– في الفترة الأخيرة بقى كل واحد فينا شايف حواليه عدد كبير جدا من إصابات ووفيات كورونا، لكن الأرقام الرسمية بعيدة جدا عنها.
– كمان شفنا عدد كبير من الوفيات بين شخصيات مشهورة، فنانين، و 3 من أعضاء مجلس نواب اتوفو قبل انعقاد المجلس الجديد، ورئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم.
– موقع شبكة “بي بي سي” البريطانية العربي نشر تقرير اعتمد على أرقام الجهاز المركزي للإحصاء، الجهة الرسمية الحكومية، ووجد ان فيه أكتر من 60 ألف حالة وفاة زيادة عن المعدلات الطبيعية في 3 شهور فقط هيا (مايو ويونيو ويوليو)، بينما لسه إحصاءات الشهور من أغسطس لحد دلوقتي منشرهاش الجهاز المركزي.
– “بي بي سي” وثقت وفيات كورونا اتسجلت بأسباب تانية زي الالتهاب الرئوي أو ضيق التنفس أو غيرها من الأسباب، هنعرض في البوست ده أهم ما جاء في التقرير وممكن نشوف إيه منه.
*****
إيه سبب الوفيات الزائدة دي؟
– أطباء في مستشفيات العزل حكو لبي بي سي إن فيه ناس كانت بتموت في أقسام الاستقبال بالمستشفيات، أو كانت بيوتهم بعيدة عن المستشفيات فكانوا بيموتوا في الطريق قبل التشخيص، والبروتوكول بيقول إن اللي يموت خلاص ميتعملش مسحة ليه حتى لو كان فيه كل أعراض المرض.
– ناس تانية كانوا بيموتو في العزل المنزلي بعد تشخيص إصابتهم بكورونا من خلال تحاليل الدم أو الأشعة المقطعية على الصدر، وليس المسحة (تحليل PCR) ودول كمان مش بيتحسبوا في إحصائيات الوزارة.
– الحكومة تعتبر إن الإصابات المسجلة بكورونا، هما بس اللي اتعمل لهم مسحة وفحص PCR داخل معاملها فقط، وأي تشخيص بطريقة أخرى غير المسحة، او حتى بمسحة اتعملت في مكان آخر زي المستشفيات الجامعية أو المعامل الخاصة مش بتتحسب في الإحصائيات!
– ده مش بيحصل بس مع الناس العادية، لكن تكرر حتى الأطباء، ووكيل نقابة الأطباء بيقول إن قصاد 240 تقريبا أعلن عن وفاتهم بكورونا، فيه 200 دكتور تاني ماتوا بالفيروس ومش محسوبين في الإحصائيات عشان ماعملوش المسحة، رغم إن كل المؤشرات بتقول إنهم كانو مصابين، وبعضهم مات في مستشفيات العزل.
*****
هل كورونا سبب كل الوفيات الزائدة دي؟
– أمين عام نقابة الأطباء بيقول إن الفيروس هو التفسير الوحيد لزيادة الوفيات دي، دي لأن مافيش مستجدات تانية حصلت في البلد تسبب زيادة في الوفيات عن معدل الوفيات الطبيعي.
– لكن جيهان العسال نائبة رئيس لجنة مكافحة كورونا في وزارة الصحة قالت لا مش بالضرورة الفيروس يكون هوا المسؤول بشكل مباشر عن كل الوفيات دي، وإن وارد منها وفيات بعض أصحاب الأمراض المزمنة اللي ماتوا لأنهم خافوا يروحوا المستشفيات يتعالجو عشان مايتصابوش بكورونا.
– مسؤولين آخرين بيقولوا إن توجه الناس للعلاج في منشئات طبية خاصة خلوا من الصعب إحصاء عدد الإصابات والوفيات بالفيروس.
– لكن اللي نفهمه من إجمالي التصريحات دي إن 60 ألف وفاة سببهم كورونا سواء ده حصل بشكل مباشر واتوفو بسبب الإصابة فعلا، أو نسبة منهم بشكل غير مباشر بسبب انهم مراحوش اتعالجوا من أمراض تانية خوفا من العدوى، أو التكدس اللي شفناه في المستشفيات او المستشفيات اللي اتقفلت خالص وبالتالي مكانش فيه أماكن لعلاج الأمراض الأخرى اللي اتسببت بالوفاة.
