– امبارح بالليل صرحت مصادر أمنية مجهولة لأكتر من موقع عن القبض على الطالب أحمد بسام زكي، وإنه جاري عرضه على النيابة بعد انتشار الشكاوى ضده، وبعدها صدر بيان رسمي يؤكد القبض من النيابة .
– خلال اليومين اللي فاتوا كثير من المصريين تابعوا قصة الشاب أحمد بسام زمي، هي عبارة عن شكاوى جماعية وصلت لأكتر من 50 بنت بيتهموه بوقائع مختلفة ما بين الاغتصاب والتحرش والابتزاز الجنسي والتهديد، وكمان انضم لنفس الشكاوى العلنية دي شابين كمان قالوا انهم تعرضوا لنفس الممارسات منه!
– النهاردة هنتكلم عن ملخص القصة، وكمان عن الدور المفترض للقانون والنيابة العامة ومؤسسات الدولة في الحالة دي؟ ونعمل ايه عشان ده ميتكررش في مجتمعنا؟ وخطاب التبرير المؤسف والمخزي اللي بيظهر في الحالات دي.
*****
– القصة بدأت في 2018 لما مجموعة من البنات علي جروب خاص بالجامعة الأمريكية كتبوا أنه زميل ليهم اسمه “أحمد بسام” اتحرش بيهم، وظهرت قصص بعضها حصلت بوقت الجامعة، وبعضها ترجع لسنة ٢٠١٥ لما كان أحمد طالب في المدرسة الثانوية الأمريكية!
– الموضوع هدي لأنه قال وقتها أنه بيعاني من مشاكل نفسية وهتيعالج، وهدد انه هينتحر في الجامعة، وفيما يبدو أنه محاولة تستر للأسف الجامعة مفتحتش أي تحقيق رسمي لكن خرج من، وأهله سفروه يدرس في أسبانيا، وحاليا بدأت تظهر على تويتر قصص عن تحرش تورط فيه في برشلونه برضه.
ومؤخرا الجامعة الأمريكية بالقاهرة أصدرت بيان انه “انهى دراسته” فيها في ٢٠١٨ بدون توضيح يعني هوا اتفصل ولا مشي ولا إيه بالظبط.
– الموضوع انتشر مؤخرا بعد ما مجموعة بنات من ضحاياه عملو أكاونت على
انستجرام بيدعو المتضررات يبعتو شكاويهم وأدلتهم:
على الأكاونت هتلاقو في البوستات والتعليقات عشرات القصص، وكمان تسجيلات صوتية فيها أحمد بيهدد بحقارة بنات إنه هيفضحهم لو ممارسوش معاه أفعال جنسية بالإجبار.
– في أحد التسجيلات بيهدد بنت عندها ١٦ سنة إنه هيقتل الشخص اللي قالتله انها ارتبطت بيه وهيا بترجوه يسيبها في حالها.
– ضمن القصص إنه اقنع بنت قاصر انه هيفرجها على الچيم فى كومباوند أب تاون كايرو، ولما فرد الأمن جه اداله فلوس ومشاه عشان يقفل عليهم الجيم، واغتصبها وجالها كسر في الحوض من أثر عنفه.
– القصص بتتطرق لوقائع اغتصاب 7 بنات على الأقل، وبعضهم صورهم وهددهم بالتصوير.
– أحمد اغتصب ولد عنده ١٥ سنة تحت تهديد السلاح و عوره بسكينة!
– احمد لما حد بيهدده بيقول إن له قرايب في الأمن الوطني و محدش هيعرف يعمله حاجة طبعاً!!
– محدش عارف هل أحمد له قرايب في الأمن الوطني فعلاً ولا ده مجرد كلام بيقوله وخلاص، لكن اللي نعرفه أنه والد أحمد اللي هو المهندس بسام زكي الرئيس التجاري لشركة فايبر مصر، أحد أكبر الشركات في مجالها، واللي بتشتغل بشكل وثيق مع الحكومة في مشاريع حساسة، منها مشاريع البنية التكنولوجية للعاصمة الإدارية الجديدة.
– والد أحمد قفل كل أكاونتاته على التواصل الاجتماعي بما فيها حسابه علي لينكد ان بعد ما الناس بدأت تعرفه، ومطلعش أي تصريح لحد دلوقتي دفاعا عن ابنه، وده بحد ذاته مؤشر على معرفته بجرايم ابنه اللي حاول طبعا يتستر عليها، والبعض بيحكي انه هدد برفع قضية تشهير على أول بنت اتكلمت في ٢٠١٨.
