– أول امبارح الأحد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قال إن الرئيس السيسي وجه باجراء الكشف الطبي على جميع العاملين بمعهد الأورام من الأطباء والتمريض، بالاضافة إلى المرضى اللي تواجدوا خلال أسبوعين.
– ده حصل بعد ظهور حالات إصابة بالمعهد وجامعة القاهرة (الجهة اللي المعهد تابع ليها) أعلنت إغلاق المعهد مؤقتا، بعد الانتهاء من تعقيمه، مع استمرار استقبال الحالات الطارئة.
– مفيش رقم رسمي معلن من وزارة الصحة لعدد اصابات الطاقم الطبي، لكن موقع القاهرة ٢٤ نشر قبل أيام وثيقة داخلية من وزارة الصحة بتقول ان العدد٨١، وده لما كان وقتها اجمالي الاصابات 803، يعني حوالي ١٠٪ ودي نسبة مرتفعة، وحاليا بعد ما المصابين وصلوا ١٣٢٢ اتسجلت اصابات تانية من الطاقم الطبي من معهد الأورام وغيره.
– التعامل مع إصابات الطاقم الطبي كأولوية قصوى مهم عشان لازم الأطباء والتمريض يحسوا بالأمان وإلا مش هيشتغلوا بالكفاءة المطلوبة، وكمان عشان ميتحولوش لأداة نقل عدوى للمرضى اللي بيروحولهم بدون ما يعرفوا في فترة حضانة المرض بدون أعراض.
*****
إيه اللي حصل بالظبط من إدارة معهد الأورام؟
– بحسب شهادات ممرضين وأطباء المعهد على صفحاتهم الشخصية، فإدارة المعهد ارتكبت أكتر من جريمة إدارية وطبية ورا بعض.
– عدد المصابين وصل 26، منهم 17 ممرض و 3 أطباء، و 6 من عائلات المصابين. الإصابات دي بدأت تظهر في المستشفى من أسبوع، وفقا لشهادات عديدة، وده كان خطر جدا لإن مرضى الأورام مناعتهم ضعيفة جدا، ومن أكتر الفئات عرضة للموت لو جالهم الفيروس.
– الأول كان الأطباء بيطالبوا بتخفيف العمل وتقسيمه بين الأطباء، وقفل العيادات الخارجية لتقليل التكدس، وتخصيص أماكن للعزل، والاكتفاء باستقبال حالات الطوارئ، كنوع من الإجراءات الوقائية حرصاً عليهم وعلى المرضى، لكن مدير المعهد رفض ده بشكل واضح وأمر باستكمال العمل في المعهد بكامل طاقته، وهدد بعض العاملين بالفصل لو اتكلموا.
– المعهد استمر بكامل طاقته وبعد وقت متأخر بدأت تيجي قرارات زي تقليل عدد الأهالي المرافقين للمرضى، لكن بدون التزام واقعي بالقرارات دي من إدارة المعهد، مع تكرار رفض غلق المعهد أسبوعين لتعقيم المبنى وعمل تحاليل لجميع العاملين فيه.
– لحد ما بدأت تظهر الحالة الأولى لأحد أفراد التمريض، العميد قال هوا اتعدى من عمله بمستشفى تانية، بينما العاملين قالوا اتعدى من استقبال حالة بالمعهد عليها كل أعراض المرض، وبعد محاولات إجبار للأطباء والممرضين بالتعامل معاها ورفضهم لده إلا بعد خضوعها لتحليل الكورونا وهروب الحالة، لكن في كل الأحوال أياً كان السبب فتباطؤ الإجراءات الوقائية أدى لوصول الكورونا داخل المعهد.
– الممرض بيقول إن المستشفى رفضت فحصه أو فحص المخالطين ليه بعد ظهور أعراض عليه، عشان هيكون مكلف، وإن زمايله اللي حاولوا يساعدوا تم معاقبتهم.
– كمان الفحوصات اللي اتعملت للأطباء والممرضين لاكتشاف الإصابات كانت قليلة جداً، حسب تصريحات عميد المعهد في برنامج عمرو أديب، خمسة من المخالطين لأول إصابة هما اللي اتعمل لهم تحليل، وبعد اكتشاف إصابة اتنين من الخمسة، تم التحاليل لعدد قليل من مخالطيهم!
– لحد الوقت اللي أعلن فيه عن إصابة 15 العدد الإجمالي لمن تم فحصهم كان لسه قليل، حوالي 45 شخص، من أصل 1350 فرد في الطاقم الطبي للمستشفى، وبعد إعلان تعليق العمل الأطباء والممرضين راحوا لعميد وطالبوا بإجراء فحوصات كورونا، العميد رفض وسابهم ومشي، وفي النهاية جامعة القاهرة أعلنت أنها هتتكفل باجراء التحاليل وطلب من وزارة الصحة توفير ألف كاشف وأعلنت فتح تحقيق بالواقعة.
– غريب إن القرار في الآخر يظهر بتدخل من رئيس الجمهورية لإن المفروض يكون عندنا بروتوكول ثابت واضح بأي منشأة يظهر فيها حالة، سواء بعمل التحليل لكل الطاقم الطبي زي ما أطباء بيطالبو، أو على الأقل بالعزل الفوري لكل العاملين والمخالطين لحين ظهور الأعراض.
*****
– شفنا خلال الأيام اللي فاتت اجراءات ايجابية في بعض المناطق من تشديد الرقابة، واغلاق مستشفيات خاصة بسبب إصابة أحد أطباءها أو ممرضيها. ده غير ٢٣ منشآة طبية أعلنت محافظة بني سويف اغلاقها للعمل بدون ترخيص أو نقص اجراءات مكافحة العدوى.
– ده يلفت نظرنا إلى أن الدكاترة شغالين وبيعانوا من نقص المستلزمات الطبية البسيطة زي الكمامة والجوانتي والنظارات والرداءات الطبية، والشهادات من ممرض معهد الأورام بتقول إن الحاجات دي كانت متوفرة في قسم الجراحة فقط، وباقي الطاقم الطبي كتير منهم بيشتروها من برا.
– نقابة الأطباء أصدرت بيان بتطالب فيه بالتالي:
١- توفير المستلزمات الطبية بشكل كامل لجميع المستشفيات
٢- االتشديد على عدم العمل بدون توفر جميع المستلزمات الطبية الوقائية.
٣- عمل فحوصات شاملة لجميع أعضاء الفريق الطبي بالمستشفيات حال الاشتباه.
٤- وجود أماكن عزل خاصة في كل محافظة للأطباء أثناء خضوعهم للتحاليل.
– وطبعا المطالب اللي تخص الحالة دي لا تغني عن المطالب الأصلية عن تحسين الأجور وتوفير الامكانات بأقصى سرعة لقطاع الصحة، اللي هوا النهاردة مفروض يكون أولوية “الأمن القومي” المصري.
*****
– بنتمنى المسألة دي تاخد أولوية عند الجهات الحكومية المختصة، وبالطبع محاسبة كل مسؤول مستهتر أو بيهدد الأطقم الطبية لما تشتكي .. لولا الأطباء والتمريض اللي كتبوا على الفيس بوك مكانش حد عرف بالكارثة اللي حصلت في معهد الأورام!
– وكمان مهم يكون فيه تقدير وتعاون شعبي، وطبعا منسمعش القصص المخزية عن أهالي مش عايزين يسكن في بيتهم ممرضة أو دكتور.
وأكيد هنعدي الأزمة بأقل الخسائر لو اشتغلنا صح بالطرق العلمية، واتعاوننا كلنا رسميا وشعبيا.
*****