– من أيام، 4 صحفيين راحو نقابة الصيادلة عشان يغطوا إجراءات فتح باب الترشح لانتخابات النقابة، حاجة عادية لناس بتعمل شغلها، لكن المفاجأة انهم تعرضو لاعتداء كبير من بلطجية، واتنين منهم أصيبوا بجروح قطعية في الوجه.
– دي مش أول مرة يحصل فيها اعتداء وبلطجة من نقيب الصيادلة (المقدم) محيي عبيد، ولا أول مرة نشوف المعايير المزدوجة لجهات الدولة اللي تجاهلت بلطجية قلب القاهرة، بينما بتتحرك بأسرع وقت لو شاب رفع يافطة.
في البوست ده هنتكلم عن الواقعة دي، وأسبابها.
*****
إيه اللي حصل؟
– الصحفيين الأربعة كانوا رايحين يقومو بشغلهم بشكل طبيعي (محمد الجرنوسي من المصري اليوم، عاطف بدر من المصري اليوم، إسراء سليمان من الوطن، آية دعبس من اليوم السابع)، لكن لما الصحفية إسراء سليمان عملت مقابلة مع كرم كردي، المرشح المنافس للنقيب الحالي تم الاعتداء عليها وتكسير موبايلها، باقي الصحفيين حاولوا يتدخلوا عشان يوقفوا الاعتداء على زميلتهم لكنهم اتضربوا هما كمان، وتم سرقة موبايلاتهم واحتجازهم لمدة ساعة جوا النقابة لحد ما الشرطة وصلت.
– نقيب الصيادلة أصلاً كان ظابط في الشرطة برتبة مقدم -دخل الشرطة بعد بكالوريوس الصيدلة-، وده جزء من طريقة تعامله مع كل ملفات النقابة.
– لما الموضوع كبر، محيي عبيد اتصل بنقيب الصحفيين وقدم اعتذار وقال إنه هيحاسب اللي غلط، وحاول حل الموضوع بشكل ودي، لكن نقابة الصحفيين أعلنت مساندتها لأعضائها، وتم تقديم بلاغات للنيابة ضد نقيب الصيادلة.
– النيابة أمرت باستدعاء رانيا صقر عضو مجلس النقابة وفايز شطا المدير الاداري لنقابة الصيادلة لأن الصحفيين اتهموهم بالتحريض عليهم، وطبعا المتهم الأول هوا النقيب اللي الصحفيين أكدو إن البلطجية استخبوا في مكتبه شخصياً لما الشرطة جت.
– ومع البلاغات اللي تم تقديمها نقيب الصيادلة قال أكتر من حجة تافهة، زي مثلا انه المصورين منعوا الحضور من أداء الصلاة! ومرة يقول أصلهم بيغطو بدون تصريح – مع إن بالقانون تغطية الأحداث العامة زي الانتخابات ده مش محتاج تصاريح -وبعدها علقوا ورقة بتاريخ قديم على باب النقابة بتقول فيه انه ممنوع دخول الصحفيين إلا بإذن مسبق.
– ومن الحاجات اللي تضحك إنه نقيب الصيادلة “سيادة المقدم” محيي عبيد، بعت تلغراف للنائب العام بيطلب منه حظر النشر في ملف الاعتداء على الصحفيين، ورغم انه قدم اعتذار لكن ده ممنعوش من انه يقول على الصحفيين بودي جاردات وأشخاص مجهولين الهوية، ويطلب حظر النشر كمان في سلوك أمني مش غريب عليه.
******
هل دي أول مرة تحصل؟ وعلى إيه كل ده أصلاً؟؟
– 650 ألف جنيه!
دي خلاصة السبب الرئيسي للأزمة .. ده المبلغ اللي مفروض ان “سيادة المقدم” تقاضاه السنة اللي فاتت بس كنسب أرباح عن مشاركته بمجلس إدارة شركات تابعة لاتحاد المهن الطبية كأحد “ذوي الخبرة” حسب بيان أعضاء بمجلس النقابة، لكن طبعا هوا بينفي، لكن لو تجاوزنا دقة الأرقام مادام المصدر محل خلاف، فالنقيب مقدرش ينكر ان القضية دي هي جوهر خلافه في اتحاد المهن الطبية، لأن الدكتور حسين خيري نقيب الأطباء أقر قاعدة إن أي فلوس متروحش لجيوب ممثلي النقابات بل تروح صندوق معاشات الاتحاد.
– من حوالي شهرين في اجتماع اتحاد المهن الطبية (ممثلي النقابات الأربعة: الأطباء والصيادلة والأطباء البيطريين وأطباء الأسنان) محيي عبيد حاول يفرض على باقي الحاضرين انهم يلغوا عضوية ممثلي نقابة الصيادلة اللي هوا فصلهم ويتعين مكانهم اتنين من عنده، لكن أعضاء الاتحاد رفضوا ﻷن في قضايا مرفوعة ضد قراره وبالتالي مفيش تغيير لحد ما يتحسم النزاع القضائي.