*****
هل البنات قدموا شكاوى رسمية للنيابة؟
– حتى الآن نعرف ان النيابة تلقت شكوى واحدة فقط.
– المحامية نهاد أبوالقمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، والأستاذة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، قالوا ان بنات تواصلوا معاهم بشكل مباشر وحكولهم اللي اتعرضوله.
– المحامية نهاد أبوالفمصان قالت ان البنات كانت بتسأل فورا عن إجراءات البلاغ في النيابة وايه المعاملة اللي بتحصل ليهم، وهل مضمون سرية البيانات؟
– النقطة دي هي أكتر نقطة بتخلي البنات تتردد دايما، إنهم يتعرضوا في أقسام الشرطة والنيابة لمعاملة مهينة أو محرجة أو غير متفهمة لحساسية قدرتها على الحكي، وكمان إنه يتم تسريب بياناتهم وأسمائهم من الورق سواء للصحافة أو لأسرة المغتصب، وده للأسف شيء متكرر جدا في مختلف القضايا.
– اتكررت سابقا وقائع ان بنات تشتكي من الي اتعرضوله في الأقسام لما يروحو يبلغو، ده غير شكاوى ان بياناتهم توصل لأسرة المتهم ويتصلوا يهددوا ويضغطوا.
– ده غير موقف الأهالي اللي كتير بيكونو غير داعمين وبيفضلوا السكوت تحت حجة إن ده “ستر للبنت”، وده بيحصل حتى في الطبقات المتعلمة اللي بينتمي لها الولد وضحاياه، لكن ده بينما الحقيقة تضييع الحقوق عمره ما كان ستر!
*****
– في القصة دي لازم نسأل عدد من الأسئلة لكل الجهات المسؤولة والمتورطة.
– أول حاجة لازم نسأل الجامعة الامريكية بالقاهرة عن ملابسات ترك أحمد للجامعة في 2018؟ هل تم فصله؟ ولا هو مشي لوحده؟ للأسف المستشار الإعلامي للجامعة د أشرف حاتم واللي كان وزير صحة سابق، طلع تصريحات متعجرفة وسيئة، واللي تقريباً بيقول فيها إنه كل اللي بيتنشر على الفيسبوك هدفه الإساءة للجامعة بما إن الطالب ده مبينتسبش ليها حالياً!
رغم أنه وقائع التحرش والاغتصاب دي جزء منها حصل وهو طالب في الجامعة.
– كمان نسأل أب تاون كايرو اللي هوا من أغلى أماكن السكن في مصر، هل فتح تحقيق في الاتهامات دي؟ هل ممكن يطابق الأقوال بتواريخ تواجد رجال الأمن؟ هل بتحتفظوا بأرشيفات الكاميرات ولا اتمسحت؟
– وهل فعلا فيه جهات أمنية بأسرة أحمد ولا ادعاءات منه؟ هل والد أحمد استغل سلطته في أنه يخلي الجامعة متخدش إجراء قانوني؟
*****
هل المفروض نصدق أي ادعاءات بالتحرش والاغتصاب؟
– الأصل انه طبعا لازم يكون أي ادعاء عليه أدلة كافية، وانه المتهم، أي متهم، ياخد فرصته في الدفاع عن نفسه، وصحيح ياما ثبت ان ادعاءات تطلع كاذبة وافتراء.
– لكن كمان لازم نراعي نقطتين في النوع ده من الادعاءات.
– النقطة الأولى هي نقص ثقة البنات الضحايا في قدرة منظومة العدالة الرسمية على ضمان الحماية والسرية والاحترام ليهم، وكمان نقص الدعم المجتمعي، فبيضطروا يلجأوا للوسائل دي زي الحكي والتشهير العلني، كبداية على الأقل قبل اتخاذ الاجراء القانوني.
– واذا كانت ممثلات في هوليود وهما أغني وأقوى خافوا يتكلموا لسنوات فمابالنا بالوضع عندنا.
– النقطة التانية الحاسمة جدا اننا مش بنتكلم عن ادعاء واحد، فوارد ساعتها فعلا يظهر انه بنت بتدعي لخلاف شخصي أو أي حاجة، لكن بنتكلم عن “تواتر”، عن عشرات الشهادات بأوقات مختلفة مفيش رابط منها.
ولما ده بيحصل بيبقى اسمه “نمط سلوك”، وده من أكتر الحاجات اللي بتميز المتحرش أو المغتصب، مش بيعمل كده مرة واحدة وخلاص، بل بيعمل ده عشرات أو مئات المرات، وكل القضايا الكبيرة المحلية والعالمية زي الملياردير جيفري إبستين أو المنتج هارفي واينستين حصل فيها كده.
