– مصر هتبدأ توزيع لقاحات التحصين ضد فيروس كورونا على سكانها قبل نهاية الشهر الحالي، بعد ثبات فعالية عدد من اللقاحات واعتمادها في بعض الدول الكبرى.
دي المرحلة اللي كلنا مستنينها من شهور عشان نعدي المرحلة الصعبة اللي العالم كله بيمر بيها، لكن فيه أسئلة كتير مطروحة عن اللقاحات اللي هتوفرها الحكومة وطريقة توزيعها. المعلومات اللي نعرفها عن خطة الحكومة مش كتير، هنحاول نستعرض المتاح منها في البوست ده.
*****
أبرز اللقاحات المطروحة عالميا هي لقاح:
1- فايزر- بوينتك (ألماني): نسبة فعاليته تصل 95 % لكنه غالي الثمن ويحتاج درجة حرارة تصل ل70 درجة مئوية تحت الصفر، لحفظه ونقله.
2- مودرنا (أمريكي): نسبة فعاليته تصل 94 %، وبيتم حفظه تخزينه في ظروف عادية، وتم اعتماده من أيام في الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
3- أكسفورد- أسترازينيكا (بريطاني): فعال بنسبة تتراوح بين 62 و90%، وهو أرخص من اللقاحين السابقين.
4- سينوفارم (صيني): نسبة فعاليته 79 %. وهو الأرخص بالنسبة لمصر والأسهل من حيث توفيره، لإن مصر شاركت في التجارب السريرية عليه بـ 3 آلاف متطوع.
– اللقاح الصيني ولقاح أوكسفورد هيا لقاحات تقليدية، فكرتها الأساسية هي تطعيم الإنسان بفيروس ميت، عشان الجسم يكون أجسام مضادة له، بينما فايزر ومودرنا معمولين بطريقة جديدة هيا حقن مادة وراثية للفيروس mRNA
– لكن فيه معلومات كتير غايبة عن اللقاح الصيني، زي الدراسات العلمية والأبحاث الإكلينيكية اللي اتعملت على اللقاح، ونتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ومن الضروري إعلان التفاصيل دي، خصوصا إن الشركة الصينية كانت متورطة في فضيحة سابقة باعت فيها ٤٠٠ ألف لقاح ظهرت فيها مشاكل.
*****
إيه اللقاحات اللي الحكومة هتوفرها؟
– مصر هتستورد من اللقاحات دي بكميات مختلفة، لكن هتعتمد بشكل كبير على الصيني لعدة أسباب، من ضمنها سهولة توفيره ورخص تكلفته، وسهولة تخزينه لوجستياً عكس مثلاً لقاح فايزر اللي بيتطلب أسلوب تخزين صعب توفيره في مصر بشكل كبير ومنتشر على مستوى الجمهورية.
– مافيش إعلان رسمي عن توقيع صفقات للحصول على اللقاح، وكل اللي نعرفه هو من خلال تصريحات المسؤولين اللي أحيانا بتكون متضاربة!
– وزيرة الصحة قالت إن الحكومة تعاقدت على الحصول على 100 مليون جرعة من الشركات المختلفة، عبارة عن 40 مليون جرعة من اللقاح الصيني سينوفارم، و20 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا- أكسفورد، بالإضافة ل40 مليون جرعة ستحصل عليها عبر آلية مبادرة كوفاكس ( مبادرة دولية لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة والمتوسطة بأسعار مناسبة، وهي اللي هتحدد نوع اللقاحات اللي هقدر توفرها).
لكن مقالتش أي مواعيد محددة لوصول الكميات دي!
– قالت كمان التعاقد على لقاح موديرنا مش مستبعد، وإن التفاوض على لقاح فايرز مستمر، وإن لقاح سينوفارم هيتم تصنيعه محليا، بينما تتفاوض على إنتاج لقاح استرازينيكا- أكسفورد في مصر.
– عندنا مثلاً تصريح تاني من “هيئة الدواء” بيقول إنه هيتم ترخيص لقاح أوكسفورد – استرازينيكا بشكل طارئ في خلال شهر من شهر لنص، وإنه لسه هيخضع ل 4 مراحل من التجارب داخل مصر عشان يتم السماح بيه.
*****
– وزارة الصحة خصصت 34 مركز على مستوى الجمهورية لتوزيع اللقاح. وقالت إن أخذ اللقاح اختياري ومش إجباري، وفي موقع إليكتروني الوزارة عملته لاستقبال طلبات الحصول عليه، لكنه لسة في مرحلة التشغيل التجريبي .
– الحكومة أعلنت إن الأولوية هتكون للأطقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة زي الفشل الكلوي.
