– من أيام كتبت غادة عبدالرازق أنها بتتحارب في شغلها من شركة إعلام المصريين وعايزين يقعدوها في البيت في الموسم الرمضاني الجاي، وانه لما اتكلمت قالولها أن دي شركة تبع المخابرات والجيش، وبعدها فوراً شفنا لجان الكترونية بتهاجمها على هاشتاج، واليوم السابع بتغطيه.
– موضوع غادة عبدالرازق مهم جدا لانه بيفتح كلام حوالين كارثة بتحصل في الوقت الحالي وهيا ان الدولة والجهات الأمنية بتحتكر سوق الدراما والانتاج الفني وتتلاعب فيه، بعد ما تم احتكار سوق الاعلام بالكامل.
– كتبنا قبل كده في الموقف المصري عن التغيرات الكبيرة اللي حصلت في الإعلام وازاي بشكل علني مش سر ولا حاجة بقى الغالبية العظمى من الإعلام الخاص مملوك للمخابرات العامة والحربية:
– في البوست ده هنحاول نشرح ايه التغيرات اللي حصلت في سوق الدراما؟ وليه الدولة بتعمل كده؟ وليه ده مضر للمصريين كلهم؟
*****
هو سوق الميديا شكله عامل إزاي حالياً؟
– زي ما شرحنا سابقاً الشركة الرئيسية حالياً هيا إعلام المصريين، اللي تملكها “إيجل كابيتال” التابعة للمخابرات العامة بشكل مباشر بادارة الوزيرة السابقة داليا خورشيد، وفي المقابل فيه كيان كبير تاني هوا دي ميديا التابع للمخابرات الحربية.
الكيانين دول امتلكوا كل مراحل الانتاج الدرامي:
– مرحلة الإنتاج: شركة إعلام المصريين اشترت شركات انتاج سينمائي ودرامي كبيرة أو امتلكت حصص كبيرة منها، زي “سينرجي للانتاج” و”مصر للسينما”.
– مرحلة التسويق: بنفس الطريقة إعلام المصريين تتحكم بشركات إعلان معاها حقوق دعاية حصرية على مواقع وقنوات، زي “بلاك آند وايت”، وشركة “إيجبت أوت دور” لإعلانات الشوارع، وطبعا شركة “برزنتيشن” اللي معاها حقوق الدوري المصري.
ده غير هيمنتها على سوق الصحف والمواقع، زي امتلاكها اليوم السابع، دوت مصر، صوت الأمة.
– مرحلة العرض: إعلام المصريين كانت بتمتلك قنوات أون تي في، وفي يوليو اللي فات استحوذت على قنوات الحياه كمان، ده غير امتلاكها راديو النيل، وحصة في قنوات CBC، وكمان دي ميديا تملك سلسلة قنوات دي إم سي، وقناة الناس.
– الخلاصة أنه الحكاية معادش متعلقة بالسياسة خالص، لإن دي كان كفاية فيها دور جهاز الرقابة اللي من الأول ممكن ميديش تصريح للسيناريو الا لو اتغيرت أي حاجة متعجبوش فيه، وده بيحصل فعلا بالفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق .. لكن كده بنتكلم عن تحكم كامل في مراحل “البيزنس” نفسه.
*****
طيب إيه المشكلة برضه؟ ما ينتجوا مسلسلات وغيرهم ينتج زي زمان عادي؟
– في رمضان 2015 كان عندنا حوالي 40 مسلسل مصري، لشركات انتاج مختلفة تتنافس عليها القنوات الفضائية، بعدها العدد قل تدريجيا وبقى حوالي 30.
– الجديد السنادي هوا إن الوسط الفني عرف انه صدر قرار بتقليل عدد المسلسلات أصلا هتبقى 12 إلى 15 بس، وهيبقى الغالبية العظمى من الانتاج من نصيب شركة “سينرجي” فقط، في مقابل انه الشركات المصرية التانية زي العدل والسبكي أعلنت انها مش هتعمل السنادي أي إنتاج درامي، وشركة بي لينك “السورية” هتنقل استثماراتها لبيروت.
