– يوم الأحد انتشر فيديو لتنظيم “داعش” بيقتلوا فيه المواطن المسيحي نبيل حبشي بالرصاص، بعد اختطافه لمدة 6 شهور، دا بجانب قتل مدنيين آخرين في نفس الإصدار.
– ويوم الاثنين، نشرت وزارة الداخلية بيان بتقول فيه إنها قتلت 3 مسلحين منتمين لداعش كانوا ضالعين في جريمة خطف وقتل المواطن نبيل حبشي، وجرائم أخرى ضد الجيش والشرطة.
– بعد تقديم فريق صفحة الموقف المصري خالص العزاء والمواساة لأسرة المواطن نبيل حبشي ولكل ضحايا الإرهاب في سيناء من المدنيين والعسكريين، هنشوف مع بعض سريعاً إيه اللي بيحصل دلوقتي في سيناء؟ وملف الإرهاب واصل لحد فين؟
*****
– يوم الأحد انتشرت على منصات “داعش” فيديو لأعضاء مسلحين من التنظيم بيقتلوا المواطن المسيحي نبيل حبشي، عمره 62 سنة، وهو شخص بيعمل في التجارة وأسس كنيسة “العذراء والأنبا كاراس” للأقباط الأرثوذكس في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، قبل عملية اختطافه.
– الفيديو اللي أصدرته داعش في سيناء كان جزء من إصدار إعلامي باسم (صناع الملاحم 2)، وهو فيديو مجمع لنشاطات التنظيم المسلحة في أكتر من دولة، وفيه جزء عن داعش سيناء تضمن عملية قتل الشهيد نبيل حبشي ومدنيين آخرين، والملاحظ فيه إنه أغلب لقطات الفيديو لعمليات قديمة بيرجع تاريخها لـ 2015، وباقي الفيديوهات هي من عمليات ضد “المدنيين” من أهل سيناء بشكل أساسي مش ضد قوات الجيش والشرطة إلا فيما ندر، وكمان ملاحظ إنه جودة الفيديوهات المصورة مش بنفس الكفاءة اللي كانت بتحصل سابقاً والتصوير في الأغلب بكاميرا موبايل.
– أعلنت وزارة الداخلية بعدها بـ 24 ساعة في بيان مفصل عن قتل 3 من أعضاء تنظيم داعش، وقالت إنهم متورطين في إعدام نبيل حبشي وهجمات على قوات الشرطة والجيش، وإنهم اتقتلوا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في منطقة الأبطال بشمال سيناء، وبحسب بيان الداخلية التنظيم كان بيخطط لمجموعة من العمليات الجديدة ضد الأقباط داخل سيناء.
*****
– في تساؤل طبعاً بيطرح نفسه، وهو إزاي قوات الأمن مقدرتش طول فترة اختطاف “نبيل حبشي” تعرف مكان وهوية الخلية الإرهابية، وقدرت خلال 24 ساعة بعد نشر الإصدار الإعلامي تعرف مكان تواجدهم؟
– قد يكون ده ناتج عن كشف مكان الإعدام فبالتالي سهل المهمة على قوات الأمن، أو إنه عندهم معلومات من فترة خاصة وإنه فيديو عملية القتل هو مسجل في وقت سابق وتم إذاعته فقط يوم الأحد، والبعض طرح احتمال ان الاشتباك ده أقدم ولم يتم الاعلان عنه إلا لما اتضح مصير نبيل حبش، ووارد أسباب تانية لسه متمش اكتشافها، لكنها أسئلة تظل منطقية خاصة في ظل غياب التغطية الإعلامية المستقلة عن سيناء.
– خاصة وإنه في بعض البوستات انتشرت عن إنه الخاطفين طلبوا من أهل نبيل حبشي فدية أكتر من مرة لإطلاق سراحه خاصة وإنه معروف إنه من عيلة تمتلك محلات دهب، ومن ناحية تانية إنه التتبع الأمني للخلية الإرهابية هيكون أسهل لو في عملية دفع فدية هتحصل، لكن الرواية دي الداخلية مردتش عليها خالص ومش معروف مدى دقتها.
– لكن الثابت في القضية اللي قالته المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن الحادث بيجي في سیاق استهداف أقباط شمال سیناء على الهویة الدینیة منذ 2011، والاستهداف دا اتخذ أشكالًا مختلفة، بدءًا من الترهيب وحرق الكنائس والاعتداء على الممتلكات، والخطف مقابل الفدية، ووصولًا إلى ذروة الاعتداءات بالتهجير القسري والقتل على الهوية خلال فبراير 2017.
– من ناحية تانية فالحقيقة إنه مؤخراً تنظيم داعش سيناء بقى بيحتضر، نتيجة لأسباب عديدة زي قوة الحصار الأمني المتصاعد من بعد العملية الأمنية الشاملة سنة 2018.
– التراجع ده مش مجرد تخمين، لكن على سبيل المثال عدد العمليات اللي قدر يعملها تنظيم داعش سنة 2018-2019- 2020 كان في تناقص شديد بحسب المعلن، في مقابل إحباط عمليات كتيرة جداً بشكل استباقي من قوات الجيش والشرطة المتواجدة في شمال سيناء.
– بالإضافة لتراجع نمط العمليات نفسه، يعني في السنوات من 2014 لـ 2017 كان تنظيم داعش بيعمل كماين للجيش والشرطة، أو يهجم على كماين بأعداد كبيرة وبأسلحة متنوعة، والنمط ده تقريباً شبه انتهى سنة 2018 وبقت أغلب العمليات عبارة عن زرع ألغام أو عبوات ناسفة أو عمليات قنص، لكن بدون هجوم ومواجهات كبيرة، إلا فيما ندر.
– وغير الحصار الأمني المباشر وانتشار الكماين بشكل كبير، وتدمير آلاف الأوكار والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخيرة، التنظيم تلقى ضربات كبيرة بالحصار في ليبيا وتطهير الشرق الليبي من ناحية وتدمير الأنفاق مع غزة من ناحية تانية، وبالتالي ضمان قلة تدفق السلاح اللي كان شغال، ومن ناحية تانية تراجع مصادر التمويل للتنظيمات، وبالتالي بقت الجاهزية المسلحة والإمكانيات المالية للتنظيم أقل بكتير، وبالتالي قدرته على الاستمرار واستقطاب وتجنيد عناصر جديدة أقل، وعملياً داعش اتحولت من تنظيم عسكري لمجموعات صغيرة متخفية.
– بالإضافة للعنصر الأهم وهو إنه مفيش عناصر جديدة بتنضم للتنظيم الإرهابي، والمواجهة الشرسة والرفض من أهالي وقبائل شمال سيناء الانضمام للتنظيم بل ومحاربته والتضييق عليه والتعاون مع الجيش ضده، رغم إن التنظيم كان دايماً بيحذر الأهالي وقبائل سيناء من مواجهته أو التعاون مع الجيش، لكن عمليا بسبب أفعاله الارهابية ضد الأهالي كرهت الناس فيهم وأبرزها طبعا مذبحة مسجد الروضة.
*****
– بشكل عام بالتأكيد كل التحية والدعم لأي جهود مخلصة في إنهاء وجود التنظيمات الإرهابية، سواء من قوات الجيش والشرطة أو من أهالي سيناء، الإرهاب في النهاية خطر على البلد والمجتمع، وعانينا كتير من عمليات إرهابية من تفجيرات كنايس وأتوبيسات سياحية ومنشآت وغيرها من العمليات الإجرامية.
– من الضروري في الإطار ده إنه الدولة تنهي حالة العداء مع المواطنين السلميين اللي بيتحاكموا وبيتحاسبوا بقوانين الإرهاب، واللي منهم كتير معارضين سلميين وصحفيين، الدولة نفسها بترجع تفرج عن كتير منهم لاحقاً لأنه مفيش ضدهم أدلة يتحاكموا عليها، الإرهاب جريمة كبيرة ضد المجتمع كله، لكن المعارضة السلمية والتعبير عن الرأي مينفعش يتحط في نفس التصنيف مع الإرهاب.
– على الرغم من نجاح الجهود الأمنية مؤخراً بشكل كبير في شمال سيناء زي مهو واضح، وبنسبة كبيرة انتهاء التنظيمات من قلب الدلتا والقاهرة، إلا إنه أهالي شمال سيناء محتاجين كتير جداً من جهود التنمية وتوفير فرص العمل والاستثمارات، وانتظام الخدمات من اتصالات وانترنت وغيره، وحرص على عدم الاشتباه الأمني بدون دليل في أي بريء منهم، ولازم كمان تتوقف الأفكار النمطية السخيفة اللي اتقالت مراراً في الإعلام عن أهل سيناء، ولازم يتم استيعاب أهالي سيناء وتعويضهم عن الفترات الصعبة اللي فاتت واللي كان فيها أوقات الناس بتقف طوابير عشان تستلم كراتين تموين بسبب عدم توفر السلع والدواء.
– وأخيراً زي ما قلنا كتير، ممكن المواجهات الأمنية تنهي وجود التنظيمات الإرهابية المسلحة، لكن عمر المواجهة الأمنية فقط ما تنهي وجود الأفكار الإرهابية المتطرفة اللي ممكن تخلق طول الوقت تنظيمات إرهابية جديدة لما يتوفر ليها ظروف مواتية، دايماً المواجهة الأفضل هي إتاحة حرية الرأي والتعبير و والبحث والفن والابتكار، وطبعا الحريات السياسية والعمل السلمي عبر الأحزاب والانتخابات النزيهة حتى لو بمستوى انتخابات محليات، دي أحد العوامل بتقلل دوافع التطرف والاحتقان بأشكاله المختلفة وبتقلل روافد الإرهاب، وده ميقللش من أهمية المواجهة الأمنية في إطار بيحترم القانون وحقوق الإنسان، لكن هي عناصر متكاملة.
– بنكرر كلامنا تاني إن مفيش مصري شريف يقبل بأي تهاون مع هذا الخطر اللي بيهددنا كلنا، أيا كانت اختلافاتنا في أمور تانية، ربنا يرحم كل شهداء المصريين في مواجهة الإرهاب.
*****