– من أيام دخلت اتفاقية التجارة الحرة القارية لأفريقيا حيز التنفيذ بعد تصديق 22 دولة عليها. وهي خطوة مهمة لإنشاء سوق أفريقية مشتركة تشبه الاتحاد الأوروبي.
– الاتفاقية تعتبر أكبر اتفاقية تجارية من حيث عدد الدول اللي بتجمعهم (55 دولة)، بعد اتفاقية التجارة العالمية (164 دولة)، وتأثيرها الاقتصادي على المدى القريب والبعيد مهم لكل الدول الأفريقية.
– عشان كده مهم نعرف تفاصيلها، وإيه تأثيرها على مصر؟ وإزاي هيكون تأثيرها على بقية الدول الأفريقية؟
*****
إيه الهدف من الاتفاقية؟
– الاتفاقية مش فكرة جديدة، وحصلت نقاشات عليها من 2012، لكن بدأ اتخاذ خطوات جدية فيها من 2015. وفى 2017 فى رواندا وقعت أكثر من 50 دولة موافقة مبدئية لحين موافقة برلمان لكل دولة.
– الاتفاقية بتتضمن عدد من المحاور، أهمها تقليل الجمارك على كل السلع والمواد الخام، وتستهدف اعفاء 90% على الأقل من المنتجات من الجمارك تماما، بالاضافة لتعزيز التبادل التجاري بين الدول الأفريقية، عن طريق مشاريع بنية تحتية تشمل طرق وسكك حديد وموانيء، زي طريق سريع من القاهرة لكيب تاون في جنوب أفريقيا.
– لكن عشان الاتفاقية تبقى في مجال التنفيذ كان لازم برلمان 22 دولة، يوافقوا عليها. وكانت مصر رقم 18، واكتمل النصاب بجامبيا الدولة رقم 22.
– الاتفاقية مضت عليها مصر بالاشتراك مع 54 دولة أفريقية أخرى. يعني تقريبا كل دول أفريقيا ما عدا ثلاث دول هما نيجيريا واريتريا وبنين. والمفاوضات مع نيجريا في تحسن ونيجريا قد تنضم خلال الشهرده. وده شيء مهم جدا بسبب حجم الاقتصاد النيجري الكبير.
– دخول الاتفاقية حيز التنفيذ لا يعني التطبيق الفوري ليها، المفاوضات حوالين نسب وجداول الجمارك والضرائب هي مفاوضات صعبة لأن تقريبا كل دول أفريقيا، بما فيها مصر بتعتمد على الجمارك في جزء من مواردها، وعشان كده التطبيق هيكون على مراحل.
*****
ليه الاتفاقية مهمة؟
– بسبب عدد الدول (مجموع الناتج المحلي للدول الأفريقية يتجاوز 3 ترليون دولار)، وبسبب التأثير المباشر للاتفاقية على عدد كبير من البشر (عدد سكان أفريقيا 1.2 مليار بني أدم).
– الاتفاقية أيضا مهمة لأنها بتعالج خلل كبير في التجارة بين الدول الأفريقية، اللي 15% بس من صادرتها بتكون لدول أفريقيا أخري، بينما آسيا النسبة دي فيها 58%، وأوروبا 67%.
– لو الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ من المتوقع إنها تزود التجارة البينية في أفريقيا لـ52% في 2022.
– زيادة التجارة بين الدول الأفريقية هيقلل من تصدير المواد الخام، وهيفتح لدول كتيرة، خاصة الدول اللي اقتصادها كبير ومتنوع زي مصر وجنوب أفريقيا، أسواق في أفريقيا، وبالتالي تقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام واستيراد السلع المصنعة من أوروبا والولايات المتحدة والصين.
– جزء مهم جدا أن توقيت الاتفاقية جاي مع بداية نمو اقتصادي كبير في أكتر من دولة في أفريقية. دول زي إثيوبيا، أوغندا، وتنزانيا، وغيرهم من دول أفريقية، بدأت تحقق معدلات نمو جيدة بمتوسطات تتجاوز 7% سنويا. وده بيخلي الاتفاقية مهمة للقارة كلها بشكل عام.
*****
إزاي الاتفاقية هتفيد مصر؟
– مصر مقارنة بمعظم الدول الأفريقية هي دولة عندها اقتصاد كبير. مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا مع بعض بيشكلوا حوالي 50% من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا.
– اتفاقية زي دي هتفتح أسواق الدول دي للبضائع المصرية. هتخلي الصناعة المصرية قادرة على الوصول للمواد الخام اللي في أفريقيا بأسعار أقل علشان الجمارك أقل.
– تقليل الجمارك على السلع، وتوحيد الضرائب والمدفوعات الجمركية بين الدول الأفريقية الموقعة على الاتفاقية هتخلي المزيد من الاستثمارات تضخ في الصناعة في القارة بشكل عام، وفي الدول اللي عندها بنية تحتية تسمح بتطوير الصناعة زي مصر بالأخص.
– اتفاقية زي دي هتكون مهمة جدا لقطاع الأعمال في مصر، خاصة المشروعات المتوسطة اللي ممكن تستفيد من تقليل الجمارك على المواد الخام، وبالتالي تصدير منتجات بدون تنافس البضائع الصينية اللي عليها جمارك.
*****
إيه الصعوبات اللي بتواجه تطبيق الاتفاقية؟
– في صعوبات كتير بتواجه الاتفاقية، يمكن أهمها لحد دلوقتي غياب نيجريا، وكمان صعوبة المفاوضات عن نسب ومراحل التخفيضات الجمركية زي ما قلنا، وكمان ضعف البنية التحتية للربط بين الدول.
– أيضا الاتفاقية هتكون مجرد حبر على ورق لو محصلش تطوير لقطاع الصناعة في أفريقيا بشكل عام. قطاع الصناعة في أفريقيا بيشكل 10% بس من الناتج المحلي الإجمالي للقارة. في مصر الرقم ده أعلى شوية وهو 17% لكن ما زال رقم قليل.
***
إزاي مصر ممكن تساعد على نجاح الاتفاقية؟
– دلوقتي بيتم تشكيل المكاتب والمجالس اللى هتدير تنفيذ الاتفاقية، ومصر فعلا خدت خطوة إيجابية بطلبها استضافة المقر التنفيذى.
– بشكل عام في توجه سياسي واقتصادي من مصر لتطوير التعاون مع أفريقيا في مجالات كتيرة، الربط الكهربائي وقطاعات الطاقة مثلا ممكن يكون مثال جيد على ده.
– طريق الاسكندرية-كيب تاون تقريبا جاهز وشغال، خاصة مع تقاطعه مع محور “مومباسا نيروبي”، و”نادجامينا داكار” اللي منهيين بنسبة كبيرة. لذلك هتكون مبادرة طيبة وإيجابية، لو سعى الجيش المصري لتكوين أمن أفريقي، يحرس هذه الطرق من أي اعتداءات.
– كمان لسه عدد الدول اللي برلمانتها أقرت الاتفاقية أقل من نص المطلوب توقيعه عليها، لذلك بنشجع جدا أي خطوة تقوم بيها الدولة المصرية وخارجيتها، بالاعتماد على كل مخزون القوى الناعمة ليها في أفريقيا، بإقناع هذه الدول.
– لحد دلوقتي جواز السفر الأفريقي الموحد، لسه مقتصر على الدبلوماسيين والحكومات ورؤساء الدول، ومفيش نقاش أو ترتيب لخطوات، تكون فيها حرية التنقل بين الدول الأفريقية، زي دول الاتحاد الأوروبي. لكن نتمنى ده يكون ضمن ما تفرضه وتسعى الاتفاقية، والدول المشتركة بها لتحقيقه.
– ده كله مرتبط بمدى وعي وإدراك الإدارة الاقتصادية والنظام السياسي للدور اللي من المفترض مصر تلعبه في أفريقيا، وميبقاش مجرد هيصة إعلامية زي اللي حصل مع خبر تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، بينما قدامنا دلوقتي الاختبار العملي لهل مصر هتقدر تعمل جهود جادة وفارقة بالملف ده.
– مصر خلال سنين كتير، تغافلت عن عمقها وامتدادها الأفريقي، وده أثر على صورتها وثأثيرها واستغلالها لقوتها الناعمة مع الدول الأفريقية في قضايا ومشكلات كتير. والاتفاقية فرصة لإعادة هذا الدور وتنميته.
******
بوستات سابقة
ك :
:
ريان هو طفل مغربي عمره خمس سنوات، سقط في بئر ضيقة في إحدى القرى بضواحي…
- توفي يوم الجمعة اللي فاتت الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية، ورئيس الجمعية المصرية…
"الوطن هو تجربة اجتماعية مستمرَّة، وليس نَقشًا فرعونيًّا على حجر منذ آلاف السنين، تجربة اجتماعية…
- مليون مبروك لمنتخبنا الوطني اللي نجح في إقصاء الكاميرون بركلات الترجيح بعد مباراة عصيبة.…
- من أسبوع تقريبًا أصدر الرئيس السيسي قرار جمهوري رقم 13 لسنة 2022، القرار ده…
- مستمرين معاكم في حلقات تذكر وحكاية مشاهد كانت فارقة في تاريخ ثورة يناير عشان…