– طيب ليه السبكي والعدل مينتجوش؟ لأنه ببساطة جهة واحدة هيا اللي مالكة القنوات، وبدأت علامات القرار الجديد تظهرإنه السنة اللي فاتت بدأت القنوات التابعة لاعلام المصريين بمنع عرض بعض المسلسلات من إنتاج شركات العدل جروب وشركة بي لينك، وبالتالي بقى مؤكد إن ممكن الشركات الخاصة المنافسة ل “سينرجي” تعمل المسلسل ومتلاقيش أي قناة تشتريه.
– بحسب اللي قاله المخرج كريم مدحت على صفحته على الفيسبوك ” الجهات السيادية حددت لكل قناه 4 مسلسلات بس، وكل مسلسل 50 مليون جنيه كسعر أقصى للشراء” ، وده بيأكد كلام الفنان شريف منير اللي قاله في افتتاح مهرجان القاهرة ساخراً من قعدته في البيت ” السنة ده هما 15 مسلسل بس”.
– لنفس الأسباب عادل إمام السنادي لأول مرة من فترة طويلة جدا مش هيعمل أي مسلسل.
*****
ده يفرق معانا في إيه؟ ما النجوم دول معاهم فلوس كتير إحنا هنزعل عليهم ليه؟
– أولاً إحنا بنتكلم عن صناعة بمجال اقتصادي كامل، المسلسل ده مش بيشتغل فيه النجم الكبير بس لكن فيه مئات المهن التانية تشمل مصورين وفنيين وعمال ونجارين وسواقين وكومبارس وفنيين اضاءة ، البعض بيقدر ان عدد المرتبطين بالمجال يوصل 2 مليون مصري.
– في العالم كله دورة انتاج الدراما مرتبطة بالمشاهدين والاعلانات اللي بتيجي على المسلسل، ولو المنتج ادا النجم فلوس أكتر من اللي هتجيله من الاعلان هيخسر والمرة الي بعدها مش هيكررها .. كل الفلوس دي سواء ارباح المنتج او اجور الفنانين بتتدفع عليها ضرايب بتدخل ملايين للموازنة العامة.
– من ناحية تانية المسلسلات دي بشكل عام مش حاجة تافهة بل العالم كله بيهتم بالانتاج الفني كوسيلة “للقوى الناعمة” للدول، وكمان كمصدر دخل ضخم اقتصاديا، زي ما بيحصل في هوليود بأمريكا أو بوليود في الهند أو المسلسلات التركي، كل دي تجارب جابت مليارات الدولارات لبلادها، ومصر تاريخيا تعرف أثر مجالها الفني والثقافي في العالم العربي.
– بس فيه مسلسلات وحشة جدا؟ طبعا بيحصل يكون فيه مسلسلات قيمتها الفنية رديئة، لكن لولا وجود الحرية واتساع المجال مكناش هنشوف تخريج كوادر من المتخصصين بالصناعة دي اللي هيطلع منهم الاعمال الأفضل، وفي الآخر المسألة اذواق، المسلسل الوحش متشوفوش ولو ناس كتير عملو زيك المنتج بيخسر ومش بيكررها، لكن أكيد مش الحل هوا اننا نقفلها خالص.
*****
– طيب ليه كل ده بيحصل أصلاً؟؟
– بنكرر ان ده ملوش علاقة بالجوانب السياسية، دي مسألة منتهية من زمان وشفنا اللي فاتت كمية المسلسلات اللي شخصياتها الرئيسية ظباط، وشفنا تمرير لأفكار أمنية زي انه مفيش حاجة اسمها اختفاء قسري أو ان الثورة مؤامرة..الخ.
– هنلاقي هنا أكتر من تفسير للتطورات الأخيرة، الأول هو إنه “الرئيس السيسي” نفسه شايف إنه مهمته الضبط الأخلاقي والقيمي للمجتمع، وقال بنفسه سابقا انه مسؤول عن دين الدولة وأخلاقها، وعشان كده اتكلم بتاريخ يونيو 2017 انه هيبقى مهمة “مجالس الاعلام” ضبط أداء القنوات والمسلسلات من المشاهد والألفاظ، وانه مشكلة الدراما والاعلام انه الدولة كانت مبطلة تتدخل لكنها هتتدخل في الموضوع ده.
– ومن الوقت ده بدأ التدخل الرقابي أكتر على الدراما والعقوبات على القنوات وحذف مشاهد وعبارات ولقطات عن طريق المجلس الأعلى للاعلام.
– التفسير التاني وهو محاولة احتكار الأرباح وتضخيمها، وبالتالي لما تقل تكلفة إنتاج المسلسل (باستبعاد بعض الفنانين أصحاب الأجور العالية وتخفيض أجور اللي هيبقى منهم) وتقليل عدد المسلسلات نفسها، وابعاد الشركات المنافسة، فده هيضمن فلوس إعلانات أكتر خاصة إن شركات الانتاج والقنوات تابعة لنفس الجهة، فبالتالي الصناعة تبقى مربحة تماماً وتروح فلوسها لجهة مبتدفعش ضرايب، ومفيش رقابة على أموالها.
وهنا بنرجع تاني لنقطة شعارات مكافحة الفساد اللي ملهاش تطبيق على الواقع.
*****
إيه الحل؟
– الحقيقة إن مفيش حل كامل ممكن إلا حل سياسي، سواء حل سياسي شامل ان كل أوضاع البلد وطريقة حكمها تتغير، أو حل جزئي إن كل المتضررين من فنانين وغيرهم ينظموا نفسهم ويحاولوا يتحركوا جماعيا، ويدفعوا نقاباتهم لتمثيلهم، لكن برضه ده صعب جدا.
– الحلول الباقية جزئية، وكل شركة أو فنان خارج الدايرة المرضي عنها بقى بيحاول يلقى حل، وبعضها حقق نتايج ايجابية رغم انه بالتأكيد نطاقه محدود.
زي الانتاج لصالح المنصات الرقمية زي نتفليكس ويوتيوب، وممكن نشوف تجربة المنصات المدفوعة عبر الانترنت زي “ِشاهد” في ام بي سي، وشفنا كمان ظهور شباب كتير قدرو يعملو سينما مستقلة زي نموذج “سينما زاوية” والمحتوى المختلف اللي بتعرضه.
*****
– حرية التعبير والابداع شيء مهم لأي مجتمع في تطوير ثقافته وتنوعه وأفكاره ونقاش قضاياه، والسينما والدراما ليهم دور كبير في نقل القيم والأفكار المختلفة بشكل أكثر انتشارات من الروايات والكتب والمحاضرات، وزي ما قلنا مصر تاريخياً كانت رائدة في المجال ده وكان أحد مصادر نفوذها في المنطقة العربية .. احتكار الصناعة ده وتحويلها لمسرح عسكري هيقضي عليها تماماً وعلى قيمتها وتأثيرها، بالظبط زي اللي عمله الكينج لما بلع الإعلام.
*****
ريان هو طفل مغربي عمره خمس سنوات، سقط في بئر ضيقة في إحدى القرى بضواحي…
- توفي يوم الجمعة اللي فاتت الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية، ورئيس الجمعية المصرية…
"الوطن هو تجربة اجتماعية مستمرَّة، وليس نَقشًا فرعونيًّا على حجر منذ آلاف السنين، تجربة اجتماعية…
- مليون مبروك لمنتخبنا الوطني اللي نجح في إقصاء الكاميرون بركلات الترجيح بعد مباراة عصيبة.…
- من أسبوع تقريبًا أصدر الرئيس السيسي قرار جمهوري رقم 13 لسنة 2022، القرار ده…
- مستمرين معاكم في حلقات تذكر وحكاية مشاهد كانت فارقة في تاريخ ثورة يناير عشان…