الموقف المصري | Egyptian Situation

– يوم السبت اللي فات، بنفس وقت انعقاد مؤتمر الشباب، اتنشرت أخبار في جريدة الشرق الأوسط السعودية والرأي الكويتية ووكالة الأنباء الألمانية، عن استشهاد 3 جنود في سيناء وإصابة اتنين.
– الخبر ده مظهرش بأي وسيلة اعلام مصرية تأكيد أو نفي ليه، لكن تم الاكتفاء باعلان “تصفية 4 أرهابيين”.
– خالص تعازينا لأسر الشهداء، اللي واضح ان السلطة شافت وفاتهم جايه في وقت غير مناسب، فقرروا تجاهل الخبر تماما، حتى أننا معرفناش اسمائهم، ولم تنشر تعزية لهم في أي وسيلة اعلام.

*****

– اللي حصل ده نموذج عملي صغير للوضع المستمر من التعتيم الكامل في سيناء، وده اللي خلا الاتهامات الخطيرة اللي أطلقها مسعد أبوفجر، عضو لجنة الخمسين لصياغة دستور 2014، تاخد كل الانتشار ده مادام مفيش أي جهة صحفية أو بحثية أو قضائية تقدر تعمل شغل موثوق يؤيد أو ينفي كلامه.

أهم ما جاء في فيديو مسعد:
– ذكر مسعد إن الرئيس السيسي وجه في مؤتمر الشباب سؤال: “إنتوا عارفين اليوم في سيناء بيتكلف كام؟” أبو فجر اعتبر ان حرب الارهاب كان ممكن الانتصار بيها بوسائل أخرى أجدى خاصة مع كون أقصى التقديرات لحجم الإرهابين في سيناء هو من ألف لألفين شخص؟”.

– مسعد أبوفجر شايف انه كان بالإمكان الاعتماد على أهل سيناء أنفسهم يطهروا قبائلهم من الإرهابيين، خصوصًا وإن الجيش بيواجه حرب عصابات وهو جيش نظامي.
– بيحكي أبو فجر عن تفاصيل اجتماع حضره مع مشايخ القبائل في مقر المخابرات العامة بكوبري القبة، وطرح شيوخ القبائل إنهم يتعاملوا مع الإرهاب. لكن رفضها اللواء محمد فريد التهامي، مدير المخابرات العامة وقتها، وقعد يردد كلام عن مؤامرات، وتعاون مع إسرائيل.

– بينقل مسعد شعور قطاع من أهالي سيناء مستائين من سقوط مدنيين ضحايا ومن عمليات التجريف وهدم المنازل، وقال كمان ان استعانة الجيش بسيناوية عليهم أحكام قضائية، منهم اللي عليه أحكام إدانة بالقتل، بيفقد الحرب صدقها ونزاهتها.

– اتكلم أبو فجر عن اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش التاني الميداني سابقًا، واتهمه بالفساد. وأنه جاب مقاولين لبناء فيلا له في مقر الكتيبة 102 في شمال سيناء، ثم قرر إزالة كل أشجار الزيتون اللي على الطريق، من فيلته لمطار العريش (مساحة توصل لـ10 كيلو تم تجريفها من أشجار الزيتون).

– أبو فجر انتقد الجيش 7 سنين كاملة في الحرب على “عيال في الإعدادية” معروف أهلهم وأقاربهم بالاسماء، وترحيل أهالي سيناء لغرب القناة، لدرجة إن مدينة رفح مبقاش يسكنها الآن غير الدواعش.

– من أخطر ما قاله أبو فجر في الفيديو، إن فيه سيناوية عرضوا في الاجتماع، التعاون للقضاء على الإرهاب في سيناء، ومنهم الشيخ عطا الله أبو ركاب، شيخ قبيلة الأرميلات، اللي تم الاعلان بعدها عن قتله على يد الدواعش.
– اتكلم أبو فجر كمان عن إن فيه بيزنيس ومنتفعين من ورا اللي بيحصل في سيناء، وذكر اسم محمود السيسي ابن الرئيس كأحد المنتفعين. وإن منهم “تجار بودرة”، واللي حسب أبو فجر، فبعضهم الرئيس استقبلهم في القصر الرئاسي.

رابط الفيديو

*******

أمور متفقة بين مسعد وتقرير هيومان رايتس ووتش الأخير:

– في مايو اللي فات ظهر تقرير هيومان رايتس ووتش عن الوضع في سينا، وكان تقرير شديد الخطورة باالتوثيق اللي عمله للوضع في سينا من 2013 لـ2018.
– التقرير عمل تجميع للبيانات، وظهر فيها انه اتقتل في سيناء على الأقل 3076 وُصفوا بالمسلحين. ومن الجيش والشرطة 1226. وإن تم اعتقال 12 ألف سيناوي في هذه الفترة.