– والغريب إننا لما حد بيقول اتعرضت لسرقة مثلا مش بنشوف هجمة التشكيك دي.
*****
هل فيه أي تبرير ممكن؟
– في القصة دي وفي غيرها من القصص المتكررة بنلاقي تبريرات متكررة، من نوعية طب متشوفو كانو لابسين إيه؟ وأصل البنت هيا اللي راحتله، وبالتأكيد الكلام ده مرفوض تماما، ومجرد ذكره في السياق الخاص بالتحرش والاغتصاب بأي صورة، زي ما بيعمل مثلا للأسف عبدالله رشدي اللي بيقول عن نفسه انه داعية أزهري رغم تبرؤ الأزهر منه، هوا بمثابة تشجيع للجناة، وشفنا فعلا في التعليقات على النوع ده من البوستات ناس بتعتبر انه كده هتوقع العقوبة “بالمتبرجات” لما يتحرشوا بيهم، مع إن الغالبية الساحقة من نساء مصر أصلا محجبات وبيتعرضن للتحرش رغم ذلك!
– غريب جدا كمان وجود كلام دائم انه حرام المتحرش او المغتصب ده “نضيع مستقبله”، وهو كان عمل ايه يعني، كإنها حاجة بسيطة أو شقاوة شباب، مش جريمة قانونية وإنسانية في قمة الخطورة.
*****
– نلاحظ طبعاً شيء مؤسف إنه البنات دول، وغيرهم قبل كده كتير كانوا بيخافوا جداً وبيقعوا ضحية الابتزاز بسبب خوفهم من أهاليهم، وده الحقيقة لازم يخلي الأهالي تخجل من نفسها، إنه لما بنتك أو ابنك يتعرض لتحرش أو اعتداء جنسي يبقى خايف يحكي عشان رد فعل الأب أو الأم اللي هيلومهم؟! في كام بنت بتخاف تحكي لأهلها عن التحرشات اللي بتتعرض ليها في المدرسة أو الجامعة أو الشارع عشان ميتمش منعها من النزول للشارع أو الاعتداء عليها هيا باعتبارها إنها أكيد كانت مستفزة أو إنها متردش وتوطي راسها عشان البنات المؤدبة بيتصرفوا كده !!
– للأسف خوف البنات من الأهل، وخوف الأهل من الوصمات الاجتماعية، بيخلي مجرمين كتير يفلتوا بعمايلهم سواء من التحرش أو الاغتصاب، لأنه هيضمن إنه محدش هيعمله حاجة عشان الضحايا هيخافوا أو أهلهم هيخوفوهم ! لسه شايفين جريمة المنصورة اللي واحد لما حب يطلق مراته سلط واحد يغتصبها ويصورها عشان دي أفضل طريقة يثبت بيها إنها غير محترمة والموضوع وصل انها اتقتلت!
*****
– العيشة في أغلى الكومباوندات اللي ميقدرش يسكن فيها أي حد، وإنك تودي ولادك وبناتك أغلى المدارس والجامعات الخاصة في مصر ده مش ضمانة إن ولادك هيعيشوا في بيئة آدمية مناسبة تحميهم فعلاً. الحماية الحقيقية هي إنه المجتمع يكون بيئة آمنة للستات ويضمنوا حساب أي مجرم جديد.
– مفيش بنت أو ست في مصر مهما كانت طبقتها الاجتماعية ( ساكنة في كومباوند – أو في قرية )، أو ملابسها ( محجبة – منقبة – بتلبس أي لبس ) إلا وليها تجربة كضحية أحد أنواع التحرش سواء في الشارع أو مكان الدراسة أو مكان العمل ! وده الحقيقة مؤشر مؤسف نقيس بيه تحضر المجتمع واحترامه للسيدات.
– مراتك أو بنتك أو أختك أو حتى أمك، كلهم كسيدات معرضين تماماً للوقائع المؤسفة دي، وللأسف بدل ميلاقوا الدعم من أسرهم، بيخافوا يقولولهم عشان اللوم ميقعش عليهم هما ! وبدل ميلاقوا الدعم القانوني من ظباط الشرطة في الأقسام، بيلاقوا السخرية والتهكم، أو التحرش من الظباط والأمناء واعتبار البنت فقرة تسلية جاية تحكيلهم حكاية جنسية تبسطهم !
– مطلوب دايماً يتاخد إجراءات حقيقية لردع الأنواع دي من المجرمين، إجراءات قانونية وسياسية ومجتمعية، طريقة لحماية حق السيدات في الشكوى القانونية الفعالة. ومنتظرين أخبار تحقيقات النيابة في الجرايم دي.
*****