– من حوالي أسبوع في زيارة الرئيس السيسي لقنا افتتح عدد من المشروعات، منها صوامع تخزين حديثة للقمح في المحافظة.
– خلال الخمس سنوات اللي فاتت حصل تطورات مهمة جدا في ملف تخزين القمح، وفي إنجازات حقيقية عملتها الحكومة في الملف ده تستحق الإشادة.
– ايه اللي حصل في السنين الأخيرة؟ ليه ده مشروع مهم جدا؟ وإزاي ممكن يتبني عليه حاجات تانية تفيد مصر بشكل أفضل؟
ايه اللي حصل في السنين اللي فاتت؟
– من 2015 ولحد دلوقتي تم ضخ استثمارات مكثفة من قبل الدولة في عملية إنشاء الصوامع الحديثة، اللي هي الصوامع المعدنية مش الصوامع الترابية اللي ممكن توصل فيها نسبة الفاقد في المحصول نتيجة النقل والتخزين لحوالي 15-20 % من المحصول، ودي نسبة كبيرة.
– في الخمس سنين اللي فاتوا تم ضخ 1.8 مليار دولار في عمليات إنشاء الصوامع، في ما يسمي بالمشروع القومي للصوامع، وموضوع الصوامع قديم حتى من قبل الرئيس السيسي. تحديدا من يونيو 2011 بعد الثورة مباشرة لما كان وزير التموين وقتها الدكتور جودة عبد الخالق.
– الدكتور جودة كان أعلن في 2011 أنه الدولة انتهت من بناء أول 14 صومعة معدنية ضمن مشروع الـ 50 صومعة اللي كانت مستهدفاه الحكومة.
– لكن في الفترة من 2014 ولحد دلوقتي تسارع الإنجاز في المشروع، وبنينا حوالي 30 صومعة جديدة في السنوات الأخيرة دي، عشان السعة التخزينية للشركة القابضة للصوامع والتخزين ترتفع من مليون و700 ألف طن في 2014 لحوالي 2.1 مليون طن في 2020.
– وبحسب تصريحات أخيرة لوزير التموين علي مصيلحي في أكتوبر اللي فات فالطاقة التخزينية للصوامع المصرية الآن حوالي 3.4 مليون طن، وده تقريبا استهلاك مصر المحلي من القمح في 4-5 شهور لأننا بنستهلك تقريبا 800 ألف طن شهريا.
– خلال الفترة الأخيرة برضه بدأ اتفاق مع شركة IBM لأتمته الصوامع دي بالكامل بحيث نقلل من تدخل العامل البشري في النقل ومراقبة الحبوب وجودتها ونقلل الفاقد منها أكثر من كده.
– إحنا لسه محتاجين استثمارات أكثر في مجال إنشاء الصوامع بالطبع عشان نقدر نوصل بالمخزون الاستراتيجي السنوي من القمح لمستويات أفضل، لكن معدلات الإنجاز في المشروع تستحق الإشادة زي ما قولنا.
ليه مشروع زي ده مهم؟
– مصر هي أكبر مستورد عالمي للقمح، بالتالي الحفاظ على القمح وجودة تخزينة وتقليل الفاقد منه في عمليات النقل والتوريد والحفظ هي شيء في غاية الأهمية والخطورة ومينفعش يكون بره أولويات الحكومة.
– كمان لأنه القمح بيحتل أهمية كبيرة جدا في حياة المصريين، وهو مكون أساسي عن طريق العيش والمكرونة في السلة الغذائية للمصريين.
– التقديرات بتقول إنه المصريين بيحصلوا من الحبوب على ثلث السعرات الحرارية و45 % من البروتين، وعشان كده القمح وغيره من الحبوب منتج مهم جدا بالنسبة لكل المصريين تقريبا.
– الحفاظ على القدرة التخزينية ليك بيخليك أقل عرضة ولو بنسبة أقل يعني لتغيرات الأسعار العالمية لأنه المخزون بتاعنا بيقدر يوفر لنا جزء من المرونة في عمليات الاستيراد والتفاوض على الأسعار مع الموردين الأجانب.
– طبعا ده محتاج أنه يكون مخزون القمح بتاعك بيغطي 8 شهور مثلا أو أكثر وده ممكن يتحقق لو المشروع القومي ده استمر في إنشاء الصوامع وتحسين كفاءة إدارة الصوامع اللي موجودة.