– التقرير تم إعداده خلال سنتين حصل خلالهم مقابلات مع 54 شخص من سكان شمال سيناء، والعديد من النشطاء السيناويين، ومسئول حكومي سابق عمل في سيناء، وضابطان سابقان بالجيش، وجندي، ومسؤول حكومي سابق، عملوا كلهم في شمال سيناء، ومسؤول أمريكي سابق مختص بالأمن القومي كان مكلف بمتابعة الشأن المصري. ومن النقاط اللي وردت فيه:

– التقرير بيرصد انتهاكات في حق المدنيين حصلت من قوات الجيش، وانتهاكات تانية قام بيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بالإضافة لتدخلات إسرائيلية رصدها التقرير داخل سيناء.

١- الاعتقالات الجماعية والإخفاء القسري: من أول تصاعد الأحداث في 2013، تم – وفق التقرير – اعتقال الآلاف من السكان. ووفق الشهادات، ففي كل الحالات تقريباً مكنش بيتقدم مذكرة اعتقال. ووثقت هيومان رايتس ووتش 50 حالة اعتقال تعسفي، في 39 منهم أخفت السلطة المعتقلين قسرا. ومن بين اللي اختفوا قسرا فضل 14 منهم مفقودين لأكثر من 3 سنوات.

٢- القتل خارج القانون: وثق التقرير 20 حالة قتل من السلطة المصرية خارج القانون. في حالة منهم قام الجيش باعتقال أخوين من العريش، بعدها لقى الأهالي جثثهم على الطريق يوم الإفراج عنهم، حسب شهود عيان شاهدوهم في السجن وأكدوا إن تم إطلاق سراحهم يوم قتلهم. ما يتفق مع تشكيك مسعد فيمن وراء مقتل أبو ركاب.

٣- التعذيب والقتل أثناء الاحتجاز: الجيش بيحتجز وبيعتقل في 3 أماكن، غير رسمية وبعيدة عن أي إشراف قضائي: الكتيبة 101، ومعسكر الزهور، وسجن العزولي العسكري. هيومان رايتس وثقت 10 حالات تعرضوا للتعذيب أثناء اعتقالهم. كمان حصلت على شهادات محتجزين تفيد بإنهم شافوا أطفال 12 سنة معتقلين في نفس أماكن البالغين. وحصلت على شهادات تفيد بوفاة 3 محتجزين بسبب سوء المعاملة وغياب الرعاية الصحية.

٤- المناديب: وده وصفهم عند الجيش، أو الميليشيات وفق التقرير، وأهالي سيناء بيعتبروهم “قشرة” حسب تعبير أبو فجر. دول أفراد من أهل سيناء شغالين خارج سلطة القانون، وبيساعدوا الجيش في القبض على المتهمين وتسليمهم. ويبدو من التقرير والشهادات إن المناديب بيمارسوا أسوأ الانتهاكات. من الانتهاكات دي، اللي شفناه من فترة في فيديو انتشر، قام فيه واحد من المناديب بإعدام شابين بعد استجوابهم، تحت إشراف ضابط مخابرات مصري.

٥- عدم اتخاذ الاحتياطات الواجبة لحماية المدنيين أثناء المواجهات: هيومان رايتس قابلت 15 عائلة بيقولوا إنهم اتعرضوا لـ15 حادث ألحق الجيش خلالهم أضرار في ممتلكاتهم. وبتوثق حوادث قتل باستخدام القصف بالطائرات بدون إعطاء تنبيه مسبق، لـ11 طفل، و6 نساء، ورجل. من الشهادات المذكورة في التقرير شهادة لامرأة فقدت ابنتيها، نتيجة سقوط صاروخ على بيتهم خلال مواجهات بين الجيش المصري وإرهابيين على بعد 500 متر من البيت.

٦- نزع الملكية والتهجير القسري: سكان ونشطاء في شمال سيناء أكدوا إن الدولة قطعت خدمات أساسية زي الكهرباء والمياه لأسابيع. وإن الجيش دمر 80% من الأراضي الزراعية في شمال سيناء. وإن في 2018 قامت الدولة المصرية بالتهجير القسري الكامل لسكان مدينة رفح المصرية. ما يتفق مع كلام أبو فجر في الفيديو.
*******

– بالتأكيد إحنا ضد الإرهاب وأفعاله قلبا وقالبا، لكن مع الشفايفة اللي تسمح نعرف إزاي مواجهة الإرهاب بتتم، وليه بقالنا 7 سنين مش عارفين ننهي الحرب دي، وترجع الأمور مستقرة لسينا. تقرير هيومان رايتس مثلا بيرصد جرايم بشعة للإرهاب في سينا، منها:

١- خطف أفراد من الشرطة وقوات الأمن، وإعدام بعضهم.
٢- هجمات بالسلاح على الكماين الثابتة.
٣- استخدام داعش للعبوات الناسفة في مناطق مأهولة بالسكان نتج عنه مقتل عشرات من المدنيين.
٤- إعلان داعش مسئوليتها عن تفجير الطيارة الروسية في 2015. اللي نتج عنها مقتل 224 شخص.
٥- مجزرة مسجد الروضة في 2017، واللي استشهد فيها 311 مواطن بينهم أطفال.
٦- تشدد ديني تعرضت ليه نساء سيناء، من خلال أوامر التنظيم ليهم بتغطية وجوههم، وعدم الخروج من المنازل.
٧- إجبار عائلات مسيحية على الفرار والتهجير من سيناء.
*****

إيه اللي محتاجينه يتم بملف حرب الارهاب بسيناء:
اجراءات عاجلة:
1- السماح لمنظمات إغاثة زي الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل في سيناء. كمان رفع قيود التنقل وإعادة العائلات اللي تم تهجيرها. وتقديم تعويضات مرضية للمتضررين في ممتلكاتهم واللي تم اعتقالهم بدون ذنب.

2- فتح تحقيق فوري من جهات محايدة في شهادة مسعد أبو فجر وغيرها من الوقائع، ولو ثبتت بعضها تتم محاكمات عادلة لأفراد الجيش والشرطة و”المندوبين” اللي ارتكبوا انتهاكات بحق المدنيين.
3- مراجعة ملفات المعتقلين من اهل سيناء، واطلاق سراح من لا تثبت عليهم ادلة واقعية.

4- اغلاق جميع مراكز الاحتجاز غير الرسمية. خاصة سجن العزولي. ونقل المتهمين لأماكن الاحتجاز الرسمية تحت إشراف قضائي. وإصدار أوامر للنيابة العامة، بفحص مواقع الاحتجاز السرية اللي تم الإبلاغ عنها، وقفلها.
5- إطلاق سراح الأطفال المحتجزين. ولو ثبت تورطهم في شيء، محاكمتهم وفق قوانين الأحداث.

6- التأكد من تعليم ضباط الجيش والشرطة مبادئ القانون الدولي. والتزامهم بهذه القوانين والاتفاقيات.

7- تعديل القانون رقم 25 لسنة 1966 الخاص بالأحكام العسكرية لإقرار حقوق المعتقلين عند الجيش بشكل واضح. والدعوة لجلسات استماع علنية لأهالي شمال سيناء بالبرلمان المصري. كمان إلغاء قانون الإرهاب اللي صدر في 2015، لإلغاء الحصانة اللي خدها الأمن وتضييق تعريف الإرهاب.
اجراءات طويلة المدى:
– تحويل العديد من برامج التنمية الاقتصادية اللي بالفعل صدرت بيها قرارات واتخصصت لها موازنات إلى عمل على أرض الواقع، وجوهرها اصلا سياسي في البلد كلها بعقد انتخابات محليات نزيهة وذات صلاحيات، وبكده اهالي كل منطقة بما فيها سيناء يكونو شركاء في خطط التنمية وفي تخصيص الموازنات ومراقبتها.
*****
– في ظل الوضع الحالي، من القبض على الباحث إسماعيل الإسكندراني، واللي كان ليه دور مهم في رصد ظهور داعش، وكشف ما يحدث في سيناء من انتهاكات، وطريقة تعامل الجيش مع شيوخ القبائل والحكم عليه من محكمة عسكرية بالسجن 10 سنوات.

– ومن عدم تناول الإعلام المسيطر عليه من أجهزة المخابرات، ومجلس الشعب المسيطر المسيطر عليه من أجهزة الأمن، فصعب التأكد من المعلومات شديدة الخطورة اللي ذكرها مسعد أبو فجر.

– بالتأكيد إحنا ضد الإرهاب، بكل إجرامه في حق أهلنا وجنودنا في سينا، لكن مع الشفافية، ومع محاسبة اللي بينتهجوا نهج خاطئ، ومع الافراج عن إسماعيل الإسكندراني، الباحث اللي كل كل ذنبه إنه كان بينقل صورة حقيقة عن الوضع في سينا.

– وبنتمنى فتح المجال العام، وجعل الصحافة تاخد دورها في المراقبة الحقيقية على كل اللي بيحصل في سيناء، المراقبة اللي لو كانت موجودة مكنش فيديو مسعد أثار كل هذه الأسئلة والقلق على حقيقة اللي بيحصل في سيناء.
*******
******