– لكن حتى الآن مانعرفش أي تفاصيل عن تقديرات وزارة الصحة لعدد الأفراد من بين الفئات دي، وضروري يكون التفاصيل دي واضحة ومعلنة، بدل ما ندخل في حالة فوضى بسبب بدء التوزيع مباشرة، خصوصا إن على أحسن تقدير (حسب كلام وزيرة الصحة) عدد اللقاحات اللي هيتوفر، هيكون كافي ل50 مليون شخص، لأن كل شخص بياخد جرعتين من اللقاح.
توزيع أنواع اللقاحات المختلفة على الفئات ذات الأولوية برضه محل تساؤل. حسب 3 مصادر طبية حكو لموقع مدى مصر، كبار الشخصيات والمسؤولين ورجال الأعمال هياخدو لقاح شركتي فايزر بيونتك بسبب ارتفاع سعره وتكلفة نقله وتخزينه.
– الطواقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المناعية الخطيرة (أكثر ناس تضررت من كورونا)، هياخدوا لقاح موديرنا، لسهولة إجراءات نقله وتخزينه وانخفاض تكلفته عن اللقاح الأول.
– باقي المواطنين هياخدوا اللقاح الصيني، لرخص ثمنه وسهولة توفره في أسرع وقت.
– كمان فيه معلومات متضاربة عن تكلفة اللقاح. في البداية اتقال إنه هيتوزع بشكل مجاني على الكل، لكن وزيرة الصحة قالت مؤخرا إن هيكون مجاني لغير القادرين فقط، وصندوق تحيا مصر هو اللي هيتكفل بالتكلفة عنهم، أما باقي الناس هيدفعوا قيمته.
– وده اللي بيعترض عليه كتير من المتابعين، على رأسهم المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
– المبادرة بتقول إن الدولة ملزمة بتقديم اللقاح بشكل مجاني لكل المواطنين، بحكم المادة 18 من الدستور اللي بتقول إن تقديم الخدمة الصحية فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة يكون مجاني، وده يشمل التطعيمات في أوقات الأوبئة، وبالتالي من واجب الدولة إنها توفره للمواطنين بغض النظر عن مستواهم الاقتصادي، ده حقهم والتزام دستوري في وقت كارثة طبيعية زي الوباء الحالي.
– لكن لحد دلوقتي وبشكل عام ملف اللقاح وإدارته فيه كتير من البطأ في اتخاذ القرارات وإعلان المعلومات، وده بالمقارنة بكتير من الدول اللي بدأت فعلاً حملات تطعيم واسعة للمواطنين ولأعضاء الفرق الطبية، وحاطة هدف إنها تطعم رقم محدد من الشعب، ده لسه مش متحقق عندنا لحد اللحظة دي.
– وبيزيد الأمر غموض، إنه عندنا شحنة من الإمارات فيها 50 ألف جرعة من اللقاح الصيني، لحد دلوقتي مش معروف إيه اللي تم من إجراءات في الشحنة دي، لأنه مفيش حملة اتعملت لتطعيم الأطباء مثلاً أو أصحاب الأمراض المزمنة، على الرغم من إنه مثلاً “هيئة الدواء المصرية” أقرت التعامل مع لقاح “سينوفارم” الصيني، من يوم 4 يناير، والوزيرة نفسها اللي أعلنت الخبر.
– وفي نفس الوقت اللي الحكومة متأخرة في استيراد اللقاحات، ومن قبلها في التوسع بإجراء المسحات، بنشوف مثلا انها مكملة في الاقتراض الأجنبي عشان مشاريع إنشائية زي مثلاً القطار الكهربائي “مونوريل” اللي هيربط العاصمة الإدارية الجديدة بمدينة 6 أكتوبر، واللي تكلفته 2.7 مليار يورو، واللي مخطط الإنتهاء منه بشكل كامل خلال 34 شهر، كان ممكن مثلاً تأجيل بدايته لمدة 6 شهور أو سنة.
– نفس الأمر هنا ينطبق على كتير من إنشاءات العاصمة الإدارية الجديدة، واحنا دلوقتي مش بنجادل في تنفيذها ولا لأ، لكن كان ممكن على الأقل نوفر ونأجل العمل لمدة 6 شهور أو سنة لحد متنتهي جائحة كورونا وتأثيراتها، على الأقل عشان نقدر نستورد كمية جيدة من اللقاح في وقت مهم وحرج زي ده بيروح فيه أرواح كتيرة جداً من المواطنين.
– ملف الإسراع في وصول اللقاحات، وعدالة توزيعها، المفروض إنه يبقاله أولوية في عمل الحكومة، لكن للأسف الإيقاع شديد البطئ وده بيأخر في إنقاذ المواطنين، وبيخلينا مش عارفين إمتى هتكتمل العملية، وامتى هنطمن على حياة أفراد أسرنا الأكثر عرضة للخطر، في ظل التزايد الواضح بالاصابات والوفيات.
*****