– مصر بتستهلك سنويا حوالي 9.6 مليون طن من القمح، وده يعني أننا محتاجين عشان نقدر نوصل لـ8 شهور حوالي 50 صومعة تانين بره المشروع الحالي اللي أنجز منه 44 صومعة على مدار السنوات من 2011 لحد النهاردة.
– طبعا ده رقم كبير وبيحتاج استثمارات كبيرة من الدولة، بالأسعار الحالية ممكن مشروع زي ده يكلف في حدود 6-7 مليار جنيه لإنشاء الصوامع دي.
– لكن نرجع نقول ده استثمار مهم على المدى الطويل لأنه لو بس هيحافظ لنا على 10 % هدر بس من القمح كل سنة، فده يعني أنه هيوفر في حدود مليون طن قمح سنويا وسعر طن القمح حاليا حوالي 5000 جنيه، وده يعني أنه المشروع بيوفر هدر حوالي 5 مليار جنيه في السنة الواحدة.
****
محتاجين ايه تاني عشان نحسن كفاءة إنتاج واستهلاك القمح في مصر؟
– الهدر اللي بيحصل في القمح مش بس في الصوامع، لكن في عمليات النقل للصوامع والحصاد واللي التقديرات بتقول أنه بيهدر كمان 10% من الإنتاج المحلي للقمح تقريبا كل سنة، يعني في حدود 300-400 ألف طن في السنة مهدرة بسبب الحصاد والنقل غير الكفء للمحصول.
– لو ضفنا على ده الهدر الناتج عن التغيرات المناخية واللي متوقع تأثر بشكل كبير على إنتاجية القمح في العالم كله، هنلاقي أننا محتاجين استثمارات في تحسين سلسلة التوريد بتاعه القمح من البداية.
– بداية من الفلاح اللي بيزرع القمح، واللي محتاج دعم فني ومادي وسماد وتوفير إرشاد زراعي جيد لتحسين الإنتاجية بتاعه الفدان، لغاية استثمارات من الدولة في عمليات الحصاد نفسها ومساعدة الفلاحين ماديا وإرشادهم للطرق الأمثل للحصاد.
– محتاجين الدولة أو وزارة الزراعة تحديدا هي اللي تستلم القمح مباشرة، وتقوم بالمشاركة في عمليات الحصاد لتقليل الهدر مع الفلاحين، القمح لما بيروح للشون من خلال تجار الفلاح لا يستفيد بالسعر بشكل مباشر وبيحصل هدر أكثر.
– الاستثمار في تطوير البنية التحتية للزراعة بشكل عام هو شيء مهم، بنشوف ده بيحصل في مشاريع زي تبطين الترع لتقليل الفاقد من المياه، ومشاريع معالجة المياه والاستصلاح اللي بتتم، لكن كل الاستثمار في البنية التحتية ده بدون تطوير سلسلة التوريد نفسها ورفع كفاءة استخدام الموارد عند الفلاحين مش هيحقق أهداف الأمن الغذائي لمصر.
– عشان كده دعم وإشراك الفلاحين المصريين في المشروعات دي مهم جدا، مينفعش يكون الفلاح شغال بضعف تكلفة الإنتاج بتاعة المحصول نتيجة رفع سعر الأسمدة والطاقة ونقوله ازرع لنا قمح كفاية.
– على الجانب الآخر محتاجين نرشد استهلاك القمح في مصر، ونحارب الهدر في الاستهلاك في القمح وفي كل المحاصيل، تقديرات الفاو بتقول أنه تقريبا 45-50 % من الخضار والفاكهة بيتم إهدارها من قبل الأسر والمطاعم، إذن احنا محتاجين حملات توعية للمشكلات دي، ومحتاجين قبل ده تطوير لعمليات نقل وتخزين كل المحاصيل دي.
– لأنه الخضار مثلا بيستهلك مياه، وبياخد من حصة الأرض اللي كان ممكن تتزرع قمح وفي النهاية بيتم إهداره من خلال النقل والتخزين السيء والاستهلاك السيء.
– محتاجين إجراءات كثيرة للحد من الهدر في رحلة الغذاء من الحقل أو المزرعة لحد ما يوصل للاستهلاك النهائي، شبكات تجارة داخلية أقوي وإدارة أفضل لعمليات النقل والتخزين، مجمعات استهلاكية جيدة متوفرة من الحكومة في كل المحافظات والأماكن. كمان إنشاء أسواق جملة حديثة للناس وغيرها من الخطوات اللي مع الوقت هتخلينا قادرين نواجه مشكلات كبيرة بيواجهها العالم حاليا وهو متقدم علينا بخطوات كثيرة.