*****
إيه نتيجة إخفاء الأرقام الحقيقية؟
– حسب التقرير، الأهالي كانوا بيتعاملوا مع الوفيات اللي ماتسجلوش رسميا على انهم ماتو بالفيروس، كأنهم ماتوا بسبب تعب عادي، وكانت العدوى تنتقل لهم، لإنهم كانوا بيغسلوهم أو بيدفنوهم بدون إجراءات احترازية.
– كمان الأطباء اللي لم يعترف بوفاتهم بالفيروس، مش هيقدروا ياخدو معاشات والتعويضات المادية المقررة ليهم، ولا يندرجوا في التعريف الرسمي لشهداء كورونا. رئيس الوزراء وعد إنه هيصدر قرار بالمعاملة من حيث الإجراءات والمستحقات لوفيات الطاقم الطبي اللي يموتو بسبب عملهم في مواجهة الفيروس، كشهداء الجيش والشرطة، لكن ده محصلش لحد دلوقتي.
– لكن الجانب الأهم هوا إن الناس كلها وصلها شعور كاذب بالإطمئنان وإن الكورونا خلصت خلاص، وحصل تهاون كبير جدا في الإجراءات الاحترازية.
– وكمان للأسف الدولة تعاملت بنفس المنطق، فشفنا تخفيف كبير للإجراءات الاحترازية اللي في الغلق الجزئي، وشفنا تنظيم أحداث فيها تجمعات كبيرة وتساهل بالإجراءات الاحترازية، زي المهرجانات الفنية، والانتخابات طبعا بكل أنشطتها من دعاية وتصويت.
– النتيجة كمان إنه متمش استغلال فترة تراجع الكورونا بعد الموجة الأولى في الصيف لمضاعفة قدراتنا من المسحات، ومن أسرة الرعاية المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي. المليارات فضلت تتصرف في انشاءات العاصمة الجديدة وغيرها من المشاريع اللي جايز يكون ليها أهمية فعلا لكنها أكيد مش أولوية عن صحة الناس.
– والنتيجة الناس كلها شايفاها حواليها في الصعوبة الشديدة جدا إن أي حد حتى لو معاه فلوس كتير يلاقي سرير رعاية مركزة فاضي أو جهاز تنفس صناعي فاضي لو احتاجه.
– اللي بيحصل ده هوا نتيجة سياسة “كله تمام يا فندم”، واللي حصل مش بس إخفاء المشاكل بدل مواجهتها، ده كمان زي ما غطينا سابقا اتقبض على صحفيين وأطباء اتكلموا عن الفيروس وانتقدوا سياسات حكومية أو شككوا في أرقام حكومية.
– الوضع الحالي أصبح مثار انتقاد ناس كتير مش معارضين ولا حاجة، لدرجة إن المستشار محمد عبدالمحسن، رئيس نادي القضاة، دعا الدولة “لقدر أكبر من المصارحة”، وقال: “فارق كبير بين تهدئة الرأي العام بذكر الحقيقة، وتضليله ببيانات رسمية”، ودعا لتوفير عدد أكبر من مستشفيات العزل، وفرض الرقابة على أسعار المستشفيات الخاصة المغالي فيها بصورة كبيرة تفوق القدرة المالية لأغلب المصريين.. وواضح ان الكلام ده بعد الأخبار المتتالية عن إصابات ووفيات بصفوف القضاة.
– ونرجع نكرر إنه بالإضافة لكل الإجراءات الحكومية المطلوبة لازم نركز على دورنا احنا كمواطنين ونعمل اللي بايدنا. دلوقتي بالذات في المرحلة الصعبة دي لازم كل واحد يحرص انه يلبس كمامته ويشجع غيره على كده، خاصة في الأماكن المغلقة، بالإضافة لغسل اليد والعزل فور ظهور الأعراض، ومع بعض هنقدر نصمد لحد ما توصل اللقاحات ونعدي الأزمة الصعبة.
*****