن الغذائي. الجهات المعنية بالعالم بتتوقع انتهاء فعالية معظم المضادات الحيوية قبل 2050، لو استمر الوضع الحالي زي ماهوا، وأصدرت بيانات بأهم الميكروبات اللي بتمثل خطورة كبيرة، من ضمنها بكتيريا “المكورات العنقودية الذهبية” MRSA، المسببة الأساسية للعدوى وبتظهر في أمراض خطيرة زي تسمم الدم والتهابات صمامات القلب.
– في محاولات في السنين الأخيرة لوضع استراتيجيات مختلفة لمواجهة الخطر ده، زي تقليل استخدام المضادات الحيوية إلا عند الضرورة الفعلية، وإنه ده يتعمله اختبارات وحسابات للجرعة المحددة والمناسبة، دول كتير متقدمة طبياً وعلمياً بتعمل كده بالقانون ومستحيل حد يروح صيدلية يشتري مضاد حيوي بدون روشتة، لكن للأسف العادات الصحية والطبية في كتير من دول العالم مبتتغيرش بسهولة.
– على جانب تاني في محاولات علمية وبحثية كتير لاكتشاف حل للمشكلة دي في آخر 30 سنة، خاصة مع توقف معظم شركات الأدوية الكبيرة عن البرامج البحثية الخاصة باكتشاف مضادات حيوية جديدة لأن المكسب المالي منها مش كبير.
– المركب اللي وصل له الفريق البحثي اللي بيشارك فيه دكتور عمر، ممكن ينتج عنه مضاد حيوي جديد ليه فعالية شديدة ضد بكتيريا ” المكورات العنقودية الذهبية” MRSA، وهيصعب مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية.
– كمان هيخلي الجهاز المناعي يتمكن من إزالة عدوى المكورات العنقودية الذهبية، وهيقلل من قدرتها على التحور وتغيير سلوكها في الجسم عشان تقاوم العلاج، بالإضافة لأنه المركب اللي تم اكتشافه هيشتغل على “عامل الضراوة” في بكتيريا الMRSA أو المكورات العنقودية وهو حاجة زي جيش الدفاع عند البكتيريا اللي بيقاوم أي هجوم خارجي عليها من المضادات الحيوية، وده معناه إن المركب اللي الباحثين بيشتغلو عليه هيحقق نجاح كويس.
– بشكل عام المركب في مرحلة التجربة، ولسه هيتم تجربته على حيوانات التجارب، لكن تم تجربته على كائنات أخرى زي ديدان الشمع اللي عندها مكورات عنقودية تشبه اللي عند الإنسان، وعلى خلايا الماكروفاج المصابة بالمكورات العنقودية، (وظيفتها التهام الميكروبات وقتلها)، وأثبتت فعالية كبيرة.
– التجربة دي وغيرها من النماذج المصرية الناجحة اللي دايماً بنحرص في صفحتنا إننا نتكلم عنهم ونشير لإنجازاتهم دليل على إن المصريين مش ناقصهم حاجة عن غيرهم من الشعوب، احنا مش أغبى ولا أكسل ولا أي حاجة من الصفات السلبية اللي بنسمعها!
لكن ناقصنا ادارة عندها كفاءة تمنح الفرص بعدالة، وناقصنا إرادة سياسية تهتم بالتعليم والبحث العلمي الحقيقي، محتاجين مؤسسات علمية مستقلة قادرة تقوم بدورها مادياً ومعنوياً بدون قيود بيروقراطية وتشجع الباحثين على رفع مستوى تعليمنا وصناعتنا المصرية، زي كل الدول المتقدمة ما بتعمل وعرضنا ليكم تجاربها زي ألمانيا والهند وغيرها.
الإمكانيات البشرية عندنا لو اتوفرت ليها الظروف السليمة بالتأكيد هنشوف فرق كبير جدا.
– نتمنى إن كل مراحل اختبارات الدواء تنجح وبالتالي هيبقى نجاح علمي كبير جداً بينقذ مئات الالاف من الناس سنوياً. وبالتأكيد شيء مشرف إن يكون جزء من الانجاز المنتظر ده يحصل من باحث مصري زي الدكتور عمر الخلفاوي اللي بنتمناله كل التوفيق والنجاح.