– الاجتماع ده كان هيناقش مصير المبالغ اللي بياخدها الاعضاء مقابل تمثيل الاتحاد في شركات الأدوية، ومحيي عبيد قدم اقتراح بصرف المبالغ للأعضاء وتم رفضه.
– الموضوع تطور لتهديده لدكتور حسين خيري بإقالته من رئاسة اتحاد المهن الطبية خلال أيام – حسب بيان نقابة الأطباء عن اللي حصل – واتطور لخناقة بودي جاردات وقفل النقابة بالجنازير والاعتداء على كل الحضور خارج الاجتماع وتم الاعتداء على الصيدلي الشاب إسلام عبدالفضيل وكان ممكن يتم ذبحه من البلطجية!
– وقتها الدكتور محمد عبدالحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء، اتهم الدكتور محيي عبيد انه السبب في وجود البلطجية، وان 3 من أقاربه كانو واقفين وسطهم، وعبيد مأنكرش وجود قرايبه لكنه اتهم نقابة الأطباء إنها هي اللي جايبة البلطجية.
– نفس الموقف تكرر سابقا وقت لما النقيب عمل جمعية عمومية فصل فيها 7 من أعضاء المجلس اللي ضده – وهما بعدها بدورهم عملو جمعية أوقفوه فيها – وبرضه وقتها تم الاعتداء على الصحفيين اللي بيغطوا.
*****
أهم سؤال هنا: فين “هيبة الدولة” اللي بيكلمونا عنها طول الوقت؟
– إيه سبب إن حد يقدر يجيب بلطجية ويعتدي على صحفيين مرة واتنين وتلاتة، وفي مكان حساس زي ده بقلب القاهرة، ومحدش يكلمه؟
– واضح إن السبب علاقات (سيادة المقدم)، وكمان سبب سياسي إنه حاطط نفسه في مواجهة مجلس نقابة الأطباء اللي هوا طول الوقت بيطلع يقول ان عندهم توجهات سياسية ضد الدولة واتهامات من النوع ده واضح ان ليها صدى!
*****
– مهمة أي نقابة هي الحفاظ على حقوق أعضائها المالية والأدبية والمهنية، وبالتالي رغم إن نقيب الصحفيين الحالي كان له أدوار كتير جدا ضد مهنته، وعلى رأسها تأييد قانون تنظيم الصحافة اللي اتكلمنا عنها، لكن المرادي حتى الآن الموقف إيجابي وده مكانش هيحصل بدون ضغط أعضاء النقابة .. الصحافة محتاجة جهد كبير جداً لاستعادة جزء بسيط من استقلالها وحريتها نتمنى تكون الواقعة ده بدايتها.
– نقابة الصيادلة اللي على راسها ظابط شرطة سابق، مقيد فيها فوق ال 150 ألف صيدلي لكن بيتم انتخاب مجلس نقابتها بمشاركة أقل من 10% من الرقم ده، وبرغم أنه في أسباب كتير تخلي المصريين مش مؤمنين بتأثير نقاباتهم، لكن انخفاض المشاركة في أي نقابة هي أكبر حاجة تسهل سرقة الحقوق وغياب الرقابة وفقد أي دور.
– قلنا قبل كده إنه مصر من أقدم الدول اللي عرفت التنظيم النقابي، لكن النظم المستبدة اللي حكمتنا حريصة طول الوقت على إنها تسيطر على أي تنظيمات مجتمعية عشان زيادة تمكن وسيطرة الحاكم الفرد، وللسبب ده من الخمسينات للنهاردة في تدخلات أمنية واضحة في شؤون النقابات من أول الدفع لاختيار ممثلين عن الأجهزة الأمنية في المواقع القيادية للنقابات، لحد تعطيل مصالح النقابات، أو الضغط على أعضائها في بيئة عملهم عشان يتم إبعادهم عن المشاركة بأساليب مختلفة.
– صفحة الموقف المصري بتتضامن مع الصحفيين اللي تم الاعتداء عليهم، وبنتمنى من الصحفيين عدم التفريط في حقهم الشخصي والمهني ورفض أي “تسوية” محتملة على حسابهم، وكمان بنتمنى من الصيادلة المشاركة في انتخابات نقابتهم ورفض الأسلوب “البلطجي” ده، والبحث عن مصالحهم وحقوقهم بأنفسهم.
*****
– الصورة لإصابات الصحفي محمد الجرنوسي، المصري اليوم
ريان هو طفل مغربي عمره خمس سنوات، سقط في بئر ضيقة في إحدى القرى بضواحي…
- توفي يوم الجمعة اللي فاتت الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية، ورئيس الجمعية المصرية…
"الوطن هو تجربة اجتماعية مستمرَّة، وليس نَقشًا فرعونيًّا على حجر منذ آلاف السنين، تجربة اجتماعية…
- مليون مبروك لمنتخبنا الوطني اللي نجح في إقصاء الكاميرون بركلات الترجيح بعد مباراة عصيبة.…
- من أسبوع تقريبًا أصدر الرئيس السيسي قرار جمهوري رقم 13 لسنة 2022، القرار ده…
- مستمرين معاكم في حلقات تذكر وحكاية مشاهد كانت فارقة في تاريخ ثورة يناير عشان…