– خلال الأيام اللي فاتت بدأت في شرم الشيخ فعاليات منتدى شباب العالم، الدورة الرابعة بعد 3 دورات في سنوات 2017-2018 -2019 قبل ما يتوقف بسبب كورونا في 2020 ويرجع السنة دي في الدورة الرابعة.
– فكرة حلوة أنه يكون في منصات حوار بين الشباب المصري وبين الشباب في العالم، لكن فيه مشاكل كبيرة طبعا في فكرة اختيار الشباب دول من قبل الأجهزة الأمنية كممثلين حصريين للشباب المصري المعترف بيهم من قبل النظام، وباقي الشباب وآرائهم؟!
– لكن ومن منطلق أننا نعمل تدريب ذهني بسيط جدا فكرنا أننا نشوف هل حد مهتم فعلا بالمنتدى واللي بيحصل فيه؟ وهناخد مثال سهل وبسيط وهو الصحافة العالمية هل هي مهتمة؟ يعني بما أنه ده حدث يروج له على أنه حدث عالمي ومنصة للتواصل بين الشباب من مختلف دول العالم فهل الصحافة العالمية مهتمة؟
– بالتالي هنحاول الإجابة على أسئلة هو إيه فايدة المنتدى دا عشان يتصرف من فلوس المصريين عليه 4 سنين؟ ولو دي حملة علاقات عامة للنظام هل نجحت فعلا؟
****
هل المنتدى عالمي فعلا؟
– لو قررت تكتب في جوجل world youth forum 2022 وتحاول تقرأ التغطية الخبرية اللي على المنتدى هتلاقي زي ما في السكرين شوت رقم 1 أنه مفيش ولا خبر عن المنتدى من الجرايد الكبيرة في العالم زي وول ستريت جورنال – ذا صن – إندبندنت البريطانية – الجارديان – التايمز – نيويورك تايمز أو غيرهم من الجرائد المشهورة. حتى وكالات الأنباء اللي بتنقل تغطيات خبرية كثير جدا لكل حاجة زي رويترز مثلا مفيهاش ولا خبر.
– كل التغطية الخبرية من مواقع مصرية بتصدر بالإنجليزية زي إيجبت نيوز وإيجبت ستريت، وفي خبرين وحيدين واحد من موقع الأمم المتحدة عن كلمة الأمين العام في المنتدى وهو خبر تقليدي لأنه الموقع لازم يغطي الفعاليات اللي بيشارك فيها الأمين العام . والخبر التاني من موقع السفارة الأمريكية في القاهرة عن مشاركتهم في المنتدى وهو برضه خبر لازم يتعمل بحكم تغطية الفعاليات اللي بيشترك فيها السفير أو موظفي السفارة.
– طيب يمكن العالم دلوقتي مشغول في مشاكله بسبب كورونا والتضخم والاحتباس الحراري ومش فاضي لينا، هل في 2019 كان فاضي لتغطية أخبار منتدى شباب العالم.
– نفس القصة برضه لو كتبت في جوجل نيوز world youth forum 2019 ودورت مش هتلاقي أي خبر في جرنال محترم عن المنتدى ولا حتى على سبيل النقد، كل الأخبار من مواقع بتصدر بالإنجليزية من مصر، وهتلاقي نفس الأخبار البروتوكولية.
– برضه في 2018 مش هتلاقي أي تغطية للمنتدى سوى من مواقع مصرية ناطقة بالإنجليزية، وللأمانة في تغطية تانية من جرنال times of Israel عن كلام الرئيس في المنتدى بتاع 2018 عن إنه العلاقة مع إسرائيل جيدة وقوية.
– وللأمانة برضه في خبر من التايمز وبعض الصحف الإنجليزية التانية في 5 نوفمبر 2018 بيسخر من تمثال محمد صلاح اللي أطلق في المنتدى في 2018 وبيقول أنه أشبه بمارجريت تاتشر مش محمد صلاح.
– في الدورة الأولى في 2017 كان نفس الوضع برضه مفيش ولا خبر.
– حتى صفحة المنتدى على ويكيبيديا بالعربي مفيهاش توثيق واحد لخبر من موقع إنجليزي مشهور عن المنتدى، والصفحة اللي بالانجليزي على ويكيبيديا كلها توثيق من أخبار لمواقع بتصدر من مصر.
– الشركاء الإعلاميين للمنتدى من موقعة الرسمي هي جرايد المخابرات ومحطات تلفزيونية مسيطر عليها من الدولة زي دي إم سي والحياة وسي بي سي وغيرهم، فمش مفهوم الحقيقة المؤتمر دا معمول لمين تحديداً، وبيخاطب مين بالظبط؟ وليه كل التكاليف دي على حملة علاقات عامة غير ناجحة بالمعايير البسيطة؟
– لو الهدف هو الدعاية للنظام وأنه مهتم بالشباب والتغيير وكده فبالتأكيد الهدف ده لم يتحقق، مفيش خبر، لو قررت تدور على مصر في الصحافة العالمية سواء الاقتصاد أو حقوق الإنسان، لو كتبت في جوجل مثلا Egypt -human rights هتلاقي أكثر من 4 مليون رابط من كل مواقع العالم بما فيهم المواقع الكبيرة والجرائد اللي قولنا عنها دي.
– خلينا نفكر حتى بمنطق الصرف بمنطق هل المنتدى ده cost effective ولا لأ ؟ بمنطق النظام وبمنطق الدعاية ليه، في خمس سنين من انطلاق المنتدى لحد النهاردة التغطيات الصحفية الكبيرة من الجرايد الكبيرة صفر، توصيات المنتدى والفعاليات اللي فيه والاجتماعات مش عليها أي تغطية، المحصلة صفر كبير فعلا.
– ولو بصينا بقى لإحنا صرفنا قد إيه على المنتدى من فلوس دافعي الضرائب المصريين فممكن نوصل لرقم خرافي بما أنه معندناش شفافية ولا أي ميزانية منشورة لتكاليف إقامة المنتدى دا.
– في الدورة الأولى حضر المنتدى أكثر من 3000 من 113 دولة بحسب البيانات الرسمية من موقع المنتدى وفي 2018 حضر 5000 وفي 2019 حضر 8000 والدورة الحالية لسه مفيش أرقام رسمية لكن من المؤكد أنه الأرقام في الحدود دي.
– يعني لو قررنا بحسبة بسيطة نحسب بس تكاليف الإقامة في أفخم فنادق شرم الشيخ للناس دي هنلاقيها تقريبا في المتوسط 5 أيام في كل سنة من سنوات المنتدى، ممكن القارئ العزيز يشوف متوسط بس الليلة الواحدة كلف الدولة كم لمدة 4 سنين؟
– تكاليف الإقامة دي بعيدا عن الأكل والطيران، وتكاليف التأمين والقاعات تكاليف استقدام الضيوف والمتحدثين الرئيسيين، واللي هي يعني في المتوسط هتكون أكثر بكثير.
عشان تعرف قد ايه إن أي تقديرات إنت هتحسبها هتكون متحفظة، ممكن نشوف تكلفة الدورة الثالثة اللي فيه مصادر حكومية من اللجنة المنظمة صرحت للصحافة أنها كانت حوالي 37 مليون دولار في 2019.
– يعني حرفيا إحنا صرفنا وبنصرف كل الفلوس دي في مقابل زيرو تغطية صحفية، وفي مقابل زيرو سمعة أفضل للنظام بره أنه بيحتوي الشباب، في حين الأخبار عن سجن الشباب والنشطاء والقمع مليانة في كل حتة برا، وبتضر بسمعة البلد كلها مش النظام بس.
– في ناس ممكن تقولك ما التكلفة دي مش بتتحملها الدولة، دي رجال أعمال وبنوك ومؤسسات بتتحملها لو جينا بصينا على الرعاة هنلاقي منهم بنوك خاصة، لكن برضه في بنوك حكومية زي الأهلي وبنك مصر والبنك الزراعي وبنك التعمير والإسكان والناقل الرسمي للمنتدى هي مصر للطيران الشركة الحكومية اللي بتاخد كل سنة دعم من الموازنة العامة.
– مفيش منطق في أنه الحكومة مش بتكتب رقم تكلفة المنتدى كبند في الموازنة اللي بتتعرض على البرلمان، فالبتالي يبقى تكلفته مش من جيب الحكومة، أو بمعني أصح من جيوب ضرائبنا اللي بندفعها، لأن فيه في الرعاة شركات حكومية يعني أموال عامة في النهاية، حتى لو بطريقة غير مباشرة.
– كون في غياب للشفافية فيما يتعلق بالتكلفة والفلوس جايه منين ده لا يعني أنها مش من المال العام، اللي إهداره بالشكل ده مشكلة كبيرة جدا، وخاصة أنه كل الدلائل والشواهد بتقول أنه مفيش حد بره مهتم.
– أو كما يقول الخواجات يعني see nobody cares
****
نشوف ايه من دا؟
– الدول معظمها بتشتغل حملات علاقات عامة وبتدفع فلوس في دا برا وجوا، لكن في النهاية لازم يكون فيه حد أدنى من المصداقية، مش تبقى الصحف العالمية كلها بتنقل أخبار انتهاكات حقوق الإنسان ليل نهار في البلد، وإهمال طبي في السجون، واعتقال وتعذيب صحفيين، وآلاف في الحبس الاحتياطي بدون محاكمات عادلة، وفي المقابل مفروض تصدق “شو” معمول عشان يقول إن النظام بيحتوي الشباب.
– لو فيه حد مهتم بالصورة الذهنية للبلد فعلا، لازم يكون صادق وأمين في نقل الصورة، كل السياسات المتبعة في أوضاع حقوق الإنسان بمصر، بتدي صورة شديدة السوء ونظرة قاتمة جداً، مش هينفع معاها كل الملايين اللي بتتصرف، طالما مفيش تغيير حقيقي ملموس بيحصل في الملف دا.
– الحوار مع شباب العالم والانفتاح على الدنيا، شيء كويس ومطلوب طبعا، بس محتاجين كمان ننفتح على نفسنا وشبابنا المصري الأول، ونسمع للي عنده رأي مختلف بدل ما يكون مكانه السجن، وبدل ما يكون اختيارات الحضور في المنتدى بالتأشيرة الأمنية وفقط.
– الواقع بيقول إن جزء كبير من الشباب المصري مهدور طاقته بوضعه في السجون والتضييق عليه لمجرد إنه عنده رأي مختلف عن اللي في السلطة، والحقيقة إن البلد بتخسر الناس دي وطاقتها وعلمها، والنزيف دا مش هيقف إلا بإطلاق سراح الناس دي، وبكده تبقى دي الانطلاقة الأولى في أي محاولة لتغيير